06-يونيو-2023
لم تتوقف تهديدات المسؤولين الإسرائيليين عن متعددة الجبهات مع إيران (GETTY)

لم تتوقف تهديدات المسؤولين الإسرائيليين عن متعددة الجبهات مع إيران (GETTY)

ما بين مؤتمر هرتسيليا الأمني، وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول إغلاق التحقيقات الخاصة بمنشأة نووية في إيران، لم تتوقف تهديدات المسؤولين الإسرائيليين عن حربٍ قادمةٍ متعددة الجبهات، مع إيران.

استعدادات إسرائيلية لحرب قادمة

في هذا الإطار، حذر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، من أن "الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستواجه مخاطر لم تشهد مثلها إسرائيل في تاريخها كله، في حال نشوب حرب".

أكد غالانت، أن هذه المخاطر "تستوجب منا استعدادًا مسبقًا وبأفضل شكل"،ومثلما هو الحال في أي جبهة، فإننا ملتزمون أيضًا باستعدادات جذرية ومسبقة في الجبهة الداخلية

وأجرى غالانت تقييمًا للوضع خلال زيارته لقاعدة قيادة الجبهة الداخلية في مدينة الرملة المحتلة، في إطار مناورة "اللكمة القاضية" المستمرة منذ أسبوعين، والتي تحاكي سيناريو خوض "إسرائيل" حربًا متعددة الجبهات، تشمل توجيه ضربة إلى لبنان، وهجومًا ضد المنشآت النووية في إيران.

وأكد غالانت، أن هذه المخاطر "تستوجب منا استعدادًا مسبقًا وبأفضل شكل"، وأضاف أن "لأداء الجبهة الداخلية بكافة شرائحها، أهمية بالغة ودور حاسم. ومثلما هو الحال في أي جبهة، فإننا ملتزمون أيضًا باستعدادات جذرية ومسبقة في الجبهة الداخلية، من أجل أن يكون الأداء بأفضل شكل في حالة الطوارئ"، وتابع غالانت أن "علينا الاستعداد لأكثر السيناريوهات خطورة، التي سنضطر فيها إلى مواجهة تحديات كثيرة، وتفضيل المجالات المطلوبة لعمل المرافق الاقتصادية الضرورية في حالات الطوارئ. ومن شأن أداء ناجح فقط للجبهة الداخلية، بكافة عناصرها، أن تمكن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن من أداء المهمات في الجبهة".

مناورات اللكمة القاتلة

من جهته، أشار وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأن هناك شعورًا قويًا لدى "إسرائيل" بأن الولايات المتحدة تقترب من توقيع اتفاق مع إيران، هو السبب الرئيسي للقرار الإسرائيلي بالإعلان عن الاستعدادات لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية في إيران، وتطرق للتدريبات غير المسبوقة من حيث ترتيب الصلاحيات، ومشاركة المستوى السياسي، في المناورة العسكرية "اللكمة القاضية" التي تحاكي حربًا متعددة الجبهات تشمل هجومًا على إيران.

وقال كاتس العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، في حديثٍ للموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، يأن "سياستنا واضحة، لن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية"، وأضاف كاتس، أن "جميع القوات ينبغي أن تتدرب على كافة السيناريوهات. ونأمل بلجم اقتراب إيران من سلاح نووي على أيدي العالم بطريقة سياسية ومن خلال تهديد اقتصادي وعسكري فعّال"، وتابع "رغم ذلك، إذا كان الخيار في نهاية الأمر بين سلاح نووي أو عملية عسكرية إسرائيلية، فإننا سنعمل لأننا لن نسمح لدولة متطرفة ومجنونة مثل إيران بحيازة سلاح نووي".

المعارضة على نفس خط الحكومة الإسرائيلية

تصعيد اللهجة والتهديد بالحرب، لم يقتصر على الحكومة الإسرائيلية، بل حتى المعارضة الإسرائيلية تذهب في هذا الاتجاه، فقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، وزعيم حزب "المعسكر الرسمي" بيني غانتس، أمس الإثنين، إن "إسرائيل كلها ستتحد إذا كانت هناك حاجة لضربة ضد إيران".

وكان غانتس يتحدث في مؤتمر "جيروزاليم بوست" السنوي المنعقد في مدينة  نيويورك، حين قال: "اليوم، في واقع عالمي ومتغير باستمرار في الشرق الأوسط، أصبحت أمتنا مهددة بظهور إيران مسلحة نوويًا"، وأضاف "يجب أن نؤكد أن إيران النووية هي أولًا وقبل كل شيء تحدٍ عالمي، يهدد الاستقرار العالمي والإقليمي"، موضحًا، إن "تأثير إيران يشكل تهديدًا وجوديًا محتملًا لدولة إسرائيل، لكن تأثير إيران على فنزويلا لا علاقة له بالشرق الأوسط، مصلحة إيران في الصحراء الغربية لا علاقة لها بالشرق الأوسط، لقد تعرض السعوديون للهجوم من قبل وكلاء إيران أكثر من الإسرائيليين"، لذلك "عندما نتحدث عن ضرورة منع إيران من أن تصبح قادرة على امتلاك القدرة النووية، فإننا نقول ذلك ليس فقط من المنظور الإسرائيلي، ولكن من منظور إقليمي وعالمي".

وختم غانتس: "كقائد معارضة، أود التأكيد على هذه الرسالة: سنفعل كل ما يلزم لمنع أي تهديد وجودي لدولة إسرائيل، نحن نعلم أن مثل هذا الإجراء قد يأتي بتكلفة باهظة، ولكن، كما هو الحال دائمًا في هذه الأمور، سوف يتحد كل قيادة وشعب إسرائيل"، مشددًا، أن "هذه الوحدة ضرورية". وأضاف: من المهم أيضًا بذل كل ما في وسعنا لتعزيز تعاوننا الأمني مع أهم حليف لنا، الولايات المتحدة الأمريكية"، وتابع "لا يمكننا السماح لأعمال تكتيكية أو سياسات داخلية بإعاقة أمننا".

هذا ويذكر أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، عقد اجتماعًا نادرًا في غرفة قيادة تحت الأرض، لمحاكاة اتخاذ القرار خلال حرب محتملة على عدة جبهات.

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في بيان مصور من الغرفة المحصنة لقيادة العمليات في مقر القيادة العسكرية "نحن ملتزمون بالعمل ضد مساعي إيران النووية، وضد الهجمات الصاروخية على إسرائيل، واحتمال فتح هذه الجبهات في آن واحد". وأضاف نتنياهو أن "احتمال الدخول في حرب متعددة الجبهات يتطلب من القادة الإسرائيليين التفكير في قراراتها الرئيسية".

دعم أمريكي للقبة الحديدية

في سياق متصل، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على أن "إيران لا تزال تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، ولذلك لن تسمح لها واشنطن بامتلاك السلاح النووي".

وجدد بلينكن على التزام واشنطن "الصلب" بأمن إسرائيل"، مؤكدًا أن "واشنطن وتل أبيب تعملان على تطوير منظومات دفاعية مشتركة مع إسرائيل لتمكينها من الدفاع عن نفسها".

بلينكن في خطاب أمام لجنة أيباك

وأعلن بلينكن في خطاب ألقاه أمس الاثنين، أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك" تقديم إدارة الرئيس جو بايدن مليار دولار لـ"إسرائيل" لتطوير منظومة القبة الحديدية.

قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في بيان مصور من الغرفة المحصنة لقيادة العمليات في مقر القيادة العسكرية "نحن ملتزمون بالعمل ضد مساعي إيران النووية، وضد الهجمات الصاروخية على إسرائيل، واحتمال فتح هذه الجبهات في آن واحد"

الوحدة 700

إلى ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، عن مصادر استخباراتية إسرائيلية، أن وحدة جديدة في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني مسؤولة في تهريب الأسلحة إلى سوريا ومن ثم إلى لبنان، وهذه الوحدة التي يطلق عليها اسم "الوحدة 700"، يرأسها غال فرسات، وهو مسؤول مخضرم في فيلق القدس، له صلات واسعة مع كبار المسؤولين في إيران وسوريا ولبنان.

وتشير المصادر الإسرائيلية أن "الوحدة 700" تعمل بالتعاون الوثيق مع "الوحدة 190" التابعة لفيلق القدس، برئاسة بهنام شهرياري، وهي وحدة معروف أنها تقوم بعمليات نقل الأسلحة في الميدان، وتعرضت قوافلها لهجمات عدة مرات، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف نهاية نيسان/أبريل الماضي في منطقة حمص، قافلة شاحنات تحمل أسلحة لحزب الله.