29-مارس-2017

احتجاجات سابقة في جامعة القاهرة (خالد دسوقي/أ.ف.ب)

لا تزال الأجواء مرتبكة في جامعة القاهرة، خاصة بعد إعلان الطلاب تعليق الدراسة والإضراب العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والتهديد بتوسيع الإضراب ليشمل جميع الكليات، ومدّه لحين عودة حق الطالب حسين لطفي، المفصول بتهمة سبّ الكلية على موقع فيسبوك، إلى الدراسة، منعًا لتفويت سنته الدراسية الأخيرة.

لا تزال الأجواء مرتبكة في كلية الإعلام جامعة القاهرة خاصة بعد إعلان الطلاب الإضراب العام حتى عودة زميلهم حسين لطفي للدراسة

وقال الطلاب، المتضامنون مع حسين، في الدعوة للإضراب: "مرّت مدة تزيد عن شهر تام ولا يزال زميلنا في الفرقة الرابعة بكلية الإعلام، حسين لطفي، مفصولًا بقرار تعسفي لا مبرر له ولا صحة لما هو قائم عليه من اتهامات. مرّ شهر واقتربت امتحانات نصف العام وهناك فرصة بأن تضيع على حسين إن لم يرجع فيما قبلها. مر شهر جاءت فيه الفرصة أكثر من مرة لأن ينتهي الموضوع وتفصل فيه الجامعة إلا أنه في كل مرة كان سببًا جديدًا يقف أمام قرار الحكم على التظلم أمام الجامعة".

اقرأ/ي أيضًا: "فيسبوك" سبب في فصل طلاب مصر.. فاشية الأكاديميا

وروى البيان ما جرى: "في مرة تغيَّبت مندوبة الكلية إلى الجامعة الدكتورة هبة الله السمري، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون، وبعدها يبلغون حسين بأن أحد أعضاء المجلس الاستئنافي دخل المستشفى للعلاج.. إلى متى؟ وما ذنب حسين؟".

ورغم تحريك الطالب حسين لطفي دعوى قضائية يتهم فيها جامعة القاهرة بالتعسف في فصله دون إبداء أسباب أو إشهار سند قانوني، إلا أنه، وفقًا لبيان الطلاب، "لا ردّ فعل جاد من رئيس الجامعة أو أحد المسؤولين في الكلية حتى الآن، رغم نشره للقضية على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بأدلة براءته البيّنة منذ الخامس عشر من فبراير".

وصف الطلاب، في بيانهم، ما يجري بـ"العتمة" إشارة إلى الظلام والظلم الذي يتعرَّض له زميلهم حسين، مقررين تصعيد الرفض والاعتراض بشكل رسمي، وإعلان الإضراب عن كافة الأنشطة والالتزامات الخاصة بالدراسة من المحاضرات والأعمال التي تخص مشروعات التخرج، منذ الأحد الماضي.

وجرى الإضراب كما تم التخطيط له من قبل الجماعة الطلابية في جامعة القاهرة، فكان، بالنسبة إلى إدارة كلية الإعلام، فضيحة مدوية، خاصة مع عدم بلوغ نسبة الحضور 5%، ما يعدّ تضامنًا شبه كامل مع الطالب المفصول، الذي لم يتوانَ عن ترتيب أموره القانونية وأدلة براءته لمقاضاة كلية الإعلام، ومطالبتها بالتعويض عن الأضرار النفسية حال الحكم لصالحه.

كان مشهد خلو مدرجات كلية الإعلام، المعبّر الأول عن حرية الرأي، أو هكذا يفترض أن تكون، صادمًا للإدارة، التي سارعت إلى نفيْ ذلك، وادَّعاء أن نسب الحضور لم تتأثر بالدعوة للإضراب، وبثَّت صورًا قديمة للمدرجات، وهي ممتلئة بالحضور، لكن ذلك لم يصدقه أحد، خاصة أن الطلاب واجهوها بالصور الحقيقية للمدرجات "الخاوية".

اقرأ/ي أيضًا: طلبة الحقوق في تونس في إضراب مفتوح

بعد التحركات الطلابية، قررت جامعة القاهرة الالتجاء لخبير إنترنت للفصل في ملكية حسين لطفي للبروفايل، الذي سب إدارة كلية الإعلام

وفي تعبير صريح عن قلق ومخاوف من جانب جامعة القاهرة، استسلمت إلى الاحتجاج وأحالت الأمر إلى خبير إنترنت للفصل في ملكية حسين لطفي للبروفايل، الذي سبّ إدارة كلية الإعلام على موقع فيسبوك. وجاءت المؤشرات المبدئية لتقرير خبير الإنترنت أنها تؤكد صعوبة الجزم بملكية الطالب للبروفايل من عدمها.

ولتهدئة الأجواء، سرَّبت جامعة القاهرة، على لسان مصدر مسؤول، لموقع مصراوي، أن مجلس تأديب استئنافي سينعقد خلال اليومين المقبلين لحسمِ تظلم الطالب حسين لطفي، الذي يستمرّ فصله منذ شباط/فبراير الماضي، ما سيؤدي إلى حرمانه من امتحانات منتصف الفصل الدراسي، التي تحدد 20% من تقديره.

وأوضح المصدر المجهول، أنّ مجلس جامعة القاهرة، وحده، سيتولي تحديد ما إذا كان حسين مخطئ أم لا، ولن يستسلم لأي ضغوط، سواء من جانب إدارة الكلية أو الطلاب.

لم يتقبَّل الطلاب ذلك بصدر رحب كثيرًا، فهدَّدوا على حساباتهم الشخصية بالتصعيد إلى تعطيل الدراسة بجامعة القاهرة كاملةً، والدخول في إضراب مفتوح لحين عودة حسين لطفي لكي لا يفقد عامًا دراسيًا من عمره. إمَّا عودة حسين أو لا شيء.. الإضراب هو الحل، هكذا تنوي الحركة الطلابية في أول مناسبة للحراك الجامعيّ منذ عدّة سنوات.

اقرأ/ي أيضًا:

بحجة الإصلاح.. مجانية التعليم المصري في خطر

مصر.. مسلسل تسمم التلاميذ مستمر