03-يونيو-2023
gettyimages

بحسب عدة تقديرات فإن الهدف من الاجتماع الإسرائيلي الإيطالي مواجهة هدف إيراني (Getty)

كشف مقتل عناصر من الموساد الإسرائيلي وضباط الاستخبارات الإيطالية، في انقلاب قارب شمال إيطاليا عن "نشاط مزدوج" جمع الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الإيطالية، ضد تحرك إيراني للحصول على أسلحة استراتيجية.

بحسب مصادر إيطالية تحدثت لـ"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن اجتماع 13 عنصرًا من الموساد وثمانية من رجال المخابرات الإيطاليين "لم يكن ترفيهًا على الإطلاق، بل عملية تهدف على ما يبدو إلى العمل ضد هدف واحد: إيران"

ووفقًا لتقرير نشرته القناة 12 الإسرائيلية، فإن القارب المليء بعملاء المخابرات الإسرائيلية والإيطالية كان في الواقع مأدبة عشاء للاحتفال بـ"نجاح المهمة"، وانتهى في حادث انقلاب القارب ومقتل عنصر الموساد إيرز شمعوني (اسم مستعار)، وزوجة صاحب القارب، بالإضافة إلى اثنين من عناصر الاستخبارات الإيطالية.

وراء إيران في إيطاليا

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن شمعوني كان يعمل في إيطاليا في إطار عملية تستهدف حصول إيران على "أسلحة غير تقليدية"، وفق تعبير القناة.

ووقع الحدث يوم الأربعاء، في بحيرة ماجوري، وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلية نيابة عن الموساد أن "الموساد فقد صديقًا عزيزًا وموظفًا ملتزمًا ومحترفًا كرس حياته لأمن إسرائيل لعقود حتى بعد تقاعده"، بحسب تعبير البيان.

زكي وزكية الصناعي

ونشرت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، صباح الجمعة، أن ضباط المخابرات الإيطالية والإسرائيلية شاركوا في "عملية ضد انتشار الأسلحة غير التقليدية"، وعملوا على منع إتمام عملية الحصول على هذه الأسلحة المتقدمة، التي لديها استخدام مزدوج.

وبحسب مصادر إيطالية تحدثت لـ"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن اجتماع 13 عنصرًا من الموساد وثمانية من رجال المخابرات الإيطاليين "لم يكن ترفيهًا على الإطلاق، بل عملية تهدف على ما يبدو إلى العمل ضد هدف واحد: إيران".

وقالت المصادر الإيطالية إن "كل توجهات التحقيق وجميع التقارير التي وصلت، رغم عدم الإعلان الرسمي ودون القدرة على تأكيدها، تشير إلى أن إيران هي هدف عملية الموساد".

وبحسب موقع "لا ريبابليكا"، فإن العملية -التي انتهت بانقلاب القارب وغرق أربعة أشخاص بسبب عاصفة- كانت تهدف إلى منع وصول التقنيات "ذات الاستخدام المزدوج، إلى دولة في الشرق الأوسط".

وتقدر الصحيفة الإيطالية أن "العملية ربما نجحت في تحقيق أهدافها، لكن كان من المفترض أن تظل سرية تمامًا"، وقالت "لا ريبابليكا": "كان كل شيء على ما يرام، باستثناء الحفلة الختامية".

getty

وبحسب الصحفي الإسرائيلي المختص في الشؤون الأمنية رونين بيرغمان، فإن القتيل الإسرائيلي، هو عنصر موساد متقاعد، ينتمي إلى وحدة مسؤولة عن الاتصال السري بأجهزة المخابرات الأجنبية.

وبحسب بيرغمان، على الرغم من تقاعد عنصر الموساد من الخدمة، إلا أنه استمر ضمن عناصر احتياط الوكالة الاستخبارية، ووصل إلى إيطاليا في إطار علاقات تعاون بين منظمات الاستخبارات الإسرائيلية والإيطالية. 

وقال مصدر للصحفي بيرغمان، إن الموساد والمخابرات الإيطالية يتعاونان في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل "مكافحة الإرهاب أو جمع المعلومات حول المشروع النووي الإيراني".

وبالعودة إلى الحدث، تشير الصحيفة الإيطالية إلى عدم امتلاك كل الأشخاص الذين تواجدوا بعد غرق القارب أي بطاقات تعريفية، فيما قدموا كلهم شهادات متشابهة للشرطة الإيطالية حول الحدث، أمّا العناصر الإيطالية فقد عرفت نفسها باعتبارها تعمل في مكتب رئاسة مجلس الوزراء الإيطالية، فيما قالت عناصر الموساد إنها جزء من وفد حكومي، فيما سُحب عناصر الموساد بشكلٍ مباشر إلى تل أبيب، بعد هذه الإفادة السريعة.

سياحة أمنية

وأفاد تقرير نشرته صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، أن ضباط المخابرات تناولوا العشاء في مطعم "إيل فيربانو" الفاخر، ثم ذهبوا في رحلة بحرية، وكانوا يرتدون ملابس يومية "ربما كجزء من رحلة لإنهاء المهمة أو ربما كانوا يرتدون هذه الملابس للتظاهر بأنهم سواح".

getty

وتشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن التحقيقات الإيطالية تبحث في سبب ارتفاع عدد ركاب القارب عما هو مسموح به، وما إذا كان القارب مسموحًا له بالإبحار في مثل هذا الطقس، مشيرةً إلى أن شهود عيان تحدثوا عن بداية العاصفة بشكل مفاجئ، مع هبوب رياح قوية وكميات كبيرة من الأمطار، لكنها تستدرك بالتأكيد على وجود تحذيرات مسبقة بشأن احتمال حدوث عاصفة. 

وفي السياق نفسه، قال عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب يوجد مستقبل رام بن باراك، النائب السابق لرئيس الموساد، إن الإسرائيلي الذي غرق، والذي يحظر نشر صورته "لم يكن هناك في إجازة كسائح، لكنه مرتبط بعمله".

غموض في القارب

وبحسب الصحفي الإسرائيلي المختص في شؤون الاستخبارات يوسي ميلمان، فقد اكتفت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتعريف الغريق الإسرائيلي على أنه "متقاعد من المؤسسة الأمنية"، قائلًا: "ليس سرًا أن المتقاعدين من أصحاب الخبرة والمهارة من المؤسسة الأمنية، بما في ذلك الموساد، يتم استدعاؤهم بشكل دوري للاحتياط بموجب عقود خاصة، ويشاركون في الأنشطة التنفيذية أو بالعمل في المقر".

بودكاست مسموعة

ويشير ميلمان إلى أن عنصر الموساد دفن في عسقلان ضمن جنازة ملفوفة بالسرية ويحميها عناصر الموساد، وحضر الجنازة رئيس الموساد ديفيد بارنياع.

وحول بداية العملية، يشير ميلمان إلى وصول طائرة إسرائيلية، تستخدمها حكومة الاحتلال في مهمات رسمية سرية، يوم الإثنين إلى ميلان، قبل أن تعود مع الطاقم نفسه يوم الأربعاء بعد غرق القارب.

بحسب الصحفي الإسرائيلي المختص في الشؤون الأمنية رونين بيرغمان، فإن القتيل الإسرائيلي، هو عنصر موساد متقاعد، ينتمي إلى وحدة مسؤولة عن الاتصال السري بأجهزة المخابرات الأجنبية

وقال يوسي ميلمان: "ذكرت وسائل إعلام إيطالية أن الرحلة البحرية كانت مخططة للاحتفال بعيد ميلاد أحد ضباط المخابرات الإيطالية في إطار تجمع لعناصر الموساد وزملائهم الإيطاليين. بصفتي شخصًا لا يؤمن بالمؤامرات، فأنا أميل إلى قبول الأشياء كما تبدو، لذا ربما يكون الوصف صحيحًا. بعبارة أخرى، تم التخطيط للمساء على أنه تجمع اجتماعي، وانتهى بحادث الغرق"، مضيفًا: "ولكن يمكن الافتراض بدرجة كبيرة من اليقين أن أفراد الموساد لم يأتوا إلى إيطاليا لمجرد الاختلاط الاجتماعي. لقد كانوا هناك لإجراء محادثات وتبادل المعلومات وتقييمات الوضع أو ربما من أجل عملية سرية مشتركة".