29-سبتمبر-2023
gettyimages

الزيارة جاءت بناء على طلب حفتر من إعادة تركيز التعاون العسكري (Getty)

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو،  في العاصمة موسكو، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وفق ما أعلن عنه الحساب الإعلامي الخاص بقوات حفتر، أمس  الخميس، من دون أن يورد ما دار في الاجتماع. ويعد هذا اللقاء الأول بين بوتين وحفتر منذ عام 2019.

ويقوم حفتر بزيارة للعاصمة موسكو بناءً على دعوة من روسيا، التي وصل إليها يوم الثلاثاء، حيث كان في استقباله نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف. 

نقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن مصادر ليبية مقربة من حفتر ومجلس النواب، أن المباحثات الجارية في موسكو، تتعلق بمباشرة التعاون العسكري بين الطرفين

وقال الحساب الإعلامي لقوات حفتر، إن "الزيارة ستشهد إجراء مباحثات مع المسؤولين الروس حول تطورات الأوضاع في ليبيا، وكذلك بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسُبل تعزيز دعمها وتطويرها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك". 

رفع مستوى التعاون العسكري

هذا، ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن مصادر ليبية مقربة من حفتر ومجلس النواب، أن المباحثات الجارية في موسكو، تتعلق بمباشرة التعاون العسكري بين الطرفين، ونفت تلك المصادر أن تكون للزيارة علاقة بملف إعادة إعمار مدينة درنة، والمناطق المتضررة من الفيضانات، أو الحصول على المزيد من الدعم الإنساني والإغاثي من أجل سكان المدينة. 

يذكر، أن روسيا، قدمت مساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة في شرق ليبيا، عبر طائرات أرسلت لهذا الغرض، بالإضافة إلى فريق إنقاذ شارك في عمليات انتشال الجثث قبل أن يعلن انتهاء مهامه، الثلاثاء الماضي، ومغادرته البلاد. 

وتشير المعلومات المتداولة، إلى أن حفتر طلب من القيادة الروسية، رفع مستوى العلاقة بينهما، عبر توقيع "اتفاق دفاعي وأمني"، يقضي بحصول قواته على المزيد من المعدات العسكرية، كمنظومات الدفاع الجوي، والطائرات المسيّرة، بالإضافة لإقامة ورش حديثة لصيانة العتاد العسكري لقواته.

وبحسب نفس المصادر، فإن حفتر كرر طلبته لزيارة موسكو، ما دفع القيادة الروسية إلى طلبه للحضور إلى روسيا، لكن المصادر أكد أن المباحثات لا تزال في بدايتها، حيث لا تريد روسيا الإعلان عن جوده في ليبيا بشكل رسمي، عبر توقيع اتفاق علني ورسمي. 

دور لـ"فاغنر"

ويقول أحد المصادر، وهو مسؤول مقرب من لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن حفتر ومستشاريه، حاولوا الاستفادة من قرار موسكو بإلحاق "فاغنر" بوزارة الدفاع، وإعادة هيكلتها في أماكن تواجدها بالدول الأفريقية، وأضاف المصدر: أن "حفتر ومستشاريه تداولوا أهمية القواعد والمواقع التي تحصلت عليها موسكو من خلالهم في ليبيا، وكيفية استثمار أهميتها بالنسبة إلى الجانب الروسي، لكونها تشكل قاعدتها الخلفية للحركة في اتجاه دول حزام ووسط أفريقيا". 

وتمتلك موسكو علاقات وثيقة مع حفتر، الذي لجأ إلى عناصر "فاغنر" خلال هجومه على العاصمة الليبية طرابلس، في الفترة ما بين نيسان/أبريل 2019، وحزيران/يونيو 2020. في محاولة للسيطرة عليها.

getty

وذكر تقرير للأمم المتحدة في عام 2020، أن حوالي 1200 من عناصر "فاغنر" شاركوا في الهجوم على  طرابلس، وهي المحاولة التي باءت بالفشل في النهاية. 

ورغم فشل هجوم حفتر على العاصمة الليبية، إلا أن "فاغنر" لم تغادر ليبيا، وبقيت متواجدة في قاعدة جوية الجفرة بالجنوب الليبي، وقواعد أخرى بالشرق. ويتحدث مراقبون، عن كون "فاغنر"، تستخدم تلك القواعد  كنقطة انطلاق إلى مواقع انتشارها الأخرى في الدول الأفريقية، ومن بينها السودان في إطار دعم قوات "الدعم السريع"، حليف روسيا الآخر. 

الاستفادة من أموال إعادة الإعمار 

وتأتي زيارة حفتر إلى موسكو، في أعقاب زيارة قام بها نائب وزير الدفاع الروسي إلى بنغازي، في 17 أيلول/سبتمبر الماضي، بعد الكارثة الإنسانية التي ضربت مدينة درنة وخلفت الآلاف من القتلى والمفقودين.

وفي محاولة لتطويق تداعيات الكارثة، وحالة الغضب من تقصير سلطات شرق ليبيا وسياستها الفاشلة، وخوفًا من خروج الأوضاع في المدينة عن السيطرة، خاصةً بعد المظاهرات التي شارك فيها أهل المدينة، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن حدوث الكارثة، إذ أقدموا على حرق منزل عميد البلدية. وأسست قوات حفتر غرفة طوارئ عسكرية في مدينة درنة، بقيادة نجل حفتر، صدام، وفرضت العديد من القيود، وعمليات الإغلاق، والإجراءات الأمنية، وطلبت من وسائل الإعلام الأجنبية مغادرة المدينة.

وفي سياق متصل، يسلط تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، الضوء على إعلان السلطات في الشرق ليبيا، أنها ستستضيف مؤتمرًا دوليًا في تشرين الأول /أكتوبر القادم، لمناقشة إعادة إعمار درنة. 

تأتي زيارة حفتر إلى موسكو، في أعقاب زيارة قام بها نائب وزير الدفاع الروسي إلى بنغازي، في 17 أيلول/سبتمبر الماضي، بعد الكارثة الإنسانية التي ضربت مدينة درنة وخلفت الآلاف من القتلى والمفقودين

وبحسب الصحيفة البريطانية، هناك مخاوف من أن يقوم حفتر ورجاله باستغلال هذا المؤتمر لصالحه. 

وحذر المحلل في المجلس الأطلسي، عماد الدين بادي، من أن مسالة إعادة الإعمار، سينظر إليها على أنها "ثروة يمكنهم القتال عليها، والحصول على عمولات منها. ومن الواضح أن حصة الأسد ستذهب إلى حفتر".