03-يونيو-2020

انتقد رجال دين استغلال ترامب للإنجيل (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

هاجم زعماء للبروتستانت والكاثوليك في الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد التقاط صور له يظهر فيها حاملًا للإنجيل داخل كنيسة بالقرب من البيت الأبيض الاثنين، بالتزامن مع احتجاجات عنيفة استقدمت الإدارة الأمريكية تعزيزات من الحرس الوطني وجهاز الخدمة السرية بالإضافة لقوات الأمن الداخلي لإخمادها حتى يتمكن ترامب من التقاط صورته، وذلك بعد أقل من يومين على ورود تقارير تتحدث عن قضاء ترامب قرابة ساعة داخل ملجأ سري مخصص لحالات الطوارئ مثل الهجمات الإرهابية.

هاجم زعماء للبروتستانت والكاثوليك في الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد التقاط صور له يظهر فيها حاملًا للإنجيل داخل كنيسة بالقرب من البيت الأبيض الاثنين

وبعدما خاطب ترامب حكام الولايات التي تشهد احتجاجات عنيفة مشددًا على أولوية "اتخاذ تحركات ضرورية للدفاع عن أرواح سكانها وممتلكاتهم"، حذر من أنهم في حال رفضوا ذلك سيقوم بنشر الجيش الأمريكي "لحل مشاكلهم سريعًا"، قبل أن يتوجه إلى كنيسة القديس يوحنا الأسقفية قرب البيت الأبيض يحمل إنجيلًا بينما كانت الصور تلتقط له مع ابنته إيفانكا ووزير العدل وليام بار، الذي أعطى الأمر لحرس البيت الأبيض لفض الاحتجاجات السلمية.

اقرأ/ي أيضًا: مكارثية جديدة.. ما هي تداعيات تصنيف أنتيفا كـ"منظمة إرهابية"؟

وكان ترامب قد انتخب رئيسًا للولايات المتحدة في عام 2016 بدعم قوي من الكاثوليك والإنجيليين البيض، وقالت وكالة رويترز إن الرئيس الأمريكي يحاول مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم استمالة هؤلاء الناخبين بالصورة التي التقطت له أمام الكنيسة المعروفة باسم "كنيسة الرؤساء"، فضلًا عن إجرائه زيارة الثلاثاء لنصب تذكاري للبابا يوحنا بولس الثاني، وإصداره أمرًا تنفيذيًا يوجه الوكالات الأمريكية لحماية الحريات الدينية في الخارج.

وفي تحدٍ لمناشدات حكام المدن والولايات التزام المحتجين بقرارات حظر التجول الصارمة، وتهديدهم بفرض إجراءات أكثر حزمًا لإيقاف الاحتجاجات العنيفة، خرج الأمريكيون لليوم الثامن على التوالي في عشرات المدن الأمريكية للاحتجاج على مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جوروج فلويد، الذي لفظ أنفاسه بعد دقائق من ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه أثناء اعتقاله في مدينة مينيابوليس، وقالت شرطة المدينة إن فلويد توفي بعد وصوله بوقت قصير للمستشفى، إلا أن المحتجين رفضوا ادعاءات الشرطة مطالبين بالعدالة لفلويد، والأمريكيين من أصول أفريقية ولاتينية بسبب انتهاكات الشرطة المتزايدة ضدهم.

وانتقد كبير الأساقفة وأكبر زعيم ديني كاثوليكي في العاصمة واشنطن ويلتون غريغوري ظهور ترامب أمام كنسية القديس يوحنا وهو يحمل الإنجيل لالتقاط الصور، وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام غربية إن بابا الكنيسة الكاثوليكية لما يزيد على 40 عامًا يوحنا بولس الثاني ما كان "ليتغاضى عن استخدام الغاز المسيل للدموع وغيره من وسائل الردع لإسكات (المحتجين) أو تفريقهم أو ترويعهم من أجل صورة أمام مكان للعبادة والسلام".

وفيما اصطف مئات المحتجين قرب نصب مقام للبابا يوحنا بولس الثاني حاملين لافتات كتب عليها: "ترامب يهزأ بالمسيح" و“كنيستنا ليست مكانًا لالتقاط الصور"، انتقد رئيس المجلس التنفيذي للكنيسة الأسقفية الأسقف مايكل كوري استخدام ترامب "الكنيسة والإنجيل لغايات حزبية"، موضحًا أن ترامب قام بذلك في "وقت يتزايد فيه الألم والأذى العميق في بلادنا، وفعله لم يساعدنا أو يعالجنا".

كما هاجمت أسقف كنيسة القديس يوحنا في واشنطن ماريان بود ظهور ترامب المثير للجدل، وقالت في هذا الصدد: "لقد أخذ رموزًا مقدسة لتقليدنا ووقف أمام منزل الصلاة متوقعًا تمامًا أنها ستكون لحظة احتفالية"، لافتةً لعدم وجود شيء تفعله "سوى التنديد بذلك"، وأعربت الأسقف عن تفاجئها بزيارة ترامب للكنيسة التي جاءت بعد استخدام الغاز المسيل للدموع في محيط البيت الأبيض لتسهيل وصول ترامب للكنيسة من أجل إلقاء بيانه.

ولم تتوقف الانتقادات التي وجهت لترامب عند رجال الدين المسيحيين، فقد هاجم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن في كلمة له ترامب قائلًا إنه: "عندما يتم فض احتجاجات قرب بيت الشعب، البيت الأبيض، باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الضوئية كي يقوم الرئيس بالتقاط بعض الصور في واحدة من الكنائس التاريخية في البلاد، يمكن مسامحتنا إذا قلنا إن الرئيس مهتم بالقوة أكثر من المبدأ".

وتابع مضيفًا في كلمته إن ترامب "يهتم بخدمة مصالح قاعدته الشعبية أكثر من رعيته، وهذا الهدف من الرئاسة، واجب الرعاية تجاه الجميع وليس فقط تجاه من يصوت لنا"، معربًا عن آماله بأن يكون ترامب قد "فتحه (الإنجيل) مرة واحدة في يوم من الأيام، بدلًا من التهديد به"، في إشارة لرفع ترامب الإنجيل أثناء التقاط الصور، مشيرًا إلى أنه "إذا كان (ترامب) فتحه يومًا كان ليتعلم شيئًا".

اقرأ/ي أيضًا: ولايات أمريكية تفرض حظرًا للتجول.. والاحتجاجات تمتد لأكثر من 75 مدينة

وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن قد انتقد انتهاكات الشرطة المستمرة للأمريكيين من أصول أفريقية، وقال بوش الذي انتخب رئيسًا عن الحزب الجمهوري ما بين عامي 2001 – 2009، إنه لقد "حان الوقت حتى تتحرى أمريكا فشلنا المأساوي"، وتابع مضيفًا "إنه لفشل صادم أن يتعرض أمريكيون كثيرون من أصل أفريقي، وبخاصة الشبان الأمريكيين من أصل أفريقي، للمضايقة والتهديد في بلادهم"، مشيرًا إلى أن هذه المسألة "التي تأتي في إطار سلسلة طويلة من المآسي المشابهة" تثير "سؤالًا تأخر كثيرًا وهو: كيف نضع حدًا للعنصرية الممنهجة في مجتمعنا؟".

أظهر استطلاع للرأي أجري بالاشتراك بين وكالتي رويترز وإبسوس تعاطف معظم الأمريكيين مع الاحتجاجات ردًا على وفاة فلويد

وأظهر استطلاع للرأي أجري بالاشتراك بين وكالتي رويترز وإبسوس تعاطف معظم الأمريكيين مع الاحتجاجات ردًا على وفاة فلويد، وأعرب 64 بالمائة من الأمريكيين البالغين المشاركين في الاستطلاع عن تعاطفهم مع من يخرجون للاحتجاج في الوقت الراهن، فيما رفض 27 بالمائة التعاطف مع المحتجين، وقال تسعة بالمائة إنهم غير متأكدين من رؤيتهم للاحتجاجات، وفي العموم قال 55 بالمائة ممن شاركوا في الاستطلاع الذي أجري يومي الاثنين والثلاثاء إنهم لا يوافقون على طريقة تعامل ترامب مع الاحتجاجات، بما في ذلك 40 بالمائة قالوا إنهم يرفضون ذلك بشدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"علينا أن نكون جميعًا غاضبين".. العالم يصرخ بصوت جورج فلويد

أن تتعرف على جورج فلويد من فلسطين