أصدرت محكمة تركية في إسطنبول حكمًا بسجن رئيس بلدية إسطنبول والمرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية التركية القادمة أكرم إمام أوغلو لمدة عامين و7 أشهر و15 يومًا، بالإضافة إلى منعه من العمل السياسي وفقًا للمادة 35 من قانون العقوبات التركي الذي يقضي بفرض "حظر على النشاط السياسي للمدانين بأحكام سجن تتجاوز العامين حتى إنفاذ القرار"، بعد إدانته بتهمة إهانة أعضاء اللجنة العليا للانتخابات خلال الانتخابات المحلية التي فاز فيها برئاسة البلدية عام 2019، وكان المدعي العام قد طلب من المحكمة "حبس المتهم مدة 4 سنوات وشهر"، وهي العقوبة القصوى لهذه التهمة.
أصدرت محكمة تركية في إسطنبول حكمًا بسجن رئيس بلدية إسطنبول والمرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية التركية القادمة أكرم إمام أوغلو
وفي حال تأكيد الحكم على إمام أوغلو من قبل المحكمة الاستئنافية، سوف تتم إقالته من منصبه كرئيس للبلدية، وعضويته في حزب الشعب الجمهوري، وسيمنع من العمل السياسي في تركيا.
وقبيل جلسة النطق بالحكم، دعا إمام أوغلو سكان إسطنبول إلى التجمع في ميدان سراج هانة مقابل مبنى بلدية إسطنبول. وبعد صدور الحكم بحقه، قال رئيس بلدية إسطنبول إن "نضالنا سيبدأ الآن، فلا يمكن لحفنة من الناس أن تسلب سلطة منحها الشعب"، وأضاف أمام الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا أمام مقر البلدية، إن "الحكم يمثل مخالفة قانونية عميقة، والتي تثبت أنه لا توجد عدالة في تركيا اليوم"، وتابع أن "الناخبين سيردون في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة".
ومنع العمل السياسي يعني عمليًا إقصاء أكرم أوغلو عن منافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة. وقال محاميه كمال بولات "هذا نهج مؤسف حيال الديمقراطية وسيادة القانون".
أمّا رئيسة الحزب "الجيد" اليميني المتطرف ميرال أكشنار فقد قامت بزيارة لمكتب إمام أوغلو في بلدية إسطنبول، وتم تداول مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيه أكشنار رفقو أوغلو وسط تصفيق الحضور.
من جهته، قطع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلي زيارته لألمانيا عائدًا إلى تركيا، واصفًا الحكم بأنه "انتهاك خطير للقانون والعدالة"، وقال خلال تصريح مُصور "أريد أن يعرف الجميع جيدًا أن الانقلابين في هذا البلد هم من في القصر الآن، والحظر هو لمن في القصر أيضًا! هذه هي الطريقة التي سيتم التعامل بها معهم".
وفي ردود الفعل الخارجية، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إن "وزارة الخارجية الأمريكية منزعجة، ولديها خيبة أمل عميقة من الحكم"، وأضاف أن "هذا الحكم الجائر يتعارض مع احترام حقوق الانسان فيما يتعلق بالحريات الاساسية وسيادة القانون".
بدوره، أعرب مقرر البرلمان الأوروبي بشأن تركيا ناتشو سانشيز أمور، عن عدم تصديقه للحكم "الذي لا يمكن تصوره"، وكتب على تويتر "العدالة في تركيا في حالة كارثية، تستخدم بشكل فاضح لأغراض سياسية، إنه يوم حزين للغاية".
ويحظى إمام أوغلو، بدعم واسع من أحزاب المعارضة التركية على اختلاف أطيافها، ولا سيّما أكبر أحزابها، حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إليه.
وفاز أكرم إمام أوغلو، في الانتخابات المحلية عام 2019 كمرشح لـ"تحالف الأمة" المعارض الذي ضم حزب الشعب الجمهوري، وحزب الخير القومي المتطرف، برئاسة بلدية إسطنبول على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، رئيس الوزراء السابق بن علي يلدرم، في منافسة شابها اتهامات متبادلة بالتزوير.
فاز أكرم إمام أوغلو، في الانتخابات المحلية عام 2019 كمرشح لـ"تحالف الأمة" المعارض
وعلى إثر ذلك، ألغت الحكومة الانتخابات وجرت الإعادة، وعاد وفاز أكرم أوغلو بها بفارق كبير بعد نحو ثلاثة شهور. وبعد بضعة أشهر وصف أكرم إمام أوغلو من قام بإلغاء فوزه في الانتخابات "بالأغبياء".
