07-فبراير-2024
قصف على قطاع غزة

تواصل إسرائيل مجازرها بحق المدنيين في مختلف مناطق قطاع غزة (الأونروا)

تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ124 على وقع تطورات جديدة بشأن ملف اتفاق الهدنة بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي أعلنت، مساء أمس الثلاثاء، أنها سلّمت ردّها حول اتفاق الإطار إلى قطر ومصر بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة ومع فصائل المقاومة.

وقالت الحركة، في بيان، إنها تعاملت مع المقترح: "بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل الأسرى". كما ثمّنت دور قطر ومصر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان على قطاع غزة.

بدوره، أكّد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أن ردّ "حماس" بشأن مقترح الهدنة: "يتضمن ملاحظات وإيجابي في مجمله".

الأونروا: غزة أمام مكرهة صحية خطيرة وتدهور غير مسبوق، وسنرى العديد من الوفيات في الأيام والأسابيع القادمة إذا استمرت الأوضاع بهذه الطريقة

وقال آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في الدوحة، إنه تم تسليم ردّ "حماس" إلى الجانب الإسرائيلي، لافتًا إلى وجود تقدّم في المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة.

من جهته، أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد"، في بيان مقتضب صدر عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال، أنه تلقّى ردّ "حركة حماس" وتتم دراسته بعمق.

وفي أول تعليق له بعد تسلّم رد الحركة على اتفاق الإطار، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن الحرب على قطاع غزة لن تتوقف.

جاء ذلك في تغريدة على منصة "إكس" قال فيها: "نحن في طريق النصر الكامل ولن نتوقف، وهذا الموقف يمثل الأغلبية الساحقة من الشعب (الاسرائيلي)، وهناك الكثير من المعلقين الذين يقولون إن ذلك غير ممكن، لكن من المهم بالنسبة لي أن تعرفوا أنه في متناول اليد".

كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، بأن "إسرائيل": "لن تقبل أي شروط بوقف شامل وتام لإطلاق النار".

تواصل القصف وارتفاع أعداد الضحايا

في غضون ذلك، تواصل "إسرائيل"، لليوم الـ124، مجازرها بحق المدنيين في قطاع غزة الذي تعرّضت مناطق متفرقة منه لقصف همجي، منذ ما بعد منتصف الليلة وحتى صباح اليوم الأربعاء، أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

واستُشهد 4 فلسطينيون، وأُصيب آخرون، فجر اليوم الأربعاء، إثر قصف جوي استهدف منزلًا لعائلة "خفاجة" في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، حيث أُُصيب أيضًا العديد من المواطنين جراء قصف طال منزلًا لعائلة "أبو عكر"، غرب المدينة.

خيام النازحين في حي تل السلطان بمدينة رفح
خيام النازحين في حي تل السلطان بمدينة رفح (الأونروا)

وطال القصف أيضًا منطقة مصبح بمدينة رفح، والمناطق الشرقية منها. كما استهدفت مدفعية الاحتلال وطائراته منازل المدنيين في الحي الغربي الملاصق لمجمع ناصر الطبي وسط مدينة خانيونس، وفي منطقة المعسكر، والمناطق الغربية والجنوبية من المدينة. ونسفت قوات الاحتلال كذلك عدة مبانٍ سكنية في محيط مدرسة حياة التي تؤوي نازحين بخانيونس.

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، التي تعرّضت كذلك لقصف مدفعي استمر عدة ساعات، وأسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 27.585 شهيدًا و66.978 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء.

وقالت الوزارة، في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، أمس السبت، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 12 مجزرة بحق المدنيين في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء و143 مصابًا، مؤكدةً وجود عدد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن الاحتلال يشدّد حصاره على مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس ويستهدف محيطه بشكل مركز، واضعًا حياة 300 كادر طبي و450 جريحًا و10 آلاف نازح في دائرة الخطر المباشر.

وأشار القدرة إلى وجود نقاص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية في المجمع، الذي قال إن المولدات الكهربائية فيه ستتوفق عن العمل خلال 4 أيام نتيجة نقص الوقود. كما لفت إلى أن الطواقم الطبية والجرحى والنازحين في المجمع من دون طعام.

مكرهة صحية وتدهور غير مسبوق

وبينما يتواصل القصف الهمجي على القطاع، فإن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا في ظل ندرة المواد الغذائية نتيجة شح المساعدات، التي تمنع "إسرائيل" إدخال ما يحتاجه القطاع منها، في إطار استخدامها التجويع سلاحًا للانتقام من السكان إلى جانب القتل والتدمير والتهجير.

وقال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بغزة، عدنان أبو حسنة، إن قطاع غزة بات: "أمام مكرهة صحية خطيرة وتدهور غير مسبوق. ومن الواضح أنه إذا استمرت الأوضاع بهذه الطريقة، سنرى العديد من الوفيات في الأيام والأسابيع القادمة".

وأكد أبو حسنة، في حوار مع موقع "أخبار الأمم المتحدة" أمس الثلاثاء، أن ما يُقدّم إلى السكان لا يكفي على الإطلاق: "يبلغ متوسط دخول الشاحنات يوميًا إلى قطاع غزة 85 شاحنة تقريبًا، بينما كان متوسط إدخال الشاحنات 500 شاحنة قبل هذا التصعيد الأخير". وأضاف: "لذلك ما يدخل حتى الآن هو نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية".

وأوضح أنه لم يعد لدى سكان القطاع، على مستوى الأفراد، البنية الصحية لمقاومة الأمراض، لافتًا إلى أن: "هناك مئات الآلاف من المرضى المصابين بالتهابات معوية أو التهابات صدرية أو الأمراض الجلدية – حتى الجرب ينتشر – وأيضًا مرض التهاب السحايا والكبد الوبائي".

أما بشأن المنظومة الصحية، فأشار إلى أنها تتهاوى. كما حذّر في هذا السياق من تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح، التي أكد أنها تعني: "مئات القتلى والجرحى، بل يمكن أن يصل الحال إلى آلاف القتلى؛ تعني دمارًا كبيرًا (...) وتعني عملية تدوير جديدة للنزوح".

المقاومة تكبّد الاحتلال خسائر جديدة

أما على صعيد الوضع الميداني، فلا تزال المعارك مستمرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، التي تكبّدت خسائر جديدة في مختلف محاور القتال بقطاع غزة.

وقالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الثلاثاء، إنها دمّرت جرافتين إسرائيليتين من نوع "D9" بعبوتي شواظ غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وقصفت كذلك، بالاشتراك مع "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حشود قوات الاحتلال في محاور مدينة غزة بقذائف الهاون. كما استهداف دبابتين من نوع ميركافاه بقذائف "الياسين 105" في محور القتال غرب مدينة خانيونس.

وتمكّنت "القسام" من استهداف مجموعة من جنود الاحتلال تحصّنت داخل منزل بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات وأوقعوهم بين قتيل وجريح في منطقة الحاووز غرب مدينة خانيونس. إضافةً إلى دك مركز قيادة عمليات بقذائف الهاون غرب حي تل الهوا في مدينة غزة.

واستهدفت كذلك ناقلتي جند إسرائيليتين بقذائف "الياسين 105" في منطقة الجوازات غرب مدينة غزة. كما تمكّنت من قنص ضابط وجندي إسرائيليين بمنطقة الجامعات غرب المدينة.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال، الثلاثاء، مقتل نائب قد كتيبة خلال معركة شمال قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه المُعلن عنهم رسميًا إلى 563 منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بينهم 226 ضابطًا وجنديًا قُتلوا منذ انطلاق العملية البرية في السابع والعشرين من الشهر نفسه. أما عدد المصابين، فقد بلغ 2.828 ضابطًا وجنديًا، من بينهم 1.304 منذ بدء العملية البرية.