18-نوفمبر-2017

تعرض متعب بن عبدالله آل سعود للتعذيب في ظل اعتقاله (فايز نور الدين/ أ.ف.ب)

أكّد موقع "ميدل إيست آي" ما سبق وتردد من تعرض أمراء سعوديين من المعتقلين أخيرًا لاعتداءات جسدية وضرب مُبرح، وذلك عبر مصدر مُطّلع، أكّد أيضًا أنّ من بين هؤلاء الأمير متعب نجل العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. في السطور التالية مزيدٌ من التفاصيل ننقلها لكم مترجمةً بتصرف عن موقع "ميدل إيست آي".


أكد أحد المصادر المطلعة، على أن الأمير متعب نجل العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، من بين ستة أُمراء نُقلوا إلى المستشفى للعلاج بعد اعتقالهم ضمن حملة الاعتقالات الأخيرة بحق عشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال السعوديين.

كشف مصدر مُطلع عن تعرض متعب بن عبدالله آل سعود للضرب المبرح أثناء اعتقاله ضمن الاعتقالات الأخيرة لأمراء ورجال أعمال في السعودية 

وبحسب المصدر فقد تعرض متعب -الذي كان يُعد في وقتٍ من الأوقات ليصبح ولي العهد السعودي المستقبلي- للضرب والتعذيب، إلى جانب خمسة آخرين من أمراء الأسرة الحاكمة، وذلك بعد اعتقالهم واستجوابهم في الرياض في إطار حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنها ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان، والتي يزعم أنها تأتي في إطار "مكافحة الفساد".

اقرأ/ي أيضًا: محمد بن سلمان.. قمع وابتزاز نحو العرش بمشورة حبيب العادلي!

ونُقل الأمراء الستة إلى المستشفى خلال الأربع وعشرين ساعة التالية لاعتقالهم. وكان أحد هؤلاء الستة في حالةٍ سيئةٍ للغاية، ما ترتب عليه إدخاله إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى، وهو الإجراء الذي يُتبع عندما يتعرض المريض لخطر بالغ على حياته، مثل فشل أو توقف أحد أعضاء الجسم، كالقلب أو الرئتين أو الكلى.

وأُبلغ طاقم عمل المستشفى من قبل السلطات بأن الإصابات التي تعرضت لها كل حالة، كانت نتيجة "محاولات انتحار". وفي الحقيقة فقد تعرض جميع المنقولين إلى المستشفى للضرب المبرِح، إلا أن أحدًا منهم لم يكن لديه أي نوع من الكسور. بينما كانت هناك علامات على أجسادهم تتشابه مع الآثار التي تتركها الأحذية العسكرية.

وفي غُضون ذلك، نُقل ما لا يقل عن 17 مُحتجزًا آخر إلى المستشفى، إلا أن عدد الأشخاص الذين تعرضوا لسوء المعاملة في ظل حملة الاعتقالات التي أمر بها ابن سلمان أكبر من ذلك بكثير، وذلك حسب ما صرح به مصدر إلى موقع "ميدل إيست آي"، لن يُكشَف عن هويته لسلامته.

وعلم موقع ميدل إيست آي أن ثمة وحدات وأجهزة طبية تم تركيبها حاليًا داخل رُدهة فندق ريتز كارلتون، المكان الذي تعرض فيه المحتجزون للضرب. وقد اُتخذ هذا الإجراء لمنع نقل ضحايا التعذيب إلى المستشفى.

كما علم الموقع أيضًا أنه بالإضافة إلى فندق ريتز كارلتون، تم التحفظ على بعض المُحتجزين في فندقين آخرين، أحدهما فندق كورتيارد، الذي يقع في الحي الدبلوماسي بالرياض، في الجهة المقابلة من الطريق المؤدي إلى فندق ريتز كارلتون.

ويُدار فندقي ريتز كارلتون وكورت يارد من قِبل سلسلة فنادق ماريوت العالمية. وقد صرح المتحدث الرسمي باسم سلسلة فنادق ماريوت العالمية لموقع "ميدل إيست آي" يوم الجمعة، أن كُلًا من فندقي ريتز كارلتون وكورتيارد، الواقعان في الحي الدبلوماسي في الرياض، "لا يُداران وفق النمط التقليدي في الوقت الراهن".

بالإضافة إلى متعب بن عبدالله، نقل للمستشفى 17 آخرين من المحتجزين بينهم 5 أمراء، بسبب سوء المعاملة التي تعرضوا لها في ظل الاعتقال

ووفقًا لراندال كالينين، محامي الحقوق المدنية في هيوستن، بولاية تكساس، فإن هذه الفنادق تخضع فقط لقوانين المملكة العربية السعودية، مُوضحًا: "إذا كانت هناك جريمة ما قد ارتُكبت، فإن هذه الجريمة تخضع لقوانين البلد التي ارتُكبت فيها".

اقرأ/ي أيضًا: اعتقالات الأمراء في السعودية.. كل شيء مباح لوصول "السفاح" للعرش

وبحسب ما نشر على الموقعين، فقد حُجزا تمامًا، ولن يتمكنا من استقبال أيٍّ من النزلاء حتى نهاية شكر كانون الأول/ديسمبر.

الحجوزات في فندق كورتياد مكتملة حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر
الحجوزات في فندق كورتياد مكتملة حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر

أمّا الأمير متعب الذي يبلغ من العمر 65 عامًا، فقد شغل منصب وزير الحرس الوطني خلال الفترة من 2013 وحتى اعتقاله في الرابع من تشرين الثاني/نوفمر الجاري. والحرس الوطني هو قوة عسكرية مشكلة من عددٍ من القبائل التي تدين بالولاء لبيت آل سعود، وتقتضي مهمته الرئيسية حماية الأسرة الملكية.

كما يمتلك الأمير متعب خلفية عسكرية قوية، وكان يُعد أحد المتنافسين المحتملين لوراثة عرش أبيه الملك عبدالله، قُبيل تعيين الملك الحالي، الأمير سلمان آنذاك وليًا للعهد عام 2012.

ومن بين الأمراء المعتقلين أيضًا، الأمير عبدالعزيز نجل العاهل السعودي الأسبق فهد بن عبدالعزيز. وقد اُلقي القبض على فهد بعد موسم الحج الماضي، في وقت مبكر من شهر أيلول/سبتمبر ضمن حملة الاعتقالات الأولى التي شملت دعاةً ورجال دين. ونُقل أيضًا غلى المستشفى بعد وقت قصير من اعتقاله، لكن مصيره لا يزال مجهولًا حتى الآن.

هذا وقد تضمنت حملة التطهير التي شنها ابن سلمان تحت مزاعم مكافحة الفساد، تجميد ما يُناهز 1700 حسابٍ مصرفي. ووفقًا لأحد المصادر الأمريكية، فإن محمد بن سلمان قد أعلن في وقت سابق أنه ينوي جمع تريليون دولار من أموال الأمراء ورجال الأعمال الذين قد تعرضوا للاعتقال.

ويوم الخميس الماضي، قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن السلطات السعودية عرضت على المحتجزين، من بينهم على سبيل المثال، الملياردير السعودي الوليد بن طلال بن عبدالعزيز، إبرام صفقة يتم بمقتضاها إطلاق سراحهم مقابل التنازل عن 70% من ثرواتهم.

وقد أثارت هذه الاعتقالات والاستجوابات وسوء المعاملة التي تجري في تلك الفنادق المملوكة لشركة فنادق مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وتتمتع بسمعةٍ دولية؛ مجموعة من الشكوك حول كيفية السماح لسلسلة فنادق ماريوت الدولية باستخدام مقراتها ومرافقها على هذا النحو.

وفقًا لفايننشال تايمز فقد عرضت السلطات السعودية على الأمراء المعتقلين الإفراج عنهم مقابل تنازلهم عن 70% من ثرواتهم

وعندما طلب موقع ميدل إيست آي توضحيًا من إدارة سلسلة فنادق ماريوت الدولية،  حول السياسة المتبعة من قبل الإدارة في السماح لاستخدامها كمرافق اعتقال؛ جاء الرد من المتحدث الرسمي باسم إدارة السلسلة الفندقية بأن "فندقي ريتز كارلتون الرياض، وكورتيارد الحي الدبلوماسي، لا يُداران بالأسلوب التقليدي لإدارة الفنادق في الوقت الراهن"، مُؤكدًا: "سوف نواصل التعاون مع السلطات المحلية في هذا الشأن".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ابن سلمان يقود "الانفتاح" في السعودية بسوط القمع والتخويف

بعد انقلابه على ابن عمه.. ابن سلمان يغسل وجهه بإنشاء جهاز أمني تجاوزه التاريخ!