11-يونيو-2020

عناصر من قوات حكومة الوفاق بالقرب من بني الوليد يوم 5 حزيران/يونيو 2020 (الأناضول/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير  

كشفت تقارير وتصريحات تركية متعاقبة عن رفض أنقرة المبادرة المصرية المقترحة لوقف إطلاق النار بين طرفي الصراع الليبي، موضحة أن ما تريده القاهرة من الاتفاق إنقاذ اللواء المتقاعد خليفة حفتر بعد سلسلة الهزائم المتوالية التي منيت بها قواته خلال الأسابيع الماضية، وإعلان حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا بدء عملية "دروب النصر" لاستعادة مدينة سرت وسط ليبيا، وقاعدة الجفرة الجوية، بعد إحكامها السيطرة على غرب ليبيا.

تصر أنقرة على رفض مبادرة القاهرة  لاعتبارها أنها خطوة لإنقاذ خليفة حفتر ليس أكثر من وجهة النظر التركية

فيما نقلت صحيفة حريت التركية على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو رفض أنقرة المبادرة المصرية، الذي شدد في حديثه على أن "مسعى وقف إطلاق النار في القاهرة مات في المهد"، مشيرًا إلى أنه في حال كان هناك مبادرة للتوقيع على وقف لإطلاق النار فإنه يجب أن "تكون عبر منصة تجمع كل الأطراف معًا"، وأضاف بأن أنقرة لا ترى "أن دعوة وقف إطلاق النار لإنقاذ حفتر خالصة أو يمكننا تصديقها"، وأن بلاده ستواصل إجراء محادثات مع كل الأطراف للتوصل إلى حل في ليبيا، لكن هذا الحل يتطلب موافقة الطرفين.

اقرأ/ي أيضًا: كورونا ينتشر بين أفراد الجيش المصري.. والسيسي يوافق على تطبيق "مناعة القطيع"

كانت قوات حكومة الوفاق الوطني قد أعلنت في وقت سابق من صباح  الخميس 11 حزيران/يونيو 2020 بسط سيطرتها على خط الإمداد الرئيسي لقوات الجيش الوطني بقيادة  حفتر، موضحة أن خط الإمداد الذي استخدمته قوات حفتر لشن هجومها على العاصمة طرابلس قبل أكثر من عام، يمتد بطول 350 كلم بين جنوبي وغربي ليبيا، يبدأ من مدينة الشويرف شمال سبها (جنوب) ويتجه شمالًا ثم يتفرع في ثلاثة اتجاهات نحو مدن نسمة والقريات ومرسيط جنوب العاصمة طرابلس.

فيما تمكنت قوات الوفاق مدعومة من الحكومة التركية خلال الأسابيع الماضية من استعادة السيطرة على كامل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس، وألحقتها بالسيطرة على مدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي، قبل أن تطلق لاحقًا عملية دروب النصر للسيطرة على مدن وبلدات شرق ووسط البلاد، في مقدمتها سرت والجفرة، التي تتحصن فيها قوات حفتر المدعومة من مصر والإمارات وروسيا.

وفي مساع مصرية لإنقاذ حليفها حفتر من الهزائم المتوالية التي منيت بها قواته خلال الأسابيع الماضية، ومحاولة القاهرة للإبقاء على شيء من نفوذها مدعومةً من  أبو ظبي داخل الأراضي الليبية، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه توصل لاتفاق مع رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح – حليف حفتر في شرق ليبيا – يدعو لوقف إطلاق النار اعتبارًا من يوم الاثنين 8 حزيران/يونيو، وهو ما قوبل برفض أنقرة، فضلًا عن رفض الدول المجاورة لليبيا المبادرة المصرية، فيما حظيت بترحيب إماراتي روسي مشترك.

انضمت المغرب إلى الجزائر برفضها المبادرة المصرية مشددةً على أن الاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات الساحلية هو المرجعية الأساسية لأي حل سياسي في ليبيا، كما لم يبتعد الموقف التونسي غير المستجد عنهما بهذا الخصوص

في سياق مقارب نقل موقع صحيفة العربي الجديد الإلكترونية عن مصادر مصرية قولها إن هدف القاهرة من المبادرة "معالجة الانشقاق الأخير الذي ضرب معسكر الشرق بين حفتر وعقيلة صالح، وتوحيد ذلك المعسكر وراء رأس واحدة فقط، وهو رئيس البرلمان، تمهيدًا للمرحلة القادمة وعودة المفاوضات مع الطرف الآخر في غرب ليبيا"، ولفتت المصادر لرفض القاهرة التدخل الروسي في ليبيا، محملة أبو ظبي وحفتر مسؤولية تدهور الأوضاع "بسبب استدعاء روسيا للعب دور واسع في المعارك".

اقرأ/ي أيضًا: مدير مكتب ابن سلمان قيد الاعتقال.. ومغردون يسألون "أين اختفى بدر العساكر"؟

كذلك اصطدمت المبادرة المصرية برفض الجزائر لما ورد في مضمونها بأنها جاءت في صيغة "أخذت (الجزائر) علمًا بالمبادرة"، معبرةً عن دعمها لمبادرة تضم "مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين لتنسيق جهودهم لإيجاد تسوية سياسية دائمة" للأزمة الليبية، وانضمت المغرب إلى الجزائر برفضها المبادرة المصرية مشددةً على أن الاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات الساحلية هو المرجعية الأساسية لأي حل سياسي في ليبيا، في حين جددت الخارجية التونسية دعمها للشعب الليبي ولمؤسسات دولته كما حددتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والاتفاق السياسي بما يضمن وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها واستقرارها.

يشار إلى أن أطراف الصراع الليبي قامت بالتوقيع، برعاية أممية، على الاتفاق السياسي الليبي في مدينة الصخيرات المغربية في تموز/يوليو من العام 2015، وتضمنت المسودة الأممية ثلاث نقاط هي: تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، واعتبار برلمان طبرق الهيئة التشريعية، وتأسيس مجلس أعلى للدولة ومجلس أعلى للإدارة المحلية وهيئة لإعادة الإعمار وأخرى لصياغة الدستور ومجلس الدفاع والأمن. 

وكانت السفارة الفنزويلية في واشنطن قد أعلنت أول أمس الاثنين عن وصول طائرة حفتر إلى فنزويلا في زيارة غير معلنة، غير أن خبراء رجحوا أن الطائرة وصلت إلى كراكاس لنقل الذهب من فنزويلا، حيث ينقل الذهب الممنوع تداوله بسبب العقوبات ويذاب في مالي بأفريقيا، ومن ثم يعاد تشكيله مرة أخرى وبيعه، في حين كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن واشنطن تحقق بمشاركة الأمم المتحدة ومسؤولين ليبيين في علاقات مشبوهة بين حفتر وكراكاس، وصفقات نفطية غير نظامية يتورط فيها وسطاء إماراتيون.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ارتبطوا بأبشع المجازر.. تعرف على رموز العنصرية الذين أزالت الاحتجاجات تماثيلهم

تحليل إخباري | ممكنات جو بايدن.. لوبيات متنوعة وإمبريالية ناجعة