29-سبتمبر-2022
الكاتب والأديب المصري كامل كيلاني

الكاتب والأديب المصري كامل كيلاني

هذه المساحة مخصصة، كل أربعاء، لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.


يُعرف الكاتب والأديب المصري كامل كيلاني (1897 – 1959) بوصفه رائد أدب الطفل في العالم العربي، ومؤسس أول مكتبة لهم في مصر، وأول من خاطبهم عبر الإذاعة أيضًا. وعلى الرغم من أنه كتبَ في حقول أدبية مختلفة، إلا أنه اشتُهر بأعماله الموجهة للأطفال الذين كتب وترجم لهم أكثر من 250 قصة.

أسس كامل كيلاني للأطفال مكتبة هي الأولى من نوعها في مصر، وكتب لهم أكثر من 1000 قصة لم يُنشر منها سوى 200

ولد كيلاني في حي القلعة بالقاهرة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1897. حفظ القرآن الكريم في الكتّاب، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرستي "أم عبّاس" و"القاهرة". درس الأدب الإنجليزي والفرنسي بعد حصوله على شهادة البكالوريا، ثم التحق عام 1917 بالجامعة المصرية، وحصل منها على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية.

عَمِل الراحل بعد تخرجه مدرّسًا في مدارس العاصمة، ثم عُيّن في عام 1922 موظفًا مسؤولًا عن تصحيح الأساليب اللغوية في وزارة الأوقاف، التي استمر في العمل فيها حتى عام 1954.

وإلى جانب عمله في وزارة الأوقاف، اشتغل الأديب المصري في الصحافة، كما نشط في مجالي الأدب والفنون بشكل لافت، حيث عمل عام 1918 رئيسًا لنادي التمثيل الحديث، وتولى في عام 1922 رئاسة تحرير صحيفة "الرجاء"، كما عُيّن سكرتيرًا لرابطة الأدب العربي بين عام 1929 – 1939.

3 من قصص كامل كيلاني

ورغم اهتماماته الأدبية الواسعة، ومساهماته المهمة في مجالات ثقافية مختلفة، إلا أنه اختار من الكتابة للطفل مشروعًا له انطلاقًا من اعتقاده بأن القصة وسيلة لتربيته وتنشأته نشأة صحيحة إن تضمنت جوانب ثقافية وعلمية ومعرفية، يرى أنها قد تساهم في تهذيب سلوكياته منذ الصغر. ولذلك، أخذ يخاطبهم من خلال الإذاعة، ثم أسس لهم مكتبة هي الأولى من نوعها في مصر، وكتب لهم أكثر من ألف قصة لم يُنشر منها سوى 200.

ومن أشهر هذه القصص: "السندباد البحري"، و"الأميرة القاسية"، و"الحمار القارئ"، و"الأمير الحادي والخمسون"، و"الأرنب الصياد"، و"أبو الحسن"، و"العلبة المسحورة"، و"ابن جبير في مصر والحجاز"، و"العاصفة"، و"بساط الريح"، و"أمير العفاريت"، وغيرها.  

اختار كيلاني من الكتابة للطفل مشروعًا له انطلاقًا من اعتقاده بأن القصة وسيلة لتربيته وتنشأته نشأة صحيحة

وفي جميع قصصه، حرص كامل كيلاني على إبراز الغاية والوسيلة، وتحديد الهدف بوضوح، جامعًا في ذلك بين المنهج التربوي والتعليمي، ومعتمدًا على اللغة العربية الفصحى التي رأى أنها من أهم وسائل تشكيل هوية الطفل العربي، وتعزيز علاقته بهويته وتاريخه وحضارته.

تُرجمت قصصه إلى لغات عديدة، منها الإنجليزية والروسية والإسبانية والصينية والفرنسية. كما تَرجم هو أيضًا قصصًا من الأدب الفارسي والهندي والصيني، إضافةً إلى مؤلفات أخرى بعيدة عن أدب الأطفال، أهمها "ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام" للمستشرق الهولندي رينهارت دوزي. كما ألّف أيضًا عدة كتب أدبية وتاريخية ونقدية، منها: "مذكرات الأقطار الشقيقة"، و"مصارع الخلفاء"، و"مصارع الأعيان" وغيرها. كما حقق أيضًا "رسالة الهناء" لأبي العلاء المعري.