23-مايو-2020

تدعي إدارة ترامب أن الانسحاب يجيء بسبب خروقات روسية (TASS)

ألترا صوت – فريق التحرير

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن واشنطن ستنسحب من اتفاقية الأجواء المفتوحة بشكل رسمي خلال ستة أشهر، على الرغم من عدم تأكيد الانسحاب على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أوضح بأن بلاده ستبقى ضمن الاتفافية في حال امتثلت موسكو لها، في الوقت الذي حذرت الخارجية الروسية من أن انسحاب واشنطن سيؤثر على الدول الأوروبية المنضوية ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو).

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن واشنطن ستنسحب من اتفاقية الأجواء المفتوحة بشكل رسمي خلال ستة أشهر، على الرغم من عدم تأكيد الانسحاب على لسان الرئيس الأمريكي 

واشنطن.. الاتفاقية ليست في مصلحتنا

نقلت وسائل إعلام غربية على لسان مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن بعد مراجعتها لاتفاقية الأجواء المفتوحة تبيّن لها أنه "لم يعد من مصلحتها البقاء طرفًا" في المعاهدة، مشيرًا إلى أن الانسحاب سيتم رسميًا في غضون ستة أشهر، لكن ترامب أبقى على احتمال بقاء إدارته ضمن الاتفاقية خلال حديث مع الصحفيين شدد خلاله على أن بلاده ستنسحب من الاتفاقية إلى حين التزام موسكو ببنودها الموقعة.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا لو اندلعت الحرب ضد كوريا الشمالية؟.. سيناريو مُتخيّل لكارثة محتملة

غير أن موسكو نفت على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو الادعاءات التي ساقتها واشنطن بقوله إن بلاده "ترفض أية محاولة لتبرير الخروج من هذه الاتفاقية الجوهرية"، مضيفًا أنه "لا شيء يمنع مواصلة النقاشات حول أمور تقنية"، تصفها واشنطن بأنها "خروقات من قبل روسيا"، ومحذرًا في الوقت عينه من أن أي انسحاب سيؤثر على مصالح كل أطراف المعاهدة في إشارة للدول الأعضاء في حلف الناتو.

وأعرب وزراء خارجية الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاقية عن أسفهم من إعلان واشنطن نيتها الانسحاب من المعاهدة خلال اجتماع عقد الجمعة لمناقشة تداعيات قرار الإدارة الأمريكية الأحادي الجانب على الرغم من "تشاركهم انشغالات (واشنطن) بشأن تنفيذ بنود الاتفاقية من قبل الاتحاد الروسي".

كما أرجع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ الصعوبات التي تواجهها الاتفاقية بشكل مباشر للموقف الروسي، لافتًا إلى أن فرض موسكو القيود على الطيران وتقييد الرحلات الجوية في روسيا قرب حدودها مع جورجيا، كان السبب وراء تقويض الاتفاقية التي تهدف للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة الأوروبية الأطلسية، مشددًا على أن عودة روسيا إلى بنود الاتفاقية "هي أفضل طريقة للحفاظ على فوائدها".

ما هي اتفاقية الأجواء المفتوحة؟

كان الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور قد اقترح إبرام الاتفاقية لأول مرة خلال حقبة الحرب الباردة بين بلاده والاتحاد السوفييتي التي أعقبت الحرب العالمية الثانية في عام 1955، غير أنه لم يتم التوقيع عليها إلا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بموافقة 35 دولة من بينها روسيا في عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ رسميًا في عام 2002.

وتسمح الاتفاقية لجيوش الدول الموقعة عليها بتنفيذ عدد محدد من الرحلات الاستطلاعية ضمن الأجواء الجوية للدول المصادقة عليها بعد وقت قصير من إبلاغها الدولة المعنية بالأمر، وتعطي الاتفاقية المجال للدولة التي تنفذ رحلات استطلاعية بمسح الأراضي تحتها، وجمع المعلومات والصور للمنشآت والأنشطة العسكرية، غير أن واشنطن تشعر بالامتعاض بسبب عدم سماح روسيا لها من إجراء رحلات استطلاعية فوق مناطق تعتقد أن موسكو تنشر فيها أسلحة نووية متوسطة المدى تهدد أوروبا.

البيت الأبيض يناقش إجراء أول تجربة نووية منذ 25 عامًا

سيكون انسحاب واشنطن من اتفاقية الأجواء المفتوحة هو الاتفاق الثالث من مجموع اتفاقيات الحد من انتشار الأسلحة – سواء أكانت نووية أو غير ذلك – التي انسحبت منها إدارة الرئيس ترامب، بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، واتفاقية القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا في عام 2019، فيما لا تزال الشكوك تحوم حول انسحاب واشنطن من اتفاقية نيو ستارت 2010 الموقعة مع موسكو رغم نفي مسؤول أمريكي رغبة بلاده بذلك.

ويأتي إعلان واشنطن انسحابها من الاتفاقية بالتزامن مع نشر صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا ينقل عن مسؤولين حاليين وسابقين لديهم اطلاع على النقاشات الدائرة في المكتب البيضاوي قولهم إن إدارة ترامب ناقشت في اجتماع الأسبوع الماضي إجراء أول اختبار نووي لها منذ عام 1992، مشيرةً إلى أن النقاشات أجريت بحضور مسؤولين كبار يمثلون أكبر أجهزة الأمن القومي، بعد اتهامات الإدارة بأن روسيا والصين تجريان اختبارات نووية ذات قوة تفجيرية منخفضة.

اقرأ/ي أيضًا: انفجار روسيا النووي.. كيف يمكننا معرفة ما حدث؟

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاجتماع لم يصل لأي اتفاق على إجراء تجربة نووية، موضحةً أن الحضور قرروا في نهاية الأمر القيام بإجراءات أخرى ردًا على التهديدات التي تشكلها روسيا والصين وتفادي استئناف التجارب، واعتبر محللون أن أي اختبار تجريه واشنطن من هذا النوع سيحدث تغييرًا مهمًا في سياسة الدفاع الأمريكية قد يؤدي إلى تصعيد كبير في الوضع مع القوى النووية الأخرى.

سيكون انسحاب واشنطن من اتفاقية الأجواء المفتوحة هو الاتفاق الثالث من مجموع اتفاقيات الحد من انتشار الأسلحة – سواء أكانت نووية أو غير ذلك – التي انسحبت منها إدارة الرئيس ترامب

وترى تقارير غربية أن انسحاب واشنطن من اتفاقية الأجواء المفتوحة لا يعني فقط تخليها عن اتفاقية تتعلق بالحد من الأسلحة، بل تعني أيضًا أن إدارة ترامب تتخلص من اتفاقية يعتقد كثير من الخبراء أنها لا تزال تجلب منافع جمة لواشنطن، فضلًا عن أن الانسحاب يأتي في وقت تنهار فيه بالكامل منظومة الحد من التسلح، وتبدأ مرحلة جديدة من التنافس القوي على دور القوة الكبرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 تفاصيل خطة الحكومة الأمريكية السرية للنجاة من نهاية العالم "النووية"

انتشار السلاح النووي يعزز السلام العالمي ولا يقوضه