20-يناير-2024
قطاع غزة

(Getty) تتحدث التقديرات الإسرائيلية عن خطر انفجار الضفة الغربية في أي لحظة

يتجدد الحديث عن عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق، أي إنجاز استراتيجي في حربه على قطاع غزة، مع استمرار تصاعد التوتر في الضفة الغربية، وإمكانية انفجار الأوضاع فيها.

وفي هذا السياق، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن "كافة الوعود الاستراتيجية، التي قدمها بنيامين نتنياهو، خلال العقد ونصف العقد الماضيين، انهارت".

وأضاف: "لم يعد الإسرائيليون يتمتعون بالعقد الأمني ​​الأكثر هدوءًا على الإطلاق، وهو العقد الذي ادعى نتنياهو الفضل فيه قبل ثلاث سنوات فقط. على العكس من ذلك، كان عدد القتلى في إسرائيل عام 2023 هو الأعلى منذ 50 عامًا، منذ حرب يوم الغفران. لقد تم تقويض الشعور بالأمان، في الداخل وعلى الحدود، بالكامل. لقد تم إضعاف الردع في مواجهة حماس وحزب الله وغيرهما. وتواجه إسرائيل معركة متعددة الساحات، حيث يتجادل نتنياهو ومساعدوه حول ما إذا كانت التهديدات ثمانية أم سبعة أم ستة فقط".

قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن "كافة الوعود الاستراتيجية، التي قدمها بنيامين نتنياهو، خلال العقد ونصف العقد الماضيين، انهارت"

وأوضح هارئيل: "لقد تم دحض فكرة إمكانية تجاوز الصراع مع الفلسطينيين عن طريق ترتيبات السلام والتطبيع مع دول الخليج. سياسات إحباط إنشاء دولة فلسطينية مستقلة". متابعًا القول: "لقد أثبت الدعم الذي حصلت عليه إسرائيل من الولايات المتحدة أنه قوي، ولكن ليس بسبب نتنياهو، بل على الرغم منه. كما أن التوقعات بالحصول على ميزة بديلة من العلاقات مع القوى الدولية الأخرى، مثل روسيا والصين، بفضل علاقات نتنياهو الشخصية مع قادتها، قد تحطمت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر".

وعن استشراف المستقبل، قال هارئيل: "يتعين على إسرائيل الآن أن تبحر في واقع استراتيجي جديد وغير سار، في حين تحاول التعويض عن الميزة الهائلة التي سجلتها حماس في اليوم الأول من الحرب. وحتى القناة 14 بدأت تشك في أن نهج إسرائيل في غزة، بطريقة أو بأخرى، لا يؤدي إلى نصر سريع، وأنه حتى لو استمر الجيش الإسرائيلي في هجومه، فسوف تكون هناك حاجة إلى المزيد من الوقت لهزيمة حماس حقًا".

وحول الحرب في غزة، قال هارئيل: "كلما أصبح الوضع في غزة أكثر دموية وخطورة، فوق وتحت الأرض، كلما بدا سلوك رئيس الوزراء والوزراء أكثر انفصالًا عن الأحداث". متابعًا: "من الناحية العملية، يبدو أن اهتمام الولايات المتحدة بما يحدث هنا يتراجع بعض الشيء. حصلت واشنطن من نتنياهو على شيئين كانت تريدهما: تقليص معين في الهجمات الجوية التي تتسبب في قتل جماعي للمدنيين في غزة، وتقليص عدد القوات الإسرائيلية في القطاع. إنه ليس بالضبط الشكل المحدود للحرب الذي كان الأمريكيون يأملون فيه، لكنه ليس سيئًا كما كان يحدث هناك من قبل. وبدأ الرئيس جو بايدن الآن في تركيز اهتمامه على الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث يلوح دونالد ترامب مرة أخرى في الأفق باعتباره تهديدًا خطيرًا لولاية بايدن الثانية".

أمّا عن الواقع في غزة والمأزق الإسرائيلي، قال: "هل الحكومة الإسرائيلية عازمة على البقاء عالقة في مستنقع غزة لسنوات قادمة؟ في هذه اللحظة يبدو وكأن الأمريكيين لن يخرجوا إسرائيل منها بالقوة. ومع ذلك، إذا تجاوز نتنياهو الخطوط الخطيرة بعناد، فقد تفكر الإدارة في أن تكون أكثر بخلًا في توفير الذخائر وقطع الغيار للجيش الإسرائيلي. وهذه مسألة صعبة، خاصة إذا اندلعت حرب واسعة النطاق في لبنان".

خطر انفجار الضفة

ويشير هارئيل، إلى جبهة أخرى متفجرة، وهي في الضفة الغربية، إذ قال: "يبدو أن وسائل الإعلام والجمهور في إسرائيل لا يدركون بشكل كافٍ خطر الانفجار الوشيك في الضفة الغربية. في كل لقاء مع صناع القرار السياسي، يطلق جهاز الأمن العام "الشاباك" والمخابرات العسكرية تحذيرات أكثر حدة من التصعيد في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية".

وأضاف: "الآن، يعمل الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية على نطاق وكثافة لم يسبق لهما مثيل منذ الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ولأول مرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، يرسل الجيش أيضا قوات من الجيش النظامي إلى الضفة الغربية من غزة لتعزيز وحدات الاحتياط التي تم استدعاؤها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وفي الشهر الماضي، أجريت عمليات واسعة النطاق على مستوى اللواء في جنين وطولكرم ومنطقة قلقيلية، وسط تزايد الاحتكاك مع المسلحين والاستخدام المكثف للهجمات الجوية".

وفي السياق نفسه، تابع قائلًا: "على الرغم من أن الوضع في الضفة الغربية يتسبب في ليالي الأرق، إلا أن الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش محشوران في الزاوية. وتحت ضغطهم، لم يقتصر الأمر على أن نتنياهو لا يتقدم بجدية نحو التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، ويرفض بشدة دمج السلطة الفلسطينية في أي حل مستقبلي لمشكلة غزة، ولكنه يصر أيضًا على مواصلة الحظر المفروض على العمال من الضفة الغربية الذين يعبرون إلى إسرائيل. وعلى استمرار تجميد تحويل الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح الفلسطينيين".

وختم هارئيل تحليله للضفة الغربية، بالقول: "تؤدي هذه السياسة إلى تفاقم الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية وتزيد من احتمالات اندلاع الأزمة. ويبدو أن نتنياهو قد نفدت أفكاره لإيجاد مخرج من الوضع في الضفة".

وبالعودة إلى غزة، قال هارئيل: في الأسابيع الأخيرة، قام الجيش الإسرائيلي بتسريح "عدد لا بأس به من جنود الاحتياط الذين قاتلوا في غزة"، وأضاف: "في شمال غزة، دخل الجيش بالفعل بشكل كامل في المرحلة الثالثة. والاستثناء الرئيسي هو الفرقة 98 في خان يونس في الجنوب، حيث لا تزال سبعة ألوية نشطة مع انتشار القتال إلى غرب المدينة وجنوبها.

أوضح هارئيل: "كل ما يحصل في غزة، لم ينتج بعد تحولًا استراتيجيًا"

وأضاف: "تواصل فرقة غزة إعادة إنشاء المحيط الأمني ​، وهي منطقة عازلة على بعد حوالي كيلومتر واحد إلى الغرب من الحدود، والتي يعتزم الجيش الإسرائيلي فرضها بإطلاق النار إذا حاول أي فلسطيني الدخول. وتنطوي هذه الخطوة على التدمير المنهجي لآلاف المنازل الفلسطينية في أحياء مثل الشجاعية شرق مدينة غزة وقرى مثل خربة خيزة شرق خان يونس".

أمّا عن عمليات إطلاق الصواريخ من غزة، قال: "تستغل حماس بشكل متزايد تخفيض القوات في شمال غزة لإطلاق الصواريخ من هناك على النقب الغربي. ولا يستطيع الجيش التخلص من الانطباع بأن الجناح العسكري لحماس لا يزال على قيد الحياة بطريقة أو بأخرى، حتى في الشمال".

وأوضح هارئيل: "كل ما يحصل في غزة، لم ينتج بعد تحولًا استراتيجيًا".