31-مايو-2020

تسعى موسكو لتعزيز سيطرتها في شمال أفريقيا (أ.ف)

ألترا صوت – فريق التحرير

كشفت قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا عن بحثها إرسال لواء للمساعدة الأمنية إلى تونس للتدريب ضمن برنامج للمساعدة العسكرية، وذلك في أحدث ردٍ أمريكي على نشاط موسكو المتزايد في ليبيا بتقديمها الدعم لقوات حفتر، الذي يحاول منذ أشهر السيطرة على العاصمة طرابلس الخاضعة لنفوذ حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا.

كشفت قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا عن بحثها إرسال لواء للمساعدة الأمنية إلى تونس للتدريب ضمن برنامج للمساعدة العسكرية، وذلك في أحدث ردٍ أمريكي على نشاط موسكو المتزايد في ليبيا 

وقالت القيادة في بيان لها إنه "مع استمرار روسيا تأجيج لهيب الصراع الليبي فإن القلق يزداد بشأن الأمن الإقليمي في شمال أفريقيا"، مشيرةً إلى دراستها مع الجانب التونسي "طرقًا جديدة لمواجهة القلق الأمني المشترك ويشمل ذلك استخدام لوائنا للمساعدة الأمنية"، وأوضحت القيادة في بيان لاحق أن "لواء مساعدة قوات الأمن يشير إلى وحدة تدريب صغيرة كجزء من برنامج المساعدة العسكرية ولا يتعلق بأي حال من الأحوال بقوات قتال عسكرية".

اقرأ/ي أيضًا: الملف الليبي بوصفه عقدة في مجال متوسطي متأزم

وجاء بيان قيادة القوات الأمريكية بعد يوم واحد من توجيه واشنطن تحذيرًا لموسكو من إقامة معقل لها في شمال أفريقيا، وقال نائب مدير إدارة المخابرات التابعة للقيادة الأمريكية في أفريقيا غريغوري هادفيلد في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحفيين، إنه فيما يتعلق بدعم موسكو لقوات حفتر فإن "الأمر لا يتعلق في الحقيقة بكسب الحرب، وإنما بإقامة معاقل".

وتابع مضيفًا أن أسوأ السيناريوهات في حال حصلت موسكو على معقل لها في ليبيا سيكون من خلال "نشرها أنظمة صواريخ طويلة المدى"، موضحًا أنه في حال نشرها لمنظومة الصواريخ فإن ذلك "سيغير قواعد اللعبة بالنسبة لأوروبا وحلف شمال الأطلسي وكثير من الدول الغربية"، وسط تقارير تتحدث عن تسليم عسكريين روس 14 مقاتلة حربية من من طراز ميغ-29 وسوخوي-24 إلى قاعدة الجفرة الجوية التابعة لقوات حفتر.

وقلل خبراء من أهمية إرسال مقاتلات حربية إلى قاعدة الجفرة الجوية معتبرين أن إرسالها قد يكون رادعًا لصد هجوم جديد من جانب قوات حكومة الوفاق الوطني بعدما عززت مكاسبها في الغرب، وقال الخبير في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية فولفرام لاشر إن هدف موسكو من إرسال المقاتلات وإعادة انتشار قواتها في وسط وجنوب ليبيا ناجم عن رغبتها "بالاستقرار وتجميد الوضع العسكري" في البلد الذي أنهكه الصراع العسكري منذ أكثر من ستة أعوام.

وكانت قوات حفتر قد حققت تقدمًا في الضواحي الجنوبية لطرابلس خلال الصيف الماضي، بعد تلقيها دعمًا جويًا من الإمارات وروسيا ومصر بالإضافة لمقاتلين مرتزقة أرسلتهم موسكو وأبوظبي لتقديم الدعم الميداني في عمليات القتال، إلا أن آمال حفتر تبددت بعد سلسلة الهزائم التي مني بها خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب إرسال تركيا مساعدات عسكرية لحكومة الوفاق الوطني، مدعومةً بضربات جوية قوية عبر الطائرات المسيرة استهدفت قوات حفتر البرية وخطوط الإمداد التي تستخدمها لإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية للقوات المتقهقرة.

وتمكنت قوات الوفاق خلال الأيام القليلة الماضية من السيطرة على محاور قتال ومعسكرات استراتيجية جنوبي طرابلس، من أبرزها معسكرا حمزة واليرموك، حيث كانت تتحصن داخلهما قوات حفتر، في الوقت الذي وجه المتحدث باسم قوات الوفاق محمد قنونو رسالة لقوات حفتر يحثهم فيها على إلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم لقوات الوفاق، وقال المتحدث في رسالته مخاطبًا قوات حفتر: "ألقوا أسلحتكم وسلموا أنفسكم، لا قبل لكم بما جئناكم به، لقد نفد الوقت، سلموا تسلموا ونعاهدكم بمحاكمة عادلة".

اقرأ/ي أيضًا: ماذا يريد حفتر من حملته العسكرية على طرابلس؟

وفي سياق متصل يدل على رغبة موسكو الشديدة بتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا، أشارت تقارير صحفية إلى أن صفقات بيع الأسلحة التي أبرمتها موسكو مع دول أفريقية ما بين عامي 2010 – 2019 ارتفعت إلى 21 دولة بعدما كانت سابقًا 16 دولة فقط، مشيرةً إلى أن الجزائر لا تزال تصنف كأكبر بلد أفريقي يبرم صفقات شراء الأسلحة مع موسكو في القارة الأفريقية، ويليها مباشرةً مصر والسودان وأنغولا.

 صفقات بيع الأسلحة التي أبرمتها موسكو مع دول أفريقية ما بين عامي 2010 – 2019 ارتفعت إلى 21 دولة بعدما كانت سابقًا 16 دولة فقط

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وافق على اقتراح من الحكومة الروسية بشأن التوقيع على البرتوكول رقم واحد من الاتفاقية الموقعة مع النظام السوري في عام آب/أغسطس من عام 2015، وجاء في نص البرتوكول توجيه القوات الروسية المتواجدة في سوريا بالطلب من النظام السوري استلام "ممتلكات غير منقولة ومناطق بحرية إضافية" تضاف للقواعد والمنافذ البحرية التي تسيطر عليها موسكو بحسب الاتفاقية الموقعة، مما يؤكد على رغبة الكرملين الشديدة بتوسيع نفوذه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر المياه الدافئة، ومحاولة جديدة لاستعادة موازين القوى في ليبيا بعد هزائم قوات حفتر المتتالية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 موسكو توسع نفوذها في سوريا.. هل بدأ تفعيل البند التاسع من الاتفاقية مع الأسد؟

بعد انتصارات حكومة الوفاق.. هل اقتربت نهاية حفتر في غرب ليبيا؟