29-مايو-2020

أثار اغتيال جورج فلويد غضبًا واسعًا (أ.ب)

ألترا صوت – فريق التحرير 

تشهد عدة مدن أمريكية احتجاجات كبيرة على خلفية وفاة المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، بعد تداول مقطع مصور على نطاق واسع لرجل شرطة يضع ركبته على عنق فلويد وهو على الأرض مكبل اليدين لعدة دقائق، وأظهر المقطع المصور تجاهل الشرطي الذي كان يطرح فلويد أرضًا تحذيراته قبل أن يفقد الوعي، عندما ردد قائلًا لأكثر من مرة "لا أستطيع التنفس لا أستطيع التنفس.. لا تقتلني".

تأتي أحداث العنف الأخيرة التي تشهدها مدينة مينابوليس ردًا على مقتل فلويد، بالتزامن مع أحداث مشابهة تشهدها مدينة لويفيل في ولاية كنتاكي احتجاجًا على مقتل طبيبة الطوارئ برونا تايلور

وأضرم المئات من المحتجين الغاضبين النيران في مبنى للشرطة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا التي شهدت الحادثة، فيما أعلنت السلطات المحلية في الولاية إيقافها أربعة من أفراد الشرطة للتحقيق معهم، في الوقت الذي امتدت الاحتجاجات لتشمل مدن كينتاكي ولوس أنجليس بالإضافة لمدن أخرى، وسط تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إرسال الحرس الوطني للقيام "بمهتهم بالشكل الصحيح".

اقرأ/ي أيضًا: إحصائيات ترامب على تويتر.. حساب للجواسيس والمتطرفين والدجالين!

لامساواة في النظام القضائي الأمريكي

وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في تقريرها السنوي الذي يرصد أهم الانتهاكات الحقوقية في الولايات المتحدة إطلاق الشرطة الأمريكية النار على 783 شخصًا حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، كان من بينهم 20 بالمائة من أصول أفريقية، حيثُ يشكل الأمريكيون من أصول أفريقية 13 بالمائة من تعداد سكان الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن استخدام الشرطة الأمريكية للقوة أظهر تباينًا على أساس الخلفية الإثنية في "الاعتقالات، وإصدار المخالفات العامة، ومخالفات المرور".

وأضافت موضحة أنها وثقت "تباينات كبيرة متعلقة بالعرق في إجراءات الشرطة" في دراسة شملت مدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما، مشيرةً إلى أن سكان الولاية من أصول أفريقية تحدثوا في الدراسة باستمرار عن تجاربهم السيئة مع الشرطة الأمريكية، لافتةً إلى أن الإدراك ارتفع في العام الماضي بأنه "لا يمكن فهم التفاوتات العنصرية الحالية في الشرطة والعدالة الجنائية وباقي جوانب الحياة الأمريكية من دون الإشارة إلى فترة العبودية وتأثيرها المستمر على المجتمع".

وكانت المنظمة الحقوقية قد أشارت إلى أن الأمريكيين من أصول أفريقية يشكلون نحو 40 بالمائة من السجناء، وفقًا لمعدلات سجنهم التي تظهر أنهم يشكلون خمسة أضعاف المسجونين من أصحاب البشرة البيضاء، مضيفة أن استهلاك المواطنين من أصول أفريقية للمخدرات غير المشروعة يوازي معدله استهلاك المواطنين أصحاب البشرة البيضاء، إلا أنهم "يعانون من معدلات اعتقال أعلى بكثير لحيازة المخدرات".

وتأتي أحداث العنف الأخيرة التي تشهدها مدينة مينابوليس ردًا على مقتل فلويد، بالتزامن مع أحداث مشابهة تشهدها مدينة لويفيل في ولاية كنتاكي احتجاجًا على مقتل طبيبة الطوارئ برونا تايلور التي قتلت أثناء مداهمة الشرطة لشقتها بحثًا عن مشتبه لا علاقة لها به في آذار/مارس الماضي، وفارقت تايلور الحياة متأثرة بإصابتها بثماني طلقات، بعدما زعمت الشرطة أنها أطلقت النار ردًا على إصابة أحد أفرادها بطلقة أثناء المداهمة.

علينا أن نكون جميعًا غاضبين

أثار المقطع المصور الذي يظهر خلاله فلويد يلتقط أنفاسه الأخيرة بعد اختناقه جراء ضغط الشرطي بركبته بعنف على عنق الرجل الأمريكي من أصول أفريقية أمام أفراد آخرين من الشرطة الذين منعوا المارة من التدخل، موجةً من الغضب العالمي على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسمي pleaseicantbreathe# JusticeForGeorgeFloyd#، فضلًا عن دعوات حقوقية تطالب واشنطن بمحاكمة أفراد الشرطة المتورطين في الحادثة، رغم تأكيدات الشرطة المحلية في مينيابوليس بأن فلويد فارق الحياة بسبب "حادث طبي" بعد نقله إلى المستشفى، في الوقت الذي أظهر مقطع حصلت عليه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من إحدى كاميرات المراقبة عدم مقاومة فلويد للشرطة الأمريكية لحظة اعتقاله.

وأعادت منظمة العفو الدولية في تغريدة لها الكلمات الأخيرة لفلويد عندما ردد "أرجوك، أرجوك، أرجوك، لا أستطيع التنفس"، وتابعت مضيفة بأن "هذه آخر كلمات نطق بها جورج فلويد في فيديو يظهر فيه شرطي أمريكي يجثم بركبته على عنق جورج قبل أن يفقد وعيه ومن ثم وفاته في ولاية مينسوتا في الولايات المتحدة الامريكية"، مطالبة واشنطن بـ"محاسبة الشرطة على استخدام القوة المميتة".

موجة تضامن عالمية

وفي منشور طويل عبر حسابها الرسمي على فيسبوك أعادت حركة فيمن النسوية الراديكالية التذكير بأن الولايات المتحدة عبر تاريخها القصير كدولة تقوم على "العنصرية، والتمييز الجنسي، والقوة والامتياز"، مذكرة بمجموعة من القصص تشير لتعامل الأمريكيين البيض العنصري مع الأمريكيين من أصول أفريقية، وأضافت الحركة في منشورها بأن الرئيس ترامب "مهتم بإطلاق النار على اللصوص والمحتجين" أكثر من "معاقبة أولئك الذين يطلقون النار على السود لقتلهم"، قبل أن تختم منشورها بالقول: "ينبغي علينا جميعًا أن نكون غاضبين".

كما غردت المخرجة الأمريكية آفا دوفيرناي معبرةً عن غضبها مخاطبة فلويد بالقول: "أنت تستحق أنفاسك وكرامتك وحياتك.. ليس أن تموت في الشارع وتقتل من قبل شرطي أبيض يضع ركبته على رقبتك.. أنت تستحق دموعنا وصلواتنا وغضبنا وتحركنا. يجب أن نفعل شيئًا لأجلك ولأجل كل الذين قتلوا ولم يكن هناك كاميرات تصوير"، في حين غردت عارضة الأزياء الأمريكية كيم كردشيان بصورة مرسومة لفلويد كتب عليها: "أرجوك لا أستطيع التنفس"

 

اقرأ/ي أيضًا: عنصرية ترامب ضد المهاجرين السود تفتح ملف الجرائم الأمريكية في أفريقيا

كما عبر العديد من الفنانين عن غضبهم على المقطع المصور بنشرهم أعمالًا فنية عبر حساباتهم الرسمية ترفض تعامل الشرطة الأمريكية بعنف مع المتهمين بسبب لون بشرتهم، فيما ذكر آخرون في تعليقاتهم بأن الفلسطينيين يواجهون بشكل يومي انتهاكات مشابهة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

وكانت اللجنة القضائية في الكابيتول هيل التي يرأسها الديمقراطي جيرولد نادلر قد طالبت وزارة العدل الأمريكية بالتحقيق في سوء سلوك ممنهج من جانب الشرطة على خلفية موت عدد من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية على أيديها، وأشار نادلر في رسالته الموجهة لوزارة العدل إلى أن موت فلويد أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الشرطة ضالعة في "نمط أو ممارسة سلوك مناف للدستور"، وتابع موضحًا أن "ثقة الجمهور في إدارة العدالة العمياء أصبحت محل اختبار حقيقي بعد حوادث قتل تعرض لها أمريكيون من أصل أفريقي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

 عنصرية أمريكا البيضاء.. غواية هتلر

أن تتعرف على جورج فلويد من فلسطين