13-يونيو-2023
gettyimages

تسعى إيران إلى توطيد العلاقات مع دول أمريكا الجنوبية (Getty)

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي جولة في أمريكا اللاتينية تستمر لخمسة أيام تقوده تباعًا إلى فنزويلا التي وصلها أمس الإثنين ثم نيكاراغوا وكوبا، ويرافق الرئيس الإيراني وفد رفيع مكون من وزراء الخارجية والدفاع والنفط والصحة. 

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن زيارة رئيسي إلى أمريكا اللاتينية "تعتبر خطوة عملية في اتجاه توسيع التعاون مع دول هذه المنطقة التي يصل معها تاريخ إيران في التواصل والصداقة إلى 120 عامًا"

ويعكس الوفد المرافق أهمية الزيارة التي وصفت إيرانيًا بالاستراتيجية نظرًا للعلاقات التي تربط طهران بعواصم الدول الثلاث التي تشترك حسب التصريحات الرسمية الإيرانية في الوقوف في وجه نظام "الهيمنة الأمريكية"، فضلًا عن كونها تشترك في خضوعها مجتمعة لعقوبات أمريكية. وعلى الرغم من عدم كشف أجندة الزيارة للإعلام فمن المتوقع أن تشهد توقيع اتفاقيات بين إيران والدول الثلاث على صلة بالطاقة والتجارة والزراعة والتكنولوجيا. خاصةً أن الرئيس الإيراني اعتبر في تصريح له قبل مغادرته طهران نحو فنزويلا أن هذه الزيارة "ستكون نقطة تحول في علاقات إيران مع أمريكا اللاتينية".

تعويل إيراني على أمريكا اللاتينية

قبيل مغادرته العاصمة طهران، أمس الإثنين، قال رئيسي إن علاقات إيران مع دول أمريكا اللاتينية "المستقلة، علاقات استراتيجية" بحسب بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لمكتب الرئيس الإيراني.

وأضاف رئيسي، قائلًا: "موقفنا وموقف هذه الدول الثلاث هو الوقوف بوجه نظام الهيمنة".

زكي وزكية الصناعي

وأفاد رئيسي في تصريحاته أن زيارته للدول الثلاث تأتي "تلبية لدعوة رسمية من نظرائه في فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا"، مضيفًا "اليوم هناك دول مهمة في أمريكا اللاتينية تريد أن تكون مستقلة عن الولايات المتحدة".

متابعًا القول: "العلاقات مع الدول المستقلة في أمريكا اللاتينية هي علاقة استراتيجية (..) هناك علاقات طيبة بيننا وبين هذه الدول والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجاریة والطاقة أمثلة على مجالات التواصل".

وقال رئيسي: "تطور تعاوننا مع هذه الدول خلال العامين الماضيين، ولدينا علاقات وتعاون معها في مجالات الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطب والعلاج"، مؤكدًا أن "إيفاد الكوادر الفنية والهندسية من إيران إلى هذه الدول مثال آخر على التعاون معها".

وفي نبرة تفاؤلية واضحة قال الرئيس الإيراني إن جولته اللاتينية الحالية "ستكون نقطة تحول في علاقاتنا مع دول أمريكا اللاتينية"، مردفًا القول بأن: "هناك تعاون دولي جيد بيننا وبين هذه البلدان (كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا) والغالبية العظمى من دول أمريكا اللاتينية. وبالتأكيد ستكون هذه الزیارة منعطفًا في تحسين مستوى العلاقات بيننا وبين دول أمريكا اللاتينية".

معربًا عن أمله في أن تكون المذكرات التي سيتم التوقيع عليها بين إيران وهذه الدول "خطوة فاعلة في تحسين العلاقات وتطويرها"، حسب وصفه.

getty

في ذات السياق قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن زيارة رئيسي إلى أمريكا اللاتينية "تعتبر خطوة عملية في اتجاه توسيع التعاون مع دول هذه المنطقة التي يصل معها تاريخ إيران في التواصل والصداقة إلى 120 عامًا".

وتابع عبد اللهيان قائلًا: "مع مثل هذا التاريخ الطويل من العلاقات، تُعدّ إيران من بين أوائل الدول التي اعترفت باستقلال دول أمريكا اللاتينية نتيجة النضالات ضد الاستعمار في القرون الماضية".

يشار إلى أن إيران وفنزويلا ونيكاراغوا وكوبا تخضع لعقوبات أمريكية، الأمر الذي "دفع إيران إلى توسيع العلاقات مع الدول الثلاث لمواجهة التحركات الأمريكية ضدّها".

نفوذ إيراني يتزايد في الفناء الخلفي لواشنطن

اعتبرت وكالة "إيرنا" الحكومية، أن زيارة رئيسي إلى الفناء الخلفي للولايات المتحدة "تأتي تزامنًا مع الوضع الهش للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه طهران". 

وأضافت ذات الصحيفة أن "إيران بات لها حضور مؤثر واستراتيجي في أقرب موقع جغرافي من الحدود الأمريكية، وهو ليس أمرًا له سابق من وقت طويل" حسب الصحيفة التي رأت أن جولة رئيسي في أمريكا اللاتينية "تأتي في إطار سياسة طهران التي تعطي الأولوية للعلاقات مع الدول الصديقة والمتاخمة لها"، منوهةً إلى أن تعزيز العلاقات مع هذه الدول "يظهر قدرة إيران على التمسك بروابط استراتيجية على مستوى العالم".

وتُعدّ فنزويلا التي بدأ بها رئيسي جولته المحطة الأهم في الزيارة، حيث يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية وسياسية قوية كما يحرصان على تناغم مواقفها في السياسة الدولية.

بودكاست مسموعة

وقد دأبت طهران على دعم حكومة نيكولاس مادورو في مواجهة خصومه والقوى الغربية المعارضة له والساعية إلى إسقاط حكومته.

حيث قدمت دعما لكراكاس خلال السنوات الماضية شمل "إرسال الوقود أو معدات لتطوير صناعتها النفطية، ما ساهم في زيادة إنتاج فنزويلا للنفط" وذلك بهدف دعم فنزويلا في مواجهة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. وفي المقابل حصلت إيران من كراكاس على الذهب وموارد أولية أخرى. 

وامتد التعاون بين البلدين إلى النواحي "العسكرية"، حيث حصل "فيلق القدس" الإيراني على موطئ قدم هناك، وفي هذا الصدد تحدثت تقارير غربية عن "وجود موقع تدريبي لفيلق القدس في بوليفيا، وبالتحديد في منطقة وارنيس البوليفية".

اعتبرت وكالة "إيرنا" الحكومية، أن زيارة رئيسي إلى الفناء الخلفي للولايات المتحدة "تأتي تزامنًا مع الوضع الهش للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه طهران"

وكانت واشنطن أصدرت تحذيرات بشأن النفوذ الإيراني في أمريكا اللاتينية، ففي العام 2020، حذر رئيس أركان القيادة الجنوبية الأمريكية الجنرال كريغ فالر، من "زيادة تحركات فيلق القدس الإيراني في منطقة الكاريبي وفنزويلا".