22-يونيو-2020

لوح السيسي بإمكانية التدخل العسكري في ليبيا (رويترز)

ألترا صوت – فريق التحرير

أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمرًا لقوات الجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية عسكرية خارج البلاد في حال "دعت الحاجة لذلك"، ملوحًا بأن لبلاده "حقًا شرعيًا" في التدخل في ليبيا المجاورة، على خلفية سلسلة الهزائم التي منيت بها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر مؤخرًا، ورفض حكومة الوفاق الوطني الشرعية مدعومةً بحليفتها أنقرة مبادرة وقف إطلاق النار التي دعت إليها القاهرة الأسبوع الماضي.

أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمرًا لقوات الجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية عسكرية خارج البلاد في حال "دعت الحاجة لذلك"

وفي أعقاب زيارة قام بها السيسي لقيادة المنطقة العسكرية الغربية بقاعدة جرجوب البحرية العسكرية غرب محافظة مرسى مطروح بالقرب من الحدود مع ليبيا، أكد على أن "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية"، مضيفًا أن للقاهرة الحق في "الدفاع عن نفسها" بعد مواجهة "تهديدات مباشرة من الميليشيات الإرهابية والمرتزقة" المدعومين من الخارج، في إشارة للقوات العسكرية الموالية لحكومة الوفاق الوطني، وتتلقى دعمًا مباشرًا من أنقرة بعد توقيع ثلاثةد مذكرات تفاهم بين الطرفين في وقت سابق من العام الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: إجماع مغاربي على خط أنقرة بخصوص رفض مبادرة القاهرة لحل الأزمة الليبية

أمام عدد من قيادات الجيش، بما فيهم الطيارين من القوات الجوية والقوات الخاصة في القاعدة، ادعى السيسي أن الأهداف الأساسية لأي تدخل ستتضمن حماية الحدود الغربية لمصر والتي تمتد لمسافة 1200 كيلومتر، والمساعدة في حماية الاستقرار والسلام في ليببا، موجهًا حديثه لأفراد الجيش المصري الحاضرين في القاعدة: "كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا".

فيما كانت قوات الوفاق المدعومة من الحكومة التركية قد تمكنت خلال الأسابيع الماضية من استعادة السيطرة على كامل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس، وألحقتها بالسيطرة على مدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي، وأطلقت في وقت لاحق عملية دروب النصر للسيطرة على مدن وبلدات شرق ووسط البلاد، في مقدمتها سرت والجفرة، التي تتحصن فيها قوات حفتر المدعومة من مصر والإمارات وروسيا، وذلك بعد أكثر من 14 شهرًا  من حصار فرضته قوات حفتر على العاصمة طرابلس في محاولة للسيطرة عليها.

وشدد السيسي في معرض كلمته على أن بلاده لا تريد التدخل العسكري في ليبيا، مفضلةً بشكل عام التوصل إلى حل سياسي، قبل أن يستدرك قائلًا إن "الموقف الآن مختلف"، وتابع مضيفًا أمام حشد من قيادات القبائل الليبية المتحالفة مع حفتر: "إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت –الجفرة"، فإن ذلك "بالنسبة لنا خط أحمر"، مشيرًا إلى أن القاهرة ستعمل على تزويد القبائل بالتدريب والأسلحة لمحاربة حكومة الوفاق.

وفيما أيدت الرياض وأبوظبي ما ورد في كلمة السيسي على اعتبار أنه جاء في إطار مساعي مصر لحماية أمنها وحدودها، فإن عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد عماري زايد أكد على رفضهم ما جاء في كلمة السيسي، معتبرًا أن التلويح بالتدخل العسكري في ليبيا عبر تزويد القبائل الليبية بالسلاح "تهديدًا للسلم الأهلي والدولي، وتكرارًا لأساليب التمرد الذي تم دحره عسكريًا"، في الوقت الذي وصفت الحكومة الليبية كلمة السيسي بأنها كانت "عملًا عدائيًا وتدخلًا سافرًا بمثابة إعلان حرب"، مشددةً على مواجهة أي تهديد تتعرض له الحدود الليبية بالقوة.

كما ردت الخارجية الليبية على لسان متحدثها الرسمي محمد القبلاوي على تصريحات السيسي بالقول إن "ميثاق الأمم المتحدة يمنع استخدام القوة أو التلويح بها بين الدول الأعضاء وما لوح به الرئيس المصري مخالف لهذا الميثاق"، وشددت الخارجية الليبية في بيانها الذي صدر الأحد على أن القرار الأممي رقم 2441 "يجعل موقف السيسي والدول الأخرى الداعمة للعدوان خارج الشرعية الدولية بتقويض حكومه الوفاق، ويعد خرقًا للالتزامات الدولية الملزمة قانونًا".

تسود مخاوف لدى الدول الداعمة لقوات حفتر من استعادة قوات الوفاق السيطرة على قاعدة الجفرة الجوية، بعد الانتهاء مباشرة من السيطرة على مدينة سرت، أبرز معاقل قوات حفتر، ووفقًا لقيادة القوات الأمريكية في إفريقيا فإن قاعدة الجفرة يسيطر عليها المرتزقة الروس المتعاقدون مع شركة فاغنر الروسية، فضلًا عن تزويد موسكو للقاعدة بمقاتلات من طراز ميغ 29 المخصصة للتفوق الجوي والهجوم الأرضي معًا، ومقاتلات من طراز سوخوي 24 المخصصة للهجوم الأرضي.

اقرأ/ي أيضًا: كورونا ينتشر بين أفراد الجيش المصري.. والسيسي يوافق على تطبيق "مناعة القطيع"

في السياق، تشير وكالة الأناضول إلى أن السيطرة على قاعدة الجفرة التي يسهل إخضاعها بعد استعادة سرت سيقطع طريق الإمدادت الرئيسية لمليشيات حفتر في مدن إقليم فزان، وبالأخص قاعدتي تمنهنت بمدينة سبها، وقاعدة براك الشاطئ، حيث إن استعادة القاعدة الجوية سيفتح الخيارات أمام حكومة الوفاق لاستعادة الهلال النفطي الاستراتيجي وإقليم فزان وحقوله النفطية، وإطلاق عملية عسكرية في منطقة الرجمة بمدينة بنغازي شرق أكبر معاقل حفتر.

 تشير وكالة الأناضول إلى أن السيطرة على قاعدة الجفرة التي يسهل إخضاعها بعد استعادة سرت سيقطع طريق الإمدادت الرئيسية لمليشيات حفتر في مدن إقليم فزان

وكانت جامعة الدول العربية قد أعلنت في وقت سابق تأجيل الاجتماع الافتراضي الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، لمناقشة الأزمة الليبية لمدة 24 ساعة، على أن يعقد يوم الثلاثاء بدلًا من الاثنين، مشيرةً إلى أن التأجيل جاء لـ"أسباب تقنية"، غير أن تقارير صحفية نقلت عن مصدر في الجامعة العربية أن سبب التأجيل جاء بعد رفض حكومة الوفاق الليبية المشاركة في الاجتماع.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ما سر فبركة الإمارات لحقيقة جلسة البرلمان التونسي بشأن الأزمة الليبية؟