07-فبراير-2024
طرق تعليم الأطفال

الكتابة أحد طرق تعليم الأطفال

خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة هي الأساس الذي يكمل به الطفل مسيرته التعليمة، وتقول كاتبة أدب الطفل السويدية أستريد ليندغرين " الأطفال يغيرون العالم عندما يقرأون، لهذا يحتاج الأطفال الكتب". هذه عبارة مختصرة عبرت فيها الكاتبة عن مدى الأثر الذي تتركه القراءة في ذهن الطفل، وعن حقه كذلك في امتلاك أفقٍ رحبٍ للإفصاح عما يدور في عقله الخصب، وهي أمور لا يمكن تحقيقها دون امتلاك وعي كافٍ من ولي الأمر لأهمية ما تحمله القراءة وما تملكه الكتابة من قوةٍ كبيرةٍ قادرةٍ على التغيير. وإن كنا مهتمين حقًا بتعليم الطفل القراءة والكتابة، فالجدير بنا إذًا تعلم الخطوات الصحيحة لتأسيس أطفالنا على مهارات القراءة والكتابة الصحيحة.

 

خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة

يلزم  تعليم الطفل استخدام التعلم كعملية ممتعة  بالدرجة الأولى حتى يتقبل المعلومة بشكلٍ سلس يصعب معه نسيانها، فكيف يمكن أن نوظف المتعة في تعليم الطفل القراءة والكتابة؟ والجواب من خلال ما يأتي:

 

  1. استخدام البطاقات الخاطفة

تعتبر البطاقات الخاطفة من أكثر الأساليب متعةً في تعليم الأطفال، حيث يمكن تضمينها معلومات غنية بطريقةٍ مختصرة لا تُشعر الطفل بالملل، مثلًا من أهم القواعد الأولى التي يجب تقديمها للطفل أن صوت الحرف يختلف عن اسمه، فعلى الطفل أولًا أن يعرف صوت الحرف، مثلًا اسم الحرف "راء" وصوته " إر". يمكن تقديم هذه المعلومة من خلال بطاقات عليها كلمة من ثلاثة حروف، يقرأها الطفل بأصواتها وليس أسمائها.

تطبيق البطاقات الخاطفة في تعليم الأطفال
البطاقات الخاطفة من الأساليب الممتعة في تعليم الأطفال

وإذا كان الطفل حديث التعلم بعد، يمكن تضمين البطاقات صورًا لحيوانات أو فواكه وخضروات يحبها، حيث يردد حروف الكلمة بأصواتها كذلك، وبهذه الطريقة يمكننا تثبيت صوت الحرف في ذهن الطفل بشكل كبير، حيث إنها تنمي لديه الذاكرة البصرية وتربط الكلمة بالصورة بطريقة يسهل عليه استرجاعها معها.

يعد التلوين الصوتي واحدًا من أهم وأمتع أساليب القراءة. حيث يساهم في جذب انتباه الطفل للقصة المقروءة، كترقيق الصوت أو تغليظه في المواضع التي تتطلب ذلك في القصة.

  1. التلوين الصوتي أثناء القراءة

لا يخفى على أحدٍ أن أفضل وأهم ما يساعد الطفل على تأسيس مهارات متجددة في القراءة والكتابة هي القراءة للطفل منذ نعومة أظفاره، فالقراءة من سنٍ مبكرة للطفل، تساعد على تشكيل معجم لغوي غني، مما يسهّل عليه لاحقًا تكوين جمل مترابطة. 

ويعد التلوين الصوتي واحدًا من أهم وأمتع أساليب القراءة. حيث يساهم في جذب انتباه الطفل للقصة المقروءة، كترقيق الصوت أو تغليظه في المواضع التي تتطلب ذلك في القصة، أو محاولة تقمص أصوات متعددة للشخصيات الموجودة في القصة في حالة تعددها، أو غناء ترنيمة وردت في القصة. مثلًا عِوَضًا عن قراءتها بشكل رتيب، كل هذا يساهم في خلق خيالٍ خصبٍ ورغبةٍ حقيقية للتعلم لدى الطفل.

 

  1. الحوار

يعتبر تأخر النطق واحدًا من أكثر المشكلات التي يعانيها أهالي الأطفال في عصرنا الحالي، والأسباب لهذا متعددة، إلا أنه من أهم أسبابه ضآلة الحوار مع الأبناء. فبعض الآباء والأمهات لا يدركون أهمية الحوار مع أبنائهم منذ سن مبكرة جدًا، مما يؤدي إلى تراجع تعلم الطفل للكلام ومحدودية الكلمات المخزنة لديه.

إن محادثة الآباء والأمهات لأبنائهم من سنٍ مبكرةٍ يكسب الطفل لاحقًا أسلوبًا مهمًا جدًا من أساليب تعلم القراءة والكتابة وهو  الحوار . لذا حاور طفلك واسمع منه ما يقول، وكل ما يقول، فالأطفال لديهم خيالًا واسعًا يمكّنهم من تشكيل شخصيات وسيناريوهات مفترضة تنمي  حِسّ القَصِّ لديهم، ناهيك عن المخزون اللغوي والمفردات التي ستتشكل مع الطفل منذ نشأته، مما يساعد الأهل ويساعده لاحقًا في تعلم القراءة والكتابة.

 

  1. نظام المكافآت

تكسر  المكافأة رتابة تلقين المعلومة. وتحفز لدى الطفل الرغبة في تعلم المزيد، ويفضل أن تختار مكافأة يحبها طفلك ويفضلها، على أن تكون عند انتهاء الطفل من نشاط تعليمي معين تحدده أنت، لا تتهاون في رفع المكافأة إذا لم ينجز طفلك النشاط المطلوب، وإلا سيركن غالبًا إلى التكاسل.

 

نصائح عند تأسيس الطفل في القراءة والكتابة 

لا ريب أن الآباء والأمهات حريصون دائمًا على تقديم الأفضل لأبنائهم، ولكن ونظرًا لكمية الملهيات حولنا. وحول أطفالنا من إلكترونيات وألعاب فيديو وغيره من الالتزامات اللانهائية عند الأهل، قد يصيب البعض منا فتور اتجاه جديتنا في تعليم أطفالنا وتأسيسهم في القراءة والكتابة منذ صغرهم، ولهذا هناك بعض النصائح التي علينا التنبه إليها خلال رحلة تعليم أبنائنا وهي :

  1. التحلي بالصبر مع طفلك

تختلف قدرة الأطفال الاستيعابية من واحدٍ لآخر، وهنا علينا أن ننتبه لأمر مهم وخطير وهو عدم مطالبة الطفل بحفظ المعلومة أو فهمها بالإجبار، لأن إجباره سيؤدي إلى عواقب سيئة لاحقًا أهمها فقدانه الرغبة في التعلم، لذا على الأهل التحلي بالصبر الدائم وطول النَفَس، حتى لا يشعر الطفل بعبء حفظ واستيعاب المعلومة.

 

  1. اختَر لطفلك كتابًا جيدًا

تفتقر  العديد من كتب الطفل المنتشرة في الأسواق خاصة في الآونة الأخيرة للغة الجيدة، ولما كان للقراءة من دور فاعل في تأسيس الطفل في القراءة والكتابة فعلينا انتقاء ما يغذّي وينمّي معجمه من هذه الكتب .

 

  1. تجنب مقارنة طفلك بأقرانه

إن أكثر ما يمكن أن يحبط الطفل خلال عملية تعليمه منذ تعلمه أساسيات القراءة والكتابة. وحتى وصوله إلى الجامعة هو المقارنة، وقد أوضحت في نقطة سابقة أن الأطفال يملكون قدرات إدراكية مختلفة، لهذا علينا أن نكون أكثر تفهمًا لهذا الأمر حتى لا ينطوي عليه ترسبات نفسية متراكمة على المدى البعيد.

 

  1. استخدم التكنولوجيا بما ينفع طفلك

لا أحد باستطاعته إنكار التطور التكنولوجي الكبير الذي يحيط بنا في العصر الحاضر، كما لا نستطيع إنكار تأثيره على الطفل ومنذ سن مبكرة جدًا، وعلى الرغم من سيئات التكنولوجيا لما فيها من مشتتات لذهن الطفل، إلا أنها قد تكون وسيلةً تعليم إضافية بشكل جزئي دون الركون إليها دائمًا، إذ إنها أصبحت أمرًا لا مفر منه. وهنالك الكثير من التطبيقات التي تساعد على تعليم الطفل أساسيات القراءة والكتابة، تحديدًا فيما يخص اللغة الإنكليزية، فتطبيق duolingo مثلًا يساهم كثيرًا في إثراء المفردات الإنكليزية لدى الطفل بالإضافة لما يحويه من متعة وابتكار في التعلم .

 

  1. امنح طفلك ألوانًا وأوراقًا على الدوام

   فهي أهم أدوات التعلم، قرأت ذات مرة في رواية ملهمة للكاتب الآيسلندي يون كالمان ستيفنسن المسماة بقلب الرجل، عبارة عظيمة جدًا ما زال صداها يتردد على مسامعي للآن، يقول : " إن من يملك قلمًا وورقة قادر على تغيير العالم"، امنح طفلك أدوات القراءة والكتابة. وستتفاجئ كثيرًا لمّا ترى مما سيخطه على أوراقه.

 

تحدثنا خلال هذا المقال عن خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة، ونصائح حول ذلك لضرورة معرفة أنّ التعليم حق مشروع للطفل حسب كل قوانين العالم، وعلى الرغم من كل ما يواجه الأهل من تحدياتٍ ومعيقاتٍ تحول أحيانًا دون تحقيق هذه الغاية. إلا أن على الأهل والمؤسسات التعليمية والجهود الرسمية أن تتضافر من أجل ضمان تحقيق الحد المعقول للأطفال من التعليم من مختلف الخلفيات والبيئات، بل ورفد ذلك ببرامج تدريبية وخطط إعادة تهيئة للأطفال الذين حالت الظروف (من حروب ومجاعات وظروف سياسية وعائلية) دون حصولهم على فرصة اللحاق بركب أقرانهم في أماكن أخرى، كل هذه الجهود تعني بالضرورة ابتداع الأساليب والأفكار الإبداعية الحيوية أثناء تعليم الأطفال خاصة في مراحلهم المبكرة دون أن يتعارض ذلك في جودة المحتوى التعليمي والقيمي للمادة المدروسة، فالحاصل أن أثر التعليم باقٍ حتى النهاية.