20-يناير-2024
يسعى نتنياهو لإطالة أمد الحرب من أجل مستقبله السياسي (Reuters)

يسعى نتنياهو لإطالة أمد الحرب من أجل مستقبله السياسي (Reuters)

تتعامل تحليلات وتقديرات عدة، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يسعى إلى التمسك بالحكم، ويتجاهل الواقع الراهن.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت قوله: "سلوك حكومة نتنياهو قبل وبعد عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، يُعدّ فشلًا كبيرًا جدًا"، مؤكدًا أن على "إسرائيل أن تسأل نفسها كيف ستستمر مع قيادة فشلت تمامًا".

عانى نتنياهو من خضم أخطر أزمة سياسية ودستورية وداخلية في تاريخ "إسرائيل"، وسط اتهامات له بإضعاف القضاء عبر خطة الإصلاح القضائي، مما أثر بشدة على شعبيته، ليأتي العدوان على غزة ليسلط الأضواء عليه مجددًا بعيدًا عن الشأن الداخلي

بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، على ضرورة وجود قيادة جديدة في إسرائيل، وتنظيم انتخابات مبكرة قبل فوات الأوان.

أما رئيس الكنيست السابق الذي ترك حزب العمل، أفراهام بورغ، فقال: "تاريخيًا، سيسجل نتنياهو كأسوأ زعيم على الإطلاق"، وأضاف: "الغضب من نتنياهو بين الوسطيين والعديد من المحافظين بالكاد يكون أقل حدة".

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، نفتالي بينيت: إن "إسرائيل تعاني من مستوى هزيمة ذاتية بسبب الانقسام"، وأضاف: "في العام الماضي، كانت إسرائيل تمزّق نفسها وأصبح جهاز المناعة لديها ضعيفًا. رأى عدونا ذلك وهاجمنا"، وفق تعبيره.

من جهتها، تحدثت الوزيرة المتشددة في حكومة نتنياهو، غاليت ديستل عتبريان، عن "غضبها الحارق" تجاهه. وكانت مترددة في مهاجمته خلال الحرب، لكنها أخبرت التلفزيون الإسرائيلي أنها هي نفسها "أخطأت لدورها الخاص في تقسيم المجتمع الإسرائيلي". وأضافت: "عندما استيقظت في صباح اليوم السابع من أكتوبر وسمعت أخبار الهجوم الكارثي، كانت الفكرة الأولى أنني فعلت هذا. لقد أضعفت الأمة"، وتابعت: "الآن أيام هذه الحكومة معدودة، هذا واضح".

وأظهرت استطلاعات الرأي، أن 31% فقط من الإسرائيليين يرون أن نتنياهو هو الأنسب لمنصب رئيس الوزراء، في حين أظهرت الاستطلاعات أن 50% يرون عضو مجلس الحرب بيني غانتس هو الأنسب للمنصب، وكشف أنه في حالة إجراء الانتخابات الإسرائيلية اليوم سيخسر حزب الليكود اليميني، برئاسة نتنياهو نصف مقاعده في الكنيست، أما حزب معسكر الدولة برئاسة غانتس، فسيضاعف مقاعده 3 مرات.

وفي تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس"، كتب الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يوسي ميكيلبيرج: "في أعقاب هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، كان الشعار الشائع في السياسة الإسرائيلية هو أن الأمور لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه في اليوم السابق، ولا ينبغي لها أن تعود إلى ما كانت عليه. وهذا صحيح إلى حد كبير، ليس فقط من حيث العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالمشهد الداخلي في كلا المجتمعين".

يشير ميكيلبيرج إلى أن التحدي الذي ستواجهه إسرائيل، هو القيام بأكثر من التصويت ضد نتنياهو في نهاية الحرب، إذ سيتعين على "مجتمعها إنشاء تنظيم سياسي جديد، يتميز بجمع أصوات جديدة من جميع أطياف المجتمع، وإحراز تقدم حقيقي نحو حل الدولتين، والسلام طويل الأجل".

وبحسب ميكيلبيرج، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي في إطار محاولاته للبقاء في السلطة، وبالتالي "الهروب من محاكمته بالفساد، كان مستعدًا لإضعاف القضاء والرضوخ لمطالب شركائه المتشددين والقوميين المتطرفين، حيث قدمت حكومته النسخة الأكثر أصولية والنهج الأكثر تشددًا، ناهيك عن العنصرية تجاه الفلسطينيين".

وأضاف: "بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، كانت شعبية نتنياهو في حالة سقوط حر، وعبرت الغالبية العظمى عن عدم قدرتها على مسامحته لمسؤوليته عن الفشل الكارثي الذي أدى إلى هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد أن كان يصور نفسه على أنه، سيد الأمان".

وتابع قائلًا: "بعد أكثر من 100 يوم من بدء الحرب على غزة، لم تحقق إسرائيل أهداف الحرب. ولم يتحقق وعد تدمير حماس، الذي لم يكن واقعيًا أبدًا، وعلى الرغم من العنف الذي استخدمته بشكل هائل، والذي تسبب في الموت والدمار، بالإضافة إلى ذلك، تواجه إسرائيل محاكمة أمام المحكمة الدولية، بتهم ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة".

واستمر في القول: "من المتوقع أن تشهد نهاية الحرب نهاية حياة نتنياهو السياسية الطويلة، لذا فإن مصلحته الشخصية تقتضي إطالة أمد الحرب".