12-ديسمبر-2019

مدير أمن مدينة عدن المقال شلال شايع (صحف يمنية)

في سابقة من نوعها، كرمت حكومة عبد ربه منصور هادي، متهمًا في جرائم اغتيال، ومواليًا للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي حاول الانقلاب على هادي في جنوب اليمن.

كرمت وزارة حقوق الإنسان في حكومة هادي أحد رجال المجلس الانتقالي الجنوبي ومتهمًا بارتكاب جرائم اغتيال 

وتتضاعف غرابة الحدث بالنسبة للمتابعين في اليمن، بأن جاء التكريم من وزارة حقوق الإنسان ووزيرها محمد عسكر، الذي كرّم شلال شايع، مدير أمن مدينة عدن المُقال، ورجل المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، والذي حاول الانقلاب على حكومة هادي.

اقرأ/ي أيضًا: هاني بن بريك.. الشيخ السلفي الذي قتل أئمة وخطباء مساجد عدن

وبالإضافة لكونه رجل المجلس الانتقالي الجنوبي الانقلابي، فشايع أيضًا مدرج ضمن تقرير فريق الخبراء الأممين، على أنه أحد المتهمين بعمليات الاغتيال.

متلازمة ستوكهولم لدى حكومة هادي

ويُعرف عن شايع مشاركته ضمن المجلس الانتقالي والقوات الموالية للإمارات، في ممارسة مجموعة من الانتهاكات خلال سنوات الحرب الأخيرة، من بينها جرائم قتل واغتيال لرجال دين وأمن بارزين، وكذا اقتحام منازل واختطاف واعتقال وإشراف على السجون السرية في عدن.

وتكمن المفارقة أن التكريم من وزارة حقوق الإنسان في حكومة هادي، لشلال شايع، جاء بعد أسابيع قليلة من عزله من منصبه مديرًا لأمن مدينة عدن، ليثير الأمر ضجة في الشارع اليمني انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين سخرية واستهجان، ووصف البعض للحدث بـ"متلازمة ستوكهولم" لدى حكومة هادي.

ومنذ العام 2015، شهدت مدينة عدن الئات من عمليات الاغتيالات، كان أبرز ضحاياها رجال دين ومسؤولين سياسيين وأمنيين وعسكريين محسوبين على حزب الإصلاح وحكومة هادي، فضلًا عن شيوع الاعتقالات التعسفية وعمليات الإخفاء القسري، والتعذيب في السجون السرية التي تشرف عليها قوات موالية لأبوظبي، من بينها قوات الأمن التي يقودها شايع.

وكان شايع بقواته أحد العناصر البارزين في محاولة انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي على حكومة هادي في شهر آب/أغسطس الماضي. كما يأتي التكريم "الحقوقي" متزامنًا مع تجدد عمليات الاغتيال في عدن، فخلال الأيام الماضية، شهدت عدن أكثر من 10 عمليات اغتيال بحق عسكريين ومدنيين.

مطالب بإقالة وزير حقوق الإنسان

وعلى إثر التكريم المثير للجدل، طالب مسؤولون حكوميون، وإعلاميون ونشطاء، بإقالة الوزير محمد عسكر من منصبه، متهمين إياه بـ"العمالة"، معتبرن أن الصمت على هذا التكريم "استهانة بالأرواح التي سفكها شايع"، و"تشويه لصورة حكومة هادي".

واستنكر طالب الرحبي، السكرتير الصحفي السابق لهادي، تكريم شلال شايع المتهم باستغلال منصبه في ارتكاب جرائم بحق سكان عدن. وبسخرية، طالب الرحبي، الذي يشغل الآن منصب مستشار وزير الإعلام؛ بتكريم هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي، والذي وصفه الرحبي بـ"الإرهابي".

وقال الرحبي في تغريدة له: "كنا ننتظر من وزير حقوق الإنسان أن يصدر تقرير عن جرائم شلال شايع ومليشيات الانتقالي، وفتح ملف السجون السرية وغيرها من الجرائم".

فيما اعتبر محمد جميح، سفير اليمن لدى اليونسكو، أن تكريم شايع الذي ورد اسمه في تقرير لجنة الخبراء الأممية، مرتبطًا بجرائم اغتيال في عدن؛ بمثابة "تشويه لسمعة البلاد دوليًا"، متسائلًا: "هل الشرعية التي أقالت شلال، هي الشرعية التي تكرمه؟!".

من جانبه، رد عسكر على جميح، مطالبًا إياه بـ"العودة للقنوات الرسمية للإجابة على تساؤلاته"، قائلًا إنه "يجب الحفاظ على قيم الدولة في أذهان الناس".

فرد جميح على عسكر، بإيضاح أن القضية خرجت للإعلام، مطالبًا إياه بالكشف عن سبب تكريمه و"عدم التستر بالقنوات الرسمية للتهرب من الإجابة".

100 ألف درهم إماراتي ثمنًا للتغطية على الجرائم؟

السياسي اليمني ياسر اليماني، اتهم وزير حقوق الإنسان، محمد عسكر، بتقاضي 100 ألف درهم إماراتي شهريًا من أبوظبي، مقابل التغطية على الانتهاكات التي تمارسها القوات الموالية للإمارات ورجالها، مفسرًا بذلك تكريم شايع.  

فيما لفت رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" اليمنية، فتحي بن لزرق، إلى صمت وزارة حقوق الإنسان عن الانتهاكات التي مورست في عدن على مدار السنوات الماضية، في مقابل تكريمها لأحد المتهمين بارتكاب هذه الانتهاكات.

هذا وأطلق عدد من النشطاء اليمنيين، حملة للتوقيع على بيان جماعي موجه لعبد ربه منصور هادي، يطالب بإقالة محمد عسكر من منصبه وزيرًا لحقوق الإنسان، وإحالته للتحقيق والمحاكمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أئمة وخطباء مساجد عدن.. فرائس اغتيالات مرتزقة الإمارات الممنهجة

سلفيون ومرتزقة وطامعون بالانفصال.. أبرز ميليشيات الإمارات في اليمن