27-أبريل-2024
مظاهرات لأهالي المحتجزين ضد نتنياهو

(afp) تتواصل احتجاجات أهالي المحتجزين في غزة للضغط على نتنياهو

بعد أكثر من 200 يوم من الحرب الإسرائيلية على غزة، يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن يقرر ما هو مهم أكثر: تنفيذ انتقامه النهائي من حركة "حماس" ومن جميع الفلسطينيين في قطاع غزة، أو إعادة المحتجزين المتبقين على قيد الحياة من القطاع، بحسب المحلل السياسي الأميركي في وكالة "بلومبرغ" مارك شامبيون.

ويشير المحلل الذي يغطي شؤون أوروبا وروسيا والشرق الأوسط، في مقال رأي، إلى أن "إسرائيل" تستعد لشن هجوم وشيك على رفح، التي تقول إن أربع كتائب لحركة "حماس" تتواجد فيها، وسط أكثر من مليون من المدنيين المهجّرين.

وفي محاولة أخيرة لمنع الهجوم، أطلقت الولايات المتحدة و17 دولة أخرى لها مواطنون محتجزون في غزة، نداءً مشتركًا يوم الخميس إلى "حماس" لإطلاق سراحهم.

واعتبر شامبيون أنه من الواضح أن هذا النداء: "محاولة يائسة للحيلولة دون المزيد من توسع نطاق الحرب التي تزعزع الشرق الأوسط، وتعزل إسرائيل، وتعزز معاداة السامية في أنحاء العالم، وتلحق الضرر بفرص إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، وتهدد الدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة، أهم حليف لها".

يحتاج نتنياهو إلى أن يقرر ما هو مهم أكثر: تنفيذ انتقامه النهائي من "حماس" ومن جميع الفلسطينيين في غزة، أو إعادة المحتجزين المتبقين على قيد الحياة من القطاع

ويلفت المحلل الأميركي إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه القوات الإسرائيلية لشن هجوم على رفح، تقوم أيضًا بتغيير طابع عملياتها في الشمال. فبدلًا من أن تكتفي بالرد على هجمات "حزب الله" من لبنان، قامت يوم الأربعاء، ولأول مرة، بشن هجوم استباقي على أهداف متعددة بهدف إبعاد الحزب عن الحدود.

في المقابل، يشير شامبيون إلى أن هناك مقطعي فيديو نُشرا مؤخرًا أقنعاه بأن نتنياهو في مرحلة حاسمة الآن؛ المقطع الأول للجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية والمحتجز في غزة، هيرش غولدبرغ– بولين، البالغ من العمر 23 عامًا، الذي فقد ذراعه نتيجة انفجار قنبلة أثناء هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والذي يلقي فيه باللوم على نتنياهو لعدم اهتمامه كثيرًا بالرهائن، كاشفًا عن مقتل 70 محتجزًا من الـ133 محتجزًا الباقين في غزة، وقد قتلوا بالفعل بنيران القوات الإسرائيلية.

ويرى شامبيون أن ذلك العدد يبدو تقريبًا ضعف العدد الذي أعلنته أجهزة المخابرات الإسرائيلية، ومن المؤكد أن المعلومة جاءت للجندي من محتجزيه. وبحسب المحلل الأميركي، ربما هذه ليست الحقيقة أو من الممكن أنها إعادة تحديد توقعات بالنسبة لعدد المحتجزين الذين سيعودون أحياءً في أي عملية تبادل قادمة.

أما الفيديو الثاني، فهو لقاء تلفزيوني خاص مع جندي إسرائيلي تم تسريحه، وبثّته القناة الرابعة البريطانية. ورغم أنه لم يتم ذكر اسم الجندي الذي خدم في غزة، إلا أن قصته مقنعة لأنها تؤكد ببساطة على الأدلة، بما في ذلك لقطات للفلسطينيين ورهائن إسرائيليين يتم إطلاق النار عليهم رغم حملهم أعلامًا بيضاء، بأن هذا الجيش المحترف يحركه متطرفون في مجلس الوزراء الإسرائيلي، لدرجة أنه يتجاهل قواعد القتال الخاصة به.

يقول الجندي إن العديد من رفاقه الذين يقاتلون في غزة لا يرون فرقًا يذكر بين "حماس" والمدنيين هناك، فالافتراض أنهم حماس، ولذلك هم ملزمون بقتلهم.

وبحسب المحلل الأميركي، فإن هذا الجندي سيتحمل ثقل المسؤولية عما فعله في غزة. فما يتم عمله الآن باسمه، أمر يطارده. كما أنه: "تحذير يتعين على إسرائيل الاهتمام به فيما يتعلق بالثمن الذي ربما سيجب عليها دفعه بسبب الطريقة التي تتم بها خوض الحرب".

يعتقد شامبيون أنه يتعين على نتنياهو انتهاز فرصة توقيع اتفاق لتبادل الرهائن والمحتجزين، رغم رد الفعل الذي سيصدر عن المتطرفين في حكومته، لافتًا إلى أن نتنياهو الذي يصر على أن "تعقب حماس، وهزيمتها هو السبيل الوحيد لتحرير الرهائن، لكن هذا تأكيد أشك في أنه حتى هو يؤمن به، لأنه أمر لم ينجح حتى الآن".

فمنذ عملية التبادل ووقف لإطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر والتي أدت إلى إطلاق سراح 105 من المحتجزين، قتلت القوات الإسرائيلية عددًا كبيرًا منهم، كما قتلت ثلاثة من المحتجزين الذين أطلاق سراحهم، وذلك خلال عملية عسكرية.

ويرى شامبيون أن السبيل الوحيد لنتنياهو لتحقيق مطلبه بإطلاق سراح المحتجزين هو التوصل إلى اتفاق الآن. ويمكنه حينئذ الادعاء بأن تهديداته بالقضاء الوشيك على حركة "حماس"  هو الذي أرغمها على التنازل.