16-ديسمبر-2023
تتطابق المواقف الأمريكية والإسرائيلية حول استمرار الحرب على غزة (GETTY)

تتطابق المواقف الأمريكية والإسرائيلية حول استمرار الحرب على غزة (GETTY)

أكدت واشنطن أنها يتفق مع تل أبيب، على أن الحرب على غزة قد تستمر أشهرًا، لكنّ البيت الأبيض ناقش مع الحكومة الإسرائيلية إجراء المزيد من "العمليات الدقيقة من حيث النطاق والحجم" لتفادي سقوط ضحايا مدنيين.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ناقش مع الإسرائيليين "احتمال الانتقال مما نسميه العمليات عالية الكثافة، وهو ما نراهم يفعلونه الآن، إلى عمليات أقل كثافة في وقت ما… في المستقبل القريب"، وأضاف كيربي خلال حديثه للصحفيين أمس الجمعة: "نتفق مع الإسرائيليين على أن هذا الصراع قد يستمر لأشهر".

وخلال زيارته إلى تل أبيت التقى مستشار الأمن القومي العديد من المسؤولين الإسرائيليين يومي الخميس والجمعة. وناقش معهم جدولًا زمنيًا لإنهاء هذه المرحلة من العملية العسكرية، دون أن يشارك تفاصيل ما حصل علنًا.

وأضاف كيربي خلال حديثه للصحفيين أمس الجمعة: "نتفق مع الإسرائيليين على أن هذا الصراع قد يستمر لأشهر".

وخلال المؤتمر الصحفي عقده أمس الجمعة، قال سوليفان: إنه "كانت لدينا نقاشات مكثفة حول الانتقال من عمليات عسكرية أكثر كثافة إلى عمليات أقل كثافة وأكثر دقة، وهذا الانتقال قد يستغرق فترة زمنية من أجل تحقيقه.. وأنا أوافق مع وزير الأمن الإسرائيلي أن قتال حماس سيستغرق أشهرًا"، مؤكدًا أنه "ليس هناك تناقض بين القول بأن المعركة ستستغرق أشهرًا، والقول إن مراحل مختلفة ستحدث في أوقات مختلفة خلال تلك الأشهر، بما في ذلك الانتقال من العمليات المكثفة إلى عمليات أكثر استهدافًا".

وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن الولايات المتحدة تدفع إسرائيل إلى تركيز الحرب في غزة على "الاستهداف الدقيق لقادة حماس"، بدلًا من عمليات القصف والعمليات البرية على نطاق واسع، وكشف أنه ناقش توقيت هذا الانتقال خلال اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحكومة الحرب، والقادة العسكريين يوم الخميس.

وتحدث سوليفان عن أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيناقش هذه المسألة أيضًا خلال زيارته إلى إسرائيل.

بدوره، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إنه أبلغ سوليفان بأن "الحرب ستستمر عدة أشهر".

من جهته، نقل موقع "إكسيوس" عن مسؤول أمريكي، قوله إن سوليفان ضغط على نتنياهو وأعضاء مجلس وزراء الحرب من أجل جدول زمني للانتقال للمرحلة القادمة من الحرب. لكن مسؤول إسرائيلي نفى للموقع أن يكون سوليفان ضغط على المسؤولين الإسرائيليين لإنهاء القتال بهذه الوتيرة، لكنه أعرب عن قلقه بشأن تزايد عدد الضحايا المدنيين. ولفت المسؤول الإسرائيلي, إلى أنه بعد الاجتماع اتفق الجانبان على الحاجة وقف التصعيد في الحدود الشمالية وسحب حزب الله لقواته من الحدود.

وتواصل الإدارة الأمريكية رفض الدعوات لوقف إطلاق النار. وقال الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي، إنه يريد أن تركز إسرائيل على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين، مع عدم التوقف عن ملاحقة حماس، ولكن "بحذر أكثر".

من جانبها، قالت صحيفة "الغارديان"، "أثار إصرار إسرائيل لإدارة بايدن على أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لهزيمة حماس تساؤلات حول مستوى الضرر الذي لحق بالمنظمة"، مضيفةً: "اللغة العامة لبعض الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية البارزة أصبحت أكثر حذرًا.

وكان يوآف غالانت، وزير الأمن الإسرائيلي، من بين الذين أشاروا إلى الصعوبات في "تدمير" حماس. موضحًا: "حماس منظمة بنت نفسها على مدار عقد من الزمن لمحاربة إسرائيل، وقد أقاموا بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض وليس من السهل تدميرها. سيتطلب الأمر فترة من الوقت، سيستمر أكثر من عدة أشهر، لكننا سننتصر وسندمرهم".

وقد ردد أهارون حاليفا، مدير شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، تصريحات غالانت، حيث قال إنه يعتقد أن الحرب ضد حماس ستستغرق عدة أشهر أخرى.

واعترف غالانت بأن تدمير حماس أصبح أكثر صعوبة على الرغم من الإحاطات الإعلامية اليومية للجيش الإسرائيلي التي تصف التقدم في الهجوم، وليس أقلها في شمال قطاع غزة حيث وُصفت السيطرة الكاملة على مناطق بما في ذلك جباليا والشجاعية بأنها وشيكة منذ أكثر من أسبوع.

وتضيف "الغارديان": "يبدو أن حماس لا تزال منخرطة في القتال من مسافة قريبة والكمائن، بما في ذلك الكمائن التي وقعت في الشجاعية الأسبوع الماضي. وتتمكن من إطلاق الصواريخ بشكل يومي".