05-يونيو-2020

سيطرت الحكومة الليبية على كامل العاصمة طرابلس (تويتر)

ألترا صوت – فريق التحرير

بعد أكثر من عام من محاولة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا من السيطرة على كامل العاصمة الليبية، وسط إعلان الأمم المتحدة استئنافها محادثات وقف إطلاق النار مع طرفي الصراع الليبي في إطار ما يعرف بلجنة خمسة زائد خمسة التي تضم خمسة مسؤولين عن كل طرف، وذلك بدءًا بعقد اجتماع مع حفتر أولًا.

 تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا من السيطرة على كامل العاصمة الليبية، وسط إعلان الأمم المتحدة استئنافها محادثات وقف إطلاق النار

وأعلنت قوات حكومة الوفاق اعتبارًا من يوم الأربعاء استعادتها السيطرة على مطار طرابلس الدولي جنوبي العاصمة بشكل كامل، بعد عام من سيطرة قوات حفتر عليه، ألحقتها بإعلان استعادة السيطرة على العاصمة طرابلس بالكامل بعد اكتمال السيطرة على منطقتي عين زارة ووادي الربيع جنوبًا وتقدمها داخل قصر بن غشير، برفقة دخولها إلى الحدود الإدارية لمدينة ترهونة جنوب شرق العاصمة، وهي آخر مدينة غربي ليبيا تخضع لسيطرة قوات حفتر.

اقرأ/ي أيضًا: ما سر فبركة الإمارات لحقيقة جلسة البرلمان التونسي بشأن الأزمة الليبية؟

وكانت قوات حفتر قد بدأت هجومًا عنيفًا للسيطرة على العاصمة طرابلس في نيسان/أبريل من العام الماضي، في مقابل حصولها على دعم عسكري وسياسي من أبوظبي، بالإضافة إلى القاهرة، قبل أن تنضم لهما موسكو في وقت لاحق من العام الماضي بإرسالها مقاتلين مرتزقة متعاقدين مع مجموعة فاغنر الروسية، ردت عليها حكومة الوفاق بإطلاق عملية "عاصفة السلام"، وتغيرت موازين القوى العسكرية بعدما قدمت الحكومة التركية دعمًا عسكرية وسياسيًا لحكومة الوفاق في آذار/مارس من العام الجاري، مما ساعدها على استعادة سيطرتها على المناطق التي كانت خارجة عن سيطرتها في محيط العاصمة طرابلس.

ووقعت الحكومة الليبية الشرعية ممثلةً برئيسها فايز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثلاث مذكرات تفاهم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وتضمنت الاتفاقيات الموقعة التفاهم على التعاون الأمني والعسكري، فضلًا عن التعاون في المجال البحري، وصادق البرلمان التركي في وقت لاحق من العام الجاري على مذكرة تفويض بشأن إرسال قوات تركية إلى ليبيا لمواجهة قوات حفتر، مرجعةً ذلك لحماية المصالح التركية ودعم حكومة السراج الشرعية، ووضع حد لمعاناة المدنيين ومنع انتشار الإرهاب.

وتعهد الرئيس التركي خلال لقاء جمعه بالسراج في العاصمة أنقرة الحميس، بزيادة دعم بلاده لحكومة الوفاق لتأمين المكاسب العسكرية التي تحققت في الفترة الأخيرة، إضافةً للقيام بعمليات تنقيب مشتركة عن النفط في البحر المتوسط، قبل دفعة محتملة لعملية وقف إطلاق النار، وذلك بعد ساعات من إعلان حكومة الوفاق سيطرتها على العاصمة طرابلس بشكل كامل.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقب نهاية الاجتماع الذي جمعه مع السراج إن دعم بلاده لحكومة الوفاق "سيستمر على نحو متزايد"، مشددًا على أنه لا يوجد حل لإنهاء الصراع الليبي غير الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة، وتابع مضيفًا أن الهدف من توسيع التعاون بين أنقرة وطرابلس "يشمل عمليات الاستكشاف والتنقيب للاستفادة من الموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط" بما في ذلك الأراضي الليبية، في حين جدد السراج تأكيده على عدم جلوس حكومته مع حفتر على طاولة المفاوضات "لأنه لم يكن شريكًا في أي عملية سياسية ولا أي عملية سلام"، مطالبًا الدول التي تقدم الدعم العسكري واللوجستي لقواته المتمركزة في شرق ليبيا بالتوقف عن ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: تحذيرات أمريكية لموسكو من إقامة معقل لها في ليبيا.. ومخطط لإرسال لواء إلى تونس

وفي تعليقه على استعادة حكومة الوفاق السيطرة على العاصمة طرابلس، أشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في حديث للصحفيين عبر دائرة تلفزيونية إلى أن المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق خلال الأيام الأخيرة قد تؤدي لتحسين فرص التفاوض بين الأطراف المتنازعة، مشيرًا إلى أن المنظمة الأممية سوف "تنتهز الفرصة بغض النظر عن الدوافع الخاصة بالأطراف المعنية" للدفع باتجاه عودة الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات.

الأمم المتحدة: المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق خلال الأيام الأخيرة قد تؤدي لتحسين فرص التفاوض بين الأطراف المتنازعة

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن اتفاق الطرفين الأساسيين في الصراع الليبي على استئناف محادثات وقف إطلاق النار، محذرةً من أن السلاح والمقاتلين الذين سافروا إلى ليبيا يهددون بتصعيد جديد، في إشارة لإرسال أطراف دولية مقاتلين مرتزقة لتحقيق مكاسب ميدانية يمكن استخدامها كورقة ضغط في الحوار الليبي – الليبي الذي انهار منذ ما يزيد عن ستة أعوام تقريبًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

موسكو توسع نفوذها في سوريا.. هل بدأ تفعيل البند التاسع من الاتفاقية مع الأسد؟

الملف الليبي بوصفه عقدة في مجال متوسطي متأزم