05-يناير-2018

تفاخر ترامب بإطاحة ابن سلمان بابن نايف من ولاية العهد (نيكولاس كام/ أ.ف.ب)

نشر موقع "ذا إنترسيبت" مقالًا يستعرض فيه جزءًا مما جاء في كتاب مايكل وولف الجديد حول السنة الأولى لترامب في البيت الأبيض، وهو جزء متعلق بما بين إدارة ترامب وسعودية ابن سلمان. المزيد من التفاصيل في السطور التالية، وهي ترجمة بتصرف للمقال.


في كتابه الصادر حديثًا بعنوان "النار والغضب.. داخل بيت ترامب الأبيض"، يقول مايكل وولف، إنّه عندما نفذ محمد بن سلمان "انقلابه" في السعودية وأزاح منافسه محمد بن نايف من ولاية العهد في حزيران/يونيو الماضي، أحس ترامب بشعور متزايد من الثقة، حتى أنّه قال لأصدقائه متفاخرًا: "لقد صعدنا برَجُلنا إلى القمّة".

عندما أطاح ابن سلمان بابن نايف من ولاية العهد، أحس ترامب بثقة متزايدة، حتى أنه كان يقول متفاخرًا: "صعدنا برجُلنا إلى القمة"

وكان ابن سلمان، البالغ من العمر 31 عامًا، قد أطاح بابن عمّه محمد بن نايف من ولاية العهد ووضعه قيد الإقامة الجبرية، وصعد هو مكانه، ما أدى لتغيير في خط المُلك بصورة تامة، وخالف العرف الذي سارت عليه العائلة المالكة لعقود. وقد أُعلنت هذه الخطوة الانقلابية في جنح الليل، وكانت مجرد خطوة أخرى من خطوات صعود ابن سلمان سلم السلطة في السعودية في السنوات الأخيرة. وفضلًا عن إزاحته من منصبه وليًا للعهد، أُزيح ابن نايف أيضًا من منصبه وزيرًا للداخلية.

اقرأ/ي أيضًا: ما هي خبايا ليلة الإطاحة بمحمد بن نايف ومؤامرة ابن سلمان لتولي العرش؟

وقبل شهرٍ واحدٍ فقط من تلك التعديلات، زار دونالد ترامب السعودية في أول رحلة خارجية له، حيث التقى بقادة من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ووقع على صفقة ضخمة للأسلحة بلغت قيمتها 110 مليار دولار مع قادة السعودية، من بين حوالي 400 مليار دولار قدمتها السعودية لترامب في إطار صفقات مُختلفة. وعندما صعد ابن سلمان لولاية العهد، اتصل به ترامب وهنأه على منصبه الجديد.

ويصف وولف رحلة ترامب إلى السعودية بأنها "الهبة التي أخرجته من بعض المشاكل"، إذ كانت مهربًا من واشنطن بعد وقتٍ قصير من إقالته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي. وأضاف وولف: "لم يكن هناك وقت أفضل لصرف انتباه عناوين الصحف الرئيسية بعيدًا عما يحدث في واشنطن، إلا عبر تلك الرحلة التي يمكن أن تغير كل شيء".

ويستند الكتاب إلى 18 شهرًا من المقابلات وملازمة ترامب وكبار موظفيه. ولكن وولف له تاريخ من كونه راويًا لا يمكن الاعتماد عليه، وقد أُثيرت بالفعل أسئلة حول صحة ادعاءاته.

ومن جانبه، يشعر ترامب بالغضب بسبب الكتاب الذي يحتوي على مقاطع مدمرة حوله هو وعائلته، منسوبة إلى كبير المستشارين الاستراتيجيين السابق، ستيف بانون. وطالب محامي ترامب من وولف وناشره، وقف نشر الكتاب.

وكان بانون قد تحدث في أحد مراكز أبحاث واشنطن، تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وربط بين زيارة ترامب للسعودية والتغيير الكبير الذي تم في السعودية من حيث صعود ابن سلمان لولاية العهد.

يشعر ترامب بالغضب بسبب كتاب مايكل وولف الذي يتناول سيرة ترامب خلال العام الأول له في البيت الأبيض، ويسعى محاموه إلى وقف نشره

وقال بانون: "إذا نظرتم الى السعودية، فقد حدث هناك تغيير جوهري كبير منذ القمة التي جمعت بين القادة السعوديين وترامب"، مُضيفًا: "نائب ولي العهد هو الآن ولي العهد. أعتقد أنه خلال الأسبوعين أو الثلاثة الماضية، وُضع نحو ألف شخص من رجال الدين قيد الاعتقال أو تحت الإقامة الجبرية أو ما شابه. وأنا أدرك أن حزب المعارضة عبر صحيفة نيويورك تايمز يشير إلى معظمهم على أنهم علماء إصلاحيون".

اقرأ/ي أيضًا: دونالد ترامب.. سيرة موجزة لممثل فاشل!

ودعا ترامب محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض في شهر آذار/مارس الماضي، وهي الزيارة التي يصفها وولف في كتابه بأنها حملت "قدرًا كبيرًا من الدبلوماسية". وقد استخدم ابن سلمان، مباركة ترامب كجزء من لعبته الخاصة لتعزيز نفوذه في السعودية، في حين لم ينكر ترامب وكذا البيت الأبيض على الإطلاق هذا الأمر.

ويشير وولف في كتابه، إلى أنه في المقابل عرض ابن سلمان مجموعة كبيرة من الصفقات التي تزامنت مع زيارة ترامب للسعودية، ما منح ترامب "فوزًا كبيرًا"، بتعبير وولف.

ويقال إن صهر ترامب ومستشاره الموثوق به، جاريد كوشنر، مقرب جدًا من ابن سلمان. وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، إن كوشنر زار السعودية في تشرين الأول/أكتوبر، حيث ظلّ هو وابن سلمان حتى الساعة الرابعة صباحًا على مدار عدة ليال، يتبادلون القصص واستراتيجيات التخطيط. وبعد بضعة أيام، اعتقل ابن سلمان عشرات من الأمراء وكبار رجال الأعمال السعوديين.

ويُذكر أنّه بعد زيارة ترامب للرياض، وقبل بضعة أسابيع من صعود ابن سلمان لولاية العهد، قطعت السعودية علاقاتها مع قطر هي وحلفاؤها الإمارات والبحرين ومصر، وضربوا حصارًا على الدولة الجارة. وقد نسب ترامب الفضل لنفسه في هذه الخطوة عبر تغريدة على تويتر، إذ غرّد قائلًا: "خلال رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ذكرت أنه لا يمكن أن يكون هناك تمويل للأيديولوجية المتطرفة، فأشار القادة إلى قطر"!

أغلب تحركات ابن سلمان بما فيها حصار قطر وحملة الاعتقالات، صرّح ترامب بمباركته لها، بل إنه نسب الفضل لنفسه في حصار قطر!

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بدأ ابن سلمان حملة اعتقالات ضد عدد كبير من أمراء العائلة المالكة وكبار رجال الأعمال، ليغرد ترامب بعدها مباشرةً، مُعربًا عن موافقته ومباركته لهذه الحملة بقوله: "لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية، إنهما يعرفان ما يفعلانه".

 

اقرأ/ي أيضًا:

صراعات داخلية أكثر من أي وقت مضى.. ترامب في مواجهة أمريكا

سنة أولى ترامب.. كشف حساب للعام الأول من حكم الرئيس "النكتة الهزلية"