19-نوفمبر-2021

خفض جديد لنسبة الفائدة يزيد من تدهور العملة في تركيا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

قام البنك المركزي التركي الخميس 18 تشرين الثاني/نوفمبر بتخفيض سعر الفائدة من جديد بـ 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء "الريبو" لأجل أسبوع، ليصبح سعر الفائدة بذلك 15 في المئة، وتزامن هذا الإجراء مع فقدان الليرة نسبة 5% من قيمتها أمام الدولار. حيث وصل سعر صرف الليرة اليوم إلى 11.10 ليرات لكل دولار، في ظل توقعات أيضًا بارتفاع نسبة التضخم لتتجاوز حاجز 20%، وإن كان البنك المركزي التركي يتوقع أن لا يتجاوز معدل التضخم السنوي 18.4% بنهاية عام 2021، مقابل توقعات سابقة بداية العام كانت تتحدث عن نسبة 14.1%، علمًا بأن معدل التضحم الحالي يصل، حسب  هيئة الإحصاء التركية إلى نسبة 19.89% على أساس سنوي.

قام البنك المركزي التركي الخميس 18 تشرين الثاني/نوفمبر بتخفيض سعر الفائدة من جديد بـ 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء "الريبو" لأجل أسبوع، ليصبح سعر الفائدة بذلك 15 في المئة

وجاء في بيان للبنك المركزي ما نصُّه: "لقد قامت اللجنة بتقييم التحليلات المتعلقة بعوامل الطلب التي يمكن أن تتأثر بالسياسة النقدية، وتطورات التضخم الأساسي، وتأثيرات الصدمات على الإمدادات، وقررت خفض معدل الفائدة بمقدار مئة نقطة أساس إلى 15%".

اقرأ/ي أيضًا: المركزي التركي يرضخ لضغط أردوغان ويخفض سعر الفائدة.. الليرة في أدنى مستوياتها

وكانت ذات اللجنة قد خفّضت سعر الفائدة الشهر الماضي بمئتي نقطة أساس إلى 16% بعد خفض بمئة نقطة أساس في أيلول/سبتمبر الماضي. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن يوم الثلاثاء أنه سيواصل معركته ضد أسعار الفائدة "إلى النهاية"، قائلًا إنه "سيرفع عبء أسعار الفائدة عن الشعب، وسيحث الشركات على الاستثمار والتوظيف وزيادة الصادرات".

وأضاف الرئيس التركي في اجتماع أمام مشرعين من حزب العدالة والتنمية الحاكم: "سنرفع سوط أسعار الفائدة هذا عن ظهور الناس. بالتأكيد نحن لا يمكننا أن نسمح لشعبنا بأن تسحقه أسعار الفائدة". وتابع "لا يمكنني أن أقف.. ولن أقف في هذا المسار مع أولئك الذين يدافعون عن أسعار الفائدة".

يشار إلى أن وكالة بلومبرغ قد اعتبرت أن معركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل خفض أسعار الفائدة تُهدّد بزيادة التفاوتات واللامساواة بين الأتراك وتُلحق ضررًا ماديًا كبيرًا بمؤيديه من الطبقة العاملة.

وأضافت بلومبرغ أنه بينما تتجه الاقتصاديات العالمية نحو الإنهاء التدريجيّ لإجراءات التيسير النقدي التي قامت بها البنوك في أثناء الوباء، من ضخ أموال وخفض للفائدة، برفع معدلات الأخيرة لمجابهة حالة التضخم التي تجتاح العالم، فإن الرئيس التركي يراهن على أنّ خفض الفائدة سيُعزز النمو ويُعيد إحياء شعبيته المتدهورة قبل انتخابات 2023.

كما يجادل تقرير بلومبرغ أنّ أكبر المستفيدين من خفض أسعار الفائدة هم "أباطرة العقارات"و"المصدّرين"، الذين يستفيدون من انخفاض تكاليف الاقتراض وضعف الليرة فيعمدون  لاقتناص العقارات كتحوط ضد تقلبات الليرة، وفي المقابل فإن أكثر المتضررين هم الفقراء وذوو الدخل المحدود بسبب التضخم وارتفاع أسعار الإيجار والمواد الغذائية وتراجع قيمة العملة لمستويات قياسية أمام الدولار.