27-نوفمبر-2019

من قوات الجيش الوطني اليمني في صنعاء (أرشيفية/ الأناضول)

لا يبدو أن ثمة نهاية معروفة لـ"التطاول" السعودي على السيادة اليمنية، بعد أن باتت معظم أزِمّة الأمور في يد البلد التي تقود تحالفًا للحرب في اليمن منذ نحو خمس سنوات، وتدير سياستها وسُيّاسها.

طالب ضابط سابق في الجيش السعودي، بحل الجيش الوطني اليمني بعد أن اتهمه بالعمل مع الحوثيين ضد الشعب اليمني

ومما اعتبره اليمنيين تطاولًا، بل تهديدًا للبلاد، تصريح ضابط سابق في الجيش السعودي، هو العميد المتقاعد حسن الشهري، والذي طالب فيه بحل الجيش الوطني اليمني، التابع لحكومة عبدربه منصور هادي.

اقرأ/ي أيضًا: حملة #طرد_الإمارات_مطلب_شعبي تفضح مساعي أبوظبي الاحتلالية في اليمن

"قوات غير فاعلة"

وخلال كلمته في ندوة نظمت بالعاصمة السعودية الرياض، وصف الشهري الجيش اليمني الوطني بـ"القوات غير الفاعلة" ساخرًا بقوله إن "أغلب قواته تقاتل الحوثيين من المنازل".

وطالب الشهري بحل الجيش اليمني، واستبعاد كافة قياداته، بدءًا من وزير الدفاع محمد المقدشي و"انتهاءً بآخر جندي على الأرض"، متهمًا الجيش وقادته بـ"العمل مع الحوثيين ضد الشعب اليمني".

من جهة أخرى، وتماشيًا مع السياسة الإماراتية التي تجلت في دعم محاولة انقلاب المجلس الوطني الجنوبي، وتبرير هذه المحاولة؛ طالب الضابط السابق في الجيش السعودي بـ"الحد من نفوذ حزب الإصلاح"، وفي المقابل، طالب بـ"احتواء حزب المؤتمر الشعبي ليقود المرحلة"، علمًا بأن حزب المؤتمر الشعبي هو حزب الرئيس الراحل، المخلوع، علي عبدالله صالح.

استياء من "الفجاجة"

أثارت تصريحات الضابط السعودي، حالة عامة من الاستياء بين اليمنيين، الذين رأوا فيها تدخلًا سافرًا واستفزازًا "فجًا" لليمنيين. ووصفها البعض بـ"المؤامرة" على البلاد.

من جانبها، ردت وزارة الدفاع اليمنية على حديث حسن الشهري، بتصريح صحفي لمصدر مسؤول بالوزارة، استنكر تصريحات الشهري، واصفًا إياها بـ"المسيئة"، وقائلًا إنها "تتناقض مع أهداف عاصفة الحزم"، الحملة العسكرية التي تقودها السعودية على اليمن!

إعادة تركة صالح المبعثرة

وكان لافتًا للانتباه أيضًا في تصريحات العميد السعودي المتقاعد، مطالبته باحتواء حزب علي عبدالله صالح، الأمر الذي اعتبره الباحث السياسي اليمني، ياسين التميمي، مساعٍ سعودية لـ"إعادة تنصيب نظام قبلي طائفي في صنعاء، يرتكز على تركة رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، السياسية المبعثرة".

وقال التميمي في تغريدة له على تويتر: "يبدو أن الديمقراطية تمثل رهابًا سياسيًا لحكام الرياض. لكن ماذا عن الاستثمار الكارثي في الدكتاتوريات من الغشمي إلى صالح؟".

من جانبه علق مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام اليمني، على تصريحات الشهري بوصفه بـ"بوقًا"، موجهًا حديثه للشهري في تغريدة له قال فيها: "عليك أن تتحدث بشكل لائق عن اليمن وعن الحكومة الشرعية وعن الجيش اليمني. أنت تتحدث عن اليمن وليس عن إمارة تابعة لدولتك حتى تقسم وتوزع وترسل الاتهامات كيفما تريد".

نهج سعودي

وفي سياق حديث الضابط السعودي المتقاعد، إلى رغبة داخل أروقة الحكم السعودية، قال الناشط اليمني، سمير إبراهيم، إن ما قاله الشهري "يدل على أن السعودية تعمل ضد الشرعية وليس كما يظن الجميع".

وقال إبراهيم، في تغريدة له، إن "ما قاله العميد السعودي حسن الشهري، لم يقله عن شخصه فقط، بل قالة بالنيابة عن القياده السعودية التي رعت اتفاق الرياض".

كما اعتبر الصحفي ورئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم اليمنية، سيف الحاضري أن تصريحات الشهري "ليست من خيال رأسه"، موضحًا: "حل الجيش الوطني وإلغاء هيكل القوات المسلحة طرح في الغرف المغلقة، وكان الرد رفضًا حاسمًا، فذهبت اللجنة الخاصة إلى انشاء وحدات عسكرية لا تتبع الجيش في صعدة وحجة وأخيرًا الجوف".

ويتفق مع ذلك، أنيس منصور، المستشار الإعلامي في السفارة اليمنية بالرياض، والذي وصف حديث الشهري بـ"نهج السعودية"، قائلًا: "ما لم تستطيع السعودية أن تقوله رسميًا، ترسل به لفريق إعلام الديوان والاستخبارات للحديث عنه".

"غطرسة"

أما الضابط في الجيش اليمني برتبة عميد، الحسن علي أبكر، فعلق على تصريحات حسن الشهري، قائلًا إن حديث الشهري "فيه من الجهل بالوضع اليمني الكثير. وفيه من الغطرسة وادعاء الفهم ما لا يمكن أن يصدر عن شخص متوسط الفهم والعلم والمنصب".

وأضاف أبكر:  "لكننا في زمن يتصدر فيه المشهد أشخاص يعتقدون أن قولهم هو الفصل، وأنه يحق لهم التدخل في شؤون الدول والمجتمعات بكل بجاحة وخفة وعدم مسؤولية، بل وتعدي على شعب كامل وقيادة دولة ومؤسساتها".


 

اقرأ/ي أيضًا:

خفض التصعيد نسبيًا.. هل سيشهد اليمن حلًا شاملًا للحرب؟

أبوظبي تطالب باسترجاع "المساعدات" التي قدمتها لليمن!