12-ديسمبر-2022
gettyimages

دعوات للإضراب العام في سوريا نتيجة الوضع المعيشي الصعب (Getty)

تواصلت الموجة الجديدة من الاحتجاجات الشعبية في مدينة السويداء جنوبي سوريا، حيث شهد يوم الأحد نزول عشرات السوريين في احتجاج سلمي للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي المتردي ومحاربة الفساد. وخرج المحتجون استجابةً لدعوات أطلقها نشطاء السويداء، وذلك بعد أيام قليلة من احتجاجات شعبية واسعة شهدتها المدينة اقتحم المتظاهرون خلالها مبنى المحافظة وتصدّت لهم قوات أمن النظام السوري باستخدام الرصاص الحي مما أدى إلى مقتل شاب وإصابة 18 آخرين.

تواصلت الموجة الجديدة من الاحتجاجات الشعبية في مدينة السويداء جنوبي سورية

وشهدت ساحة السير وسط السويداء تجمعًا لعشرات المحتجين الذين ندّدوا بالحالة التي وصلت إليها المدينة من تردي الأوضاع المعيشية لسكانها، مما يشير إلى فشل النظام السوري في توفير أبسط الحاجيات الأساسية للشعب السوري حسب النشطاء الذين وجّهوا دعوةً لكل السوريين في أرجاء سوريا إلى تنظيم إضراب عام للفت الانتباه إلى المعاناة التي يقاسونها، وعجز النظام عن تلبية الحاجيات الأساسية. وانتشرت قوات أمن النظام بشكلٍ مكثّف في منطقة الاحتجاج ومحيطها مما منع كثر من المشاركة في المظاهرة.

وخلال تجمع المحتجين في ساحة السير تدخّل عدد من أعضاء محافظة السويداء، من بينهم حسب مصادر في المدينة، "ريماز عبد الحي التي تترأس جمعية خيرية قريبة للنظام، ومروان مهنا وهو تاجر لديه مشاريع مع النظام لترميم بعض المناطق في السويداء، ومنيف الجباعي وهو شقيق لعضو في اتحاد طلبة سوريا، وسمير الملحم من الحزب السوري القومي الاجتماعي والعضو في الجبهة الوطنية التقدمية"، حيث حاولوا ثني المحتجّين، بحجة منحهم "بعض الوقت لتلبية مطالبهم"، مؤكّدين "أنهم سوف يستقيلون من المجلس في حال عدم تلبية هذه المطالب التي وصفوها بالمحقة".

وقبل أيام ظهر تسجيل مسرب لمحافظ النظام السوري في سويداء بسام بارسيك وهو يهدد وفدًا من وجهاء المدينة، ملوحًا بالقمع ردًا على أي احتجاج شعبي على الأوضاع المعيشية الصعبة في سوريا. وكان النظام السوري قد أعلن عن عطلة رسمية يوم الأحد الماضي والأحد القادم (11 و18 كانون أول/ ديسمبر الجاري)، نتيجة أزمة المحروقات في مناطق سيطرته، مما أدى إلى تعطل قطاع النقل. وفي الوقت نفسه رفعت وزارة التجارة الداخلية أسعار المحروقات في مناطق سيطرتها.

النظام السوري أعلن عن عطلة رسمية يوم الأحد الماضي والأحد القادم (11 و18 كانون أول/ ديسمبر الجاري)، نتيجة أزمة المحروقات

وتتفاقم الأزمة الاقتصادية في مناطق سيطرة النظام، مع فشل مؤسسات النظام في تأمين الاحتياجات الأساسية والفساد المستشري فيها. ومما يفاقم من الأزمة هو دخول فصل الشتاء مع شح كبير في الوقود وساعات فصل أكبر للتيار الكهربائي، وانهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار.

يشار إلى أن مدينة السويداء تشهد منذ بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري سلسلة توترات على خلفية الاحتجاجات التي بدأت بمهاجمة المحتجّين مبنى السرايا الحكومي بالحجارة، وتمزيق صورة بشّار الأسد الموجودة على واجهة المبنى مطالبين بإسقاطه، قبل أن تتدخّل القوات الأمنية التابعة للنظام لتفريق المحتجين عبر إطلاق الرصاص الحي ما أدى لسقوط قتلى ومصابين بجروح.