20-يونيو-2020

توسع في سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

كشفت تقارير صحفية عن إعداد الرياض لمسودة مقترح يفضي لإنهاء العمليات القتالية بين قوات الحكومة اليمنية من جهة، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من طرف آخر في جنوب اليمن، بالتزامن مع إعلان قوات المجلس الانتقالي السيطرة على مقر محافظة سقطرى، وسط تقارير نقلت عن مصادر محلية ما قالت إنه مؤامرة سعودية سمحت للمجلس الانتقالي بالسيطرة على المحافظة.

نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر على علم بالمقترح السعودي، بما فيهم مصدران من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، أن الرياض قدمت اقتراحًا لتنفيذ اتفاق لاقتسام السلطة

ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر على علم بالمقترح السعودي، بما فيهم مصدران من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، أن الرياض قدمت اقتراحًا لتنفيذ اتفاق لاقتسام السلطة، بناءً على الاتفاق الذي وقع بين الطرفين في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قبل أن يتعثر تنفيذه، فيما أشار القيادي في المجلس الانتقالي محمد الغيثي إلى عدم تلقيهم أو مناقشتهم أي اقتراح.

اقرأ/ي أيضًا: ما مستقبل التواجد الإماراتي في اليمن بعد اتفاق الرياض؟

فيما تقول الوكالة إن الاقتراح الذي اطلعت عليه يدعو إلى وقف إطلاق النار في محافظة أبين، وإلغاء المجلس الانتقالي لحالة الطوارئ التي فرضها في وقت سابق من العام الجاري، فضلًا عن تعيين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محافظًا ورئيسًا للأمن في العاصمة المؤقتة عدن، ويختار رئيسًا للوزراء بهدف تشكيل حكومة يشارك فيها المجلس الانتقالي.  وتابعت الوكالة مضيفةً أن مسودة المقترح تضمنت الطلب من المجلس الانتقالي سحب قواته من العاصمة المؤقتة عدن، مقابل إعادة نشرها في أبين على أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة بعد ذلك، ونقلت عن مصدرين مطلعين على علم بتطورات القضية قولهما إن المجلس الانتقالي يطالب بتشكيل الحكومة قبل نقل قواته.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي قد أعلن انقلابه على الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض في آب/أغسطس الماضي، وقامت قواته بالسيطرة على مدينة عدن، التي اتخذتها الحكومة اليمنية عاصمةً مؤقتة لها بعد سيطرة جماعة أنصار الله الحوثي المدعومة من طهران على العاصمة صنعاء، ردًا على رفض عبد ربه هادي مطالبهم بإقالة الحكومة، وإلغاء قرار رفع الدعم عن الوقود في أيلول/سبتمبر من العام 2014، مما أدخل البلاد في صراع عسكري بالوكالة أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، فضلًا عن الأوبئة التي اجتاحت المدن اليمنية بسبب الحرب الطاحنة.

كما أعلنت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على مقر محافظة سقطرى الجمعة، لتكون بذلك ثاني موقع يتم إسقاطه بأيدي الانفصاليين بعد مقر إدارة شرطة الجزيرة، فيما ترجح مصادر محلية من السكان تواطؤ الرياض مع سيطرة الانفصاليين على المحافظة، بعدما قامت القوات السعودية المتواجدة في الجزيرة بالانسحاب عن مواقعها في مداخل حديبو عاصمة الأرخبيل، مفسحة المجال أمام الانفصاليين للدخول إليها رغم رعايتها لاتفاق التهدئة الذي وقع خلال الأسبوع الماضي.

وجاءت سيطرة الانفصاليين على المحافظة بعد يومين من توقيع اتفاق مع الحكومة اليمنية ينص على منع خروج السلاح والعربات من الوحدات العسكرية إلا بعد التنسيق مع التحالف، وإزالة النقاط الأمنية ما عدا التي ينشئها التحالف، مع بقاء أربعة نقاط يتقاسم السيطرة عليها الطرفان الأساسيان في النزاع، مع عدم اعتراض العابرين لهذه النقاط لأي سبب، وعدم رفع السلاح في وجه أي طرف.

تقع سقطرى ضمن المحافظات الجنوبية، وتصاعد التوتر فيها عقب إعلان المجلس الانتقالي "الإدارة الذاتية للجنوب" في نيسان/أبريل الماضي، وهي كبرى جزر الأرخبيل المكون من ست جزر، ويحتل موقعًا استراتيجيًا في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي قرب خليج عدن، وتقول الحكومة اليمنية إن أبوظبي تدعم المجلس الانتقالي لخدمة أهدافها الخاصة في اليمن.

بينما عبّرت وجاهات قبلية في سقطرى عن قلقها من الموقف السعودي الغامض حيال استمرار تمرد الانفصاليين، واصفة ما يحدث بأنه "تبادل أدوار بين السعودية والإمارات بالتآمر على عاصمة أرخبيل سقطرى"، فيما حمل الموالون للحكومة اليمنية الرياض مسؤولية التصعيد الذي يقوم به الانفصاليون، بالأخص أنها الراعية لاتفاق التهدئة، فضلًا عن قدرتها على ردع الانفصاليين بسبب نشرها لما لا يقل عن ألف جندي داخل المحافظة.

اقرأ/ي أيضًا: خروقات المجلس الانتقالي في جنوب اليمن.. اتفاق الرياض الذي ولد ميتًا

وكان موقع فورين لوبي الأمريكي المتخصص بجماعات النفوذ الأجنبية في الولايات المتحدة قد أشار إلى أن الإمارات فتحت مكتبًا للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة نيويورك بهدف المساعدة للضغط في الأمم المتحدة لصالح الانفصال عن اليمن، وأضاف الموقع بأن المجلس يقوم عبر جماعات النفوذ بالضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب ونواب الكابيتول هيل عبر مكتب تمثيلي في واشنطن منذ عام 2018.

الإمارات فتحت مكتبًا للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة نيويورك بهدف المساعدة للضغط في الأمم المتحدة لصالح الانفصال عن اليمن

وتابع الموقع مشيرًا لتلقي المجلس الانتقالي في الولايات المتحدة أموالًا من مكتبه الرئيسي لتغطية الإيجار والنفقات الأخرى لإدارة المكتب في واشنطن العاصمة، والمكتب الذي افتتح حديثًا في مدينة نيويورك، وأن توسيع المجلس لنشاطه حتى نيويورك يأتي بعد إعلانه يوم 25 نيسان/أبريل الماضي عن عزمه إنشاء إدارته الخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرته بجنوبي اليمن، والعودة إلى الدولتين اليمنيتين اللتين كانتا موجودتين قبل التوحيد في عام 1990.