16-أغسطس-2023
gettyimages

رغم الانقسامات الحزبية، يسعى إمام أوغلو إلى إعادة ترشحه لبلدية إسطنبول (Getty)

كشف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، عن نيته الترشح مجددًا لمنصب رئيس البلدية، في الانتخابات المحلية التي ستعقد العام المقبل. 

وخلال مؤتمر صحفي عقده أكرم إمام أوغلو في إسطنبول، قال: "سأسلك الطريق مرة جديدة من أجل الدفاع عن إسطنبول وخدمتها، التي تعني خدمة تركيا والعالم والبشرية كلها"، ووصف التراجع عن هذا الهدف بـ"الخيانة"، وأضاف "لقد شرعت على مدى 4 أعوام ونصف العام في إنشاء مدينة مزدهرة تعتمد أحدث الابتكارات التكنولوجية في العالم".

أعاد إمام أوغلو التأكيد على ضرورة الفوز بمنصب رئاسة البلدية، قائلًا: "كما قلت مرات عديدة، من يفز في إسطنبول يفز في تركيا"

وأعاد إمام أوغلو التأكيد على ضرورة الفوز بمنصب رئاسة البلدية، قائلًا: "كما قلت مرات عديدة، من يفز في إسطنبول يفز في تركيا أيضًا، النجاح في إسطنبول يأخذ المرء إلى مواقع مهمة للغاية في السياسة الوطنية"، وتابع "أعتزم اليوم الدفاع عن إسطنبول مرة أخرى".

تحالف المعارضة

وشدد إمام أوغلو على ضرورة التحالف خلال الانتخابات المحلية القادمة للفوز ببلدية إسطنبول الكبرى مرة أخرى، قائلًا: "لابد من التركيز على هذه المرحلة، وتحييد الخلافات القائمة بيننا. لابد من العمل سويًا دون تمييز بين الأحزاب لتحقيق هذا النجاح. سأبذل قصارى جهدي لإقامة تحالف إسطنبول".

بودكاست مسموعة

ووضع إمام أوغلو الكرة في ملعب حزب الشعب الجمهوري لإقرار ترشحه مرة أخرى، قائلًا: "أنا رجل أعي جيدًا الإجراءات الحزبية. والتصريحات التي تصدر عن شخصيات مسؤولة في بعض الأحزاب للرأي العام، تعكس مشكلة انضباط كبيرة لذا فإن قولي إنني مرشح الحزب قد يثير مشكلة. لذا لم أقل إنني مرشح الحزب بل قلت إنني انطلقت في طريق الترشح للمنصب".

وبحسب صحيفة زمان التركية، تشير هذه التصريحات إلى احتمال ترشح أكرم إمام أوغلو في الانتخابات البلدية بشكل مستقل.

في المقابل، شدد إمام أوغلو، على ضرورة أن يخرج حزب الشعب الجمهوري وقاعدته من الشعور بخيبة الأمل الذي سادت عقب الهزيمة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، مشيرًا إلى أن الهدف في الانتخابات المحلية المقبلة هو الفوز بأكبر عدد من البلديات، وليس على مستوى الرئاسة وحدها، وإنما على مستوى مجالس البلديات، داعيًا المواطنين إلى "التوحد وحماية إسطنبول" في الانتخابات المحلية القادمة.

وأعرب إمام أوغلو عن اعتقاده بإمكانية إنشاء تحالف حزبي أقوى في انتخابات 2024 مقارنة بعام 2019، قائلًا: إنه "يعرف جيدًا من سيواجه في الانتخابات المقبلة".

getty

يذكر أن الانتخابات البلدية التي جرت عام  2019، وفاز فيها أكرم أوغلو بمنصب رئاسة البلدية على حساب مرشح جبهة العدالة والتنمية الحاكم، كانت ضمن إطار تحالف انتخابي جمع حزب الشعب الجمهوري، وحزب الجيد القومي، بالإضافة لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.

ولم تكشف أحزاب التحالف السابق، عن نيته دعم ترشح إمام أوغلو مرة أخرى في الانتخابات التي ستعقد في آذار/مارس 2024.

الهجوم على حكومة أردوغان

وهاجم إمام أوغلو حكومة أردوغان، متهمًا إياها بأنها "تواصل الحكم على شعبنا بالجوع واليأس، بفرض الضرائب وزيادة الأسعار، بينما تملأ جيوب الأغنياء بأموال الشعب"، مؤكدًا أن "أهم هدف في حياتي السياسية هو مساعدة مواطنينا على التخلص من هذا اليأس"،  مشيرًا إلى أنه خاض هذا "النضال رئيسًا لبلدية إسطنبول 4 أعوام ونصف، وكان هذا أيضًا نضالًا من أجل الديمقراطية".

ويُنظر إلى إمام أوغلو على أنه منافس محتمل على منصب الرئاسة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد خمس سنوات.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تعهد، الإثنين، بإلحاق هزيمة ساحقة جديدة بالمعارضة في الانتخابات المحلية المقبلة، واستعادة حزب العدالة والتنمية، السيطرة على البلديات الكبرى التي فازت بها المعارضة في انتخابات عام 2019.

ولم يوفر إمام أوغلو الفرصة، لتكرير الخطاب المعادي للأجانب، والذي تتبناه المعارضة التركية، حين أشار إلى أن "إسطنبول مدينة تعاني مشكلات كبيرة تم إهمالها لفترة طويلة، فهناك مشكلة سكانية لا تطاق، وهناك على وجه الخصوص تدفق طالبي اللجوء الذي تروج له الحكومة، ويخنق مدينتنا بمختلف أبعادها من المرور والأمن إلى أزمة الإسكان، شعبنا يشكو كثيرًا من هذا الأمر"، وفق قوله.

getty

متاعب إمام أوغلو الحزبية والقضائية 

يذكر أن اسم إمام أوغلو، ارتبط مؤخرًا بالصراعات داخل حزب الشعب الجمهوري، بعد مطالبته العلنية لرئيس الحزب كمال كيليجدار أوغلو بالاستقالة من رئاسة الحزب، بعد هزيمة الأخير في الانتخابات الرئاسية، وضرورة تغيير مجلس قيادة الحزب، بالإضافة للاتهامات بقيادة جناح يسعى للسيطرة على الحزب.

وفي هذا الإطار، تطرق إمام أوغلو، إلى الحملة التي أطلقها للتغيير في حزب الشعب الجمهوري، عقب هزيمة آيار/مايو، قائلًا: "أنا بالضبط أقف حيث أنا، وكما قلت في البيان الذي أدليت به بعد 28 أيار/مايو، أنا في قلب هذه الوظيفة، وما زلت أعتقد أن رئيس الحزب يجب أن يقود عملية التغيير والتحول وخوض عملية من شأنها أن تمكن حزبنا من الوصول إلى المستقبل بحماس.. هيكل حزب سياسي جديد بكادر جديد".

زكي وزكية الصناعي

بالإضافة للمشاكل الحزبية، تلاحق أكرم إمام أوغلو عدة قضايا متعلقة بالفساد وإهانة هيئات رسمية.

ومنتصف حزيران/يونيو الماضي، بدأت محاكمة إمام أوغلو  بتهمة تزوير عقد مالي نهاية عام 2015، حين كان رئيسًا لبلدية بيليك دوزو، وهي إحدى ضواحي إسطنبول.

اسم إمام أوغلو، ارتبط مؤخرًا بالصراعات داخل حزب الشعب الجمهوري، بعد مطالبته العلنية لرئيس الحزب كمال كيليجدار أوغلو بالاستقالة من رئاسة الحزب

وهو متّهم في قضية أخرى، مع 6 أشخاص تتعلق بتزوير عقد، يُعتقد أنه كبد المالية العامة خسائر قدرت بـ250 ألف ليرة تركية (نحو 90 ألف دولار في ذلك الوقت).

كما حكم عليه بالسجن لمدة عامين عام 2022، في القضية المتعلقة بإهانة هيئة رسمية، وفي حال تم تأكيد الحكم من قبل المحكمة الاستئناف، سوف تتم إقالة أكرم أوغلو من منصبه كرئيس للبلدية، وسيمنع من العمل السياسي في تركيا.