ألترا صوت – فريق التحرير
فرضت السلطات المحلية في عدة مدن أمريكية حظرًا للتجول على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت شراراتها من مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا قبل أربعة أيام ردًا على وفاة الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، الذي ظهر في مقطع مصور يواجه صعوبةً بالتنفس بينما كان رجل شرطة أبيض يضغط بركبته على عنقه، فيما كان يردد أمام المارة الذين وثقوا الحادثة بهواتفهم المحمولة: "أرجوك.. لا أستطيع التنفس.. أنت تقتلني".
فرضت السلطات المحلية في عدة مدن أمريكية حظرًا للتجول على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت شراراتها من مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا قبل أربعة أيام ردًا على وفاة الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد
وعلى الرغم من إعلان مفوض إدارة مينيسوتا للسلامة العامة جون هارينغتون اعتقال الشرطي ديريك تشوفين الذي ظهر في المقطع المصور يضغط بركبته على عنق فلويد مما أدى لوفاته بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى، إلا أن ذلك لم يساهم في إخماد الاحتجاجات الغاضبة لتكرار المقاطع المصورة التي تظهر استخدام عناصر الشرطة البيض العنف المفرط اتجاه الأمريكيين من أصول أفريقية عند اعتقالهم.
اقرأ/ي أيضًا: غزة اليوم أمريكا الأمس.. فهود "الصحافة البيضاء" الجدد
ووفقًا لخارطة الاحتجاجات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، توضح المدن التي انطلقت منها الاحتجاجات ردًا على وفاة فلويد، فإن الخريطة توسعت لتشمل مدنًا أخرى بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال الحرس الوطني لقمعها بالقوة، حيث تشير الصحيفة في تعليقها على الخارطة إلى أن الاحتجاجات توسعت لتشمل 75 مدينة على الأقل على مستوى الولايات المتحدة، مضيفةً أن الحرس الوطني وضع في حال تأهب في 10 ولايات على الأقل.
ولأول مرة منذ عقود وضعت الشرطة العسكرية في حال تأهب بأمر من ترامب الذي هدد المحتجين باستخدام "الكلاب الشرسة وأشد الأسلحة فتكًا على الإطلاق" في حال تجاوزوا سياج البيت الأبيض، الأمر الذي دفع بعمدة العاصمة واشنطن مورييل باورز لوصف تصريحات الرئيس بأنها "فظة"، مضيفة أن الإشارة إلى إطلاق الكلاب تثير لدى الأمة أسوأ ذكريات الفصل العنصري، في حين وصف حاكم مينيسوتا الديمقراطي تيم فالز المحتجين بأنهم "مشاغبين ينتمون إلى مجموعات مخربة"، وهو ما يتوافق مع تصريحات ترامب الذي قال عنهم "مشاغبون ولصوص وفوضويّون"، ولم يقدم أي من المسؤولين أي دلائل تدعم أقوالهما.
وأظهرت عشرات المقاطع المصورة حدوث اشتباكات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب، وعمد المحتجون إلى قطع الطرق وإضرام النيران داخل أو قرب مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة في المدن التي تشهد احتجاجات، ردت عليها قوات مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وفيما يبدو أنه إشارة على إطلاق قوات الأمن الرصاص المطاطي بشكل مباشر على الأشخاص المتواجدين في مواقع الاحتجاجات، واستهدافها للصحفيين الذين يقومون بتغطية الاحتجاجات مباشرة على الهواء، قالت وكالة رويترز إن مصورًا ومستشارًا أمنيًا ضمن فريق عملها كانا يغطيان الاحتجاجات في مينيابوليس أصيبا بالرصاص المطاطي رغم معرفة مكافحة الشغب أن الاثنين من الصحافة، ويأتي ذلك بعد أقل من يوم على إيقاف الشرطة لصحفي من أصول أفريقية كان يغطي الاحتجاجات لشبكة CNN الأمريكية في المدينة عينها.
اقرأ/ي أيضًا: هل استطاع مارتن لوثر كينج تحقيق حلم حياته؟
وقالت وكالة أسوشيتد برس إن قوات مكافحة الشغب اعتقلت أكثر من 1300 شخصًا في 16 مدينة منذ يوم الخميس الماضي، بما في ذلك أكثر من 500 يوم الجمعة الماضي في مدينة لوس أنجلوس، وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن حكام المدن الأكثر تضررًا من الاحتجاجات على الرغم من تعبيرهم عن غضبهم على وفاة فلويد، وإعرابهم عن تعاطفهم مع مخاوف المحتجين بسبب انتهاكات عناصر الشرطة البيض للمعتقلين من إثنيات أخرى، حيث تحدثوا في مقابل ذلك عن حاجة ماسة لحماية المدن، محذرين من استدعاء تعزيرات لعناصر مكافحة الشغب في ظل مخاوف من استخدام تكتيكات أكثر تشددًا لإخماد الاحتجاجات.
كانت رقعة الاحتجاجات قد توسعت بعدما أصدر الادعاء العام في مينيسوتا بيانًا يوجه للضابط تشوفين تهمتي القتل الخطأ من الدرجة الثانية، والقتل من الدرجة الثالثة
وكانت رقعة الاحتجاجات قد توسعت بعدما أصدر الادعاء العام في مينيسوتا بيانًا يوجه للضابط تشوفين تهمتي القتل الخطأ من الدرجة الثانية، والقتل من الدرجة الثالثة، مضيفًا أن تشوفين بقي جاثيًا بركبته يضغط على عنق فلويد لمدة تقارب تسع دقائق، بما فيها 2:53 دقيقة كان خلالها فلويد فاقدًا للوعي، مضيفةً أن أفراد الشرطة اعتقلوا فلويد للاشتباه بصرفه 20 دولار مزورة، ومن المتوقع أن تصل التهمتان الموجهتان لتشوفين إلى السجن لـ53 عامًا كحد أقصى.
اقرأ/ي أيضًا:
"علينا أن نكون جميعًا غاضبين".. العالم يصرخ بصوت جورج فلويد
أن تتعرف على جورج فلويد من فلسطين