16-ديسمبر-2023
الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة العدوان على غزة

قلل مستشار الأمن القومي للرئيس، جيك سوليفان، من شأن الخلافات بين الحليفين بعد اجتماعات مع كبار القادة الإسرائيليين (Getty)

تقلل الولايات المتحدة الأمريكية، من أهمية الانتقادات التي وجهت لمرة واحدة، من جو بايدن لتل أبيب، رغم وجود بعض "الخلافات" المحدودة المتعلقة في إدارة العدوان على قطاع غزة، والذي تنخرط فيه واشنطن بشكلٍ كامل.

وقالت مصادر لصحيفة "هآرتس" إن تزويد الجيش الإسرائيلي بالذخائر كان موضوعًا رئيسيًا خلال المناقشات الأخيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

"المجموعة الواسعة من الذخائر التي توفرها الولايات المتحدة لإسرائيل في صراع غزة تمنح إدارة بايدن نفوذًا لتشكيل تصرفات إسرائيل"

بحسب مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المحادثات، فإن هذا الموضوع يؤثر على حوار إسرائيل مع واشنطن ودرجة المرونة التي تبديها حكومة بنيامين نتنياهو تجاه مختلف المطالب التي طرحتها إدارة بايدن.

وأضافت "هآرتس": "المجموعة الواسعة من الذخائر التي توفرها الولايات المتحدة لإسرائيل في صراع غزة تمنح إدارة بايدن نفوذًا لتشكيل تصرفات إسرائيل".

وبحسب مصدر تحدث لصحيفة "هآرتس"، فإن مسألة إمدادات الذخائر أثرت على النقاش الدائر حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي مع غزة لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع واستعداد إسرائيل لزيادة كمية الوقود الذي يدخل غزة كل يوم.

وقال مصدر أمريكي رفيع لصحيفة "هآرتس" إن إدارة بايدن مطلعة بانتظام على احتياجات إسرائيل العسكرية وتحاول استيعابها بأفضل ما تستطيع.

وفي الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، تقدمت إدارة بايدن بصفقة في إجراء طارئ تجاوزت الكونجرس لتزويد إسرائيل بآلاف قذائف الدبابات. ويضغط بايدن أيضًا على الكونجرس للموافقة على حزمة مساعدات واسعة النطاق لإسرائيل تصل إلى 14 مليار دولار.

ولم تتم الموافقة على هذه الحزمة بعد بسبب الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الهجرة، وهو ما يؤخر جميع طلبات ميزانية البيت الأبيض. ويتزايد القلق في إسرائيل بشأن تأثير هذا الخلاف على الموافقة على حزمة المساعدات.

وتؤخر إدارة بايدن أيضًا نقل آلاف الأسلحة إلى إسرائيل، خوفًا من أن ينتهي بها الأمر في أيدي المستوطنين اليهود المتورطين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

خلاف داخل البيت

وبعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إسرائيل تفقد الدعم لحملتها العسكرية في قطاع غزة، قلل مستشار الأمن القومي للرئيس، جيك سوليفان، من شأن الخلافات بين الحليفين بعد اجتماعات مع كبار القادة الإسرائيليين.

وقال سوليفان للصحفيين في تل أبيب، وهو آخر مبعوث من إدارة بايدن يزور إسرائيل لمناقشة الحرب: "نحن لسنا هنا لنقول لأحد: عليك أن تفعل كذا، أو عليك أن تفعل كذا".

ويقول مسؤولو الإدارة إن الرئيس ومستشاريه اعتمدوا على دبلوماسية الأبواب المغلقة لتشجيع الإسرائيليين على السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، واستعادة الاتصالات في قطاع غزة، والتوسط في صفقة التبادل، وتشجيع التوجه نحو عملية عسكرية مستهدفة.

ووفقًا لمسؤول كبير في البيت الأبيض، أكد سوليفان للقادة الإسرائيليين أن الولايات المتحدة تريد "جدولًا زمنيًا قصير المدى لخطط إسرائيل، لبدء المزيد من العمليات الجراحية الضيقة".

قال مصدر أمريكي رفيع لصحيفة "هآرتس" إن إدارة بايدن مطلعة بانتظام على احتياجات إسرائيل العسكرية وتحاول استيعابها بأفضل ما تستطيع

وقال دينيس روس، مفاوض السلام السابق في الشرق الأوسط، إن سوليفان بدا وكأنه يسير على خط دقيق ولا يملي أي شيء على الإسرائيليين.

وأضاف روس، الموجود في إسرائيل: "أعتقد أننا في سياق تتطلب فيه القدرة على تحريك الإسرائيليين أو التأثير عليهم هذا الإحساس الأولي بمحاولة التواصل معهم. نحن نقول: كن واعيًا، فإن الطريقة التي تدير بها هذه الحملة لها آثار على الأشخاص الذين يهمونك في المنطقة. وليس من المؤلم أبدًا أن يتم تذكيرك بذلك".