21-يناير-2024
مظاهرة في لندن

(Getty) مظاهرة في لندن

ردًّا على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى جانب وزراء في حكومته، رفضهم الكامل لإقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في غزة، وذلك بذريعة الحاجة الأمنية.

وفي محادثة هاتفية بين بايدن ونتنياهو، أكّد الأخير رفضه لفكرة الدولة الفلسطينية، مع استمرار التصعيد في غزة. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية قوله: "أنت تعرف موقفي منذ 20 عامًا وهو لم يتغير. لا أريد السيطرة على الفلسطينيين لا في غزة ولا في الضفة الغربية، لكن يجب أن تتمتع إسرائيل بحرية العمل أمنيًا هناك. وهذا لا يتماشى مع الطلب (الفلسطيني) بالسيادة".

ورغم أن مصادر قالت إن نتنياهو لم ينفِ كل مخطط لإقامة دولة فلسطينية، فإن تصريحاته تعكس عدم تغيير موقفه الرافض لهذه الفكرة.

ونقلت القناة 13 عن مصدر أن "نتنياهو لم يخبر بايدن بشكل قاطع بأنه ينفي كل مخطط ممكن لإقامة دولة فلسطينية"، ما يفسّر، بحسب القناة، تصريحات بايدن عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية دون جيش، إذ قال: "ليس كل دولة عضو في الأمم المتحدة لديها جيش"، كما أفاد تقرير لشبكة "سي إن إن" بأن نتنياهو أبلغ بايدن أنه لا يستبعد إمكانية قيام دولة فلسطينية.

في محادثة هاتفية بين بايدن ونتنياهو، أكّد الأخير رفضه لفكرة الدولة الفلسطينية، مع استمرار التصعيد في غزة، وأيده في ذلك وزراءه في الحكومة التي يقودها

وكان بايدن قد قال، أمس، إنه تحدث مع نتنياهو عن الحلول الممكنة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن أحد المسارات قد يتضمن تشكيل حكومة غير عسكرية؛ مدعيًا أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلًا بوجود نتنياهو في السلطة، غير أن بيانات صدرت عن مكتب نتنياهو، أمس السبت، قوّضت أي سيناريو من هذا القبيل.

وقال مكتب نتنياهو إنه "أكد خلال محادثته مع الرئيس بايدن، مجددًا، سياسته التي تنص على أنه بعد تدمير حماس، يجب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة، لضمان أن القطاع لن يشكل تهديدًا على إسرائيل، ما يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية"، فيما تجنب مكتب نتنياهو التصريح بشكل قاطع بأنه يعارض إقامة دولة فلسطينية من أي نوع.

وفي بيان صدر عن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، شدد الأخير على وجود إجماع واسع في إسرائيل ضد قيام "دولة فلسطينية" و"تقسيم البلاد"، على حد تعبيره.

واعتبر أن "على أصدقاء إسرائيل أن يفهموا أن الدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية هو دفع باتجاه المذبحة المقبلة، ولخطر وجودي على دولة إسرائيل".

من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين: "إقامة دولة فلسطينية هو مكافأة للإرهاب وخطر على دولة إسرائيل".

وقال وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهر، السبت، إن "تل أبيب لن تسمح أبدًا بقيام دولة فلسطينية".

وجاءت المكالمة، يوم الجمعة، بعد يوم واحد فقط من تأكيد نتنياهو أنه أبلغ المسؤولين الأمريكيين، بعبارات واضحة، أنه لن يدعم إقامة دولة فلسطينية في إطار أي خطة لما بعد الحرب.

بدورها، نقلت شبكة "سي إن إن" أن نتنياهو أكد لبايدن أن "التصريحات التي أدلى بها الخميس، والتي بدا فيها رافضًا لفكرة إنشاء دولة فلسطينية، لم يكن المقصود منها استبعاد إمكانية قيام دولة فلسطينية بأي شكل من الأشكال".

وكان نتنياهو قد شدد، في مؤتمر صحافي عقده الخميس، على أن "إسرائيل تحتاج إلى سيطرة أمنية على كافة الأراضي غرب الأردن"، في أي تسوية مستقبلية يتم التوصل إليها بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وأضاف أن "هذا يتعارض مع فكرة الدولة الفلسطينية".

في السياق نفسه، يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، غدًا الإثنين، في العاصمة البلجيكية بروكسل، وعلى أجندتهم حلّ الدولتين.

ومن المنتظر أن تتم خلال الاجتماع، الذي يعد الأول لوزراء خارجية الاتحاد لهذا العام، مناقشة التحضيرات لعقد مؤتمر دولي للسلام من أجل حل الدولتين خلال الأشهر المقبلة.

ومن المواضيع المطروحة على جدول أعمال الاجتماع أيضًا تحضيرات الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على المستوطنين اليهود غير الشرعيين، الذين يلجؤون إلى العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.

وكان جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، قد رفض، يوم الجمعة الماضي، تصريحات نتنياهو المعارضة لقيام دولة فلسطينية.

وقال "رغم إصرار إسرائيل على الرفض، نعتقد أن حل الدولتين سيحقق السلام، بضغط من المجتمع الدولي".

ودعا بوريل، العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، إلى الدفع والتشجيع باتجاه حل الدولتين.