04-أبريل-2017

مخيم دانكيرك للاجئين شمال فرنسا (أ.ف.ب)

ثلاثة أسابيع تفصلنا عن الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي تعتبر الأكثر إشكالية في تاريخ الجمهورية الخامسة، لكثرة ما قيل عنها وفيها، وما شغل عقل الكثيرين حول كيفية سير هذه العملية الانتخابية. وبالرغم من أن لا شأن لهم لا من قريب ولا من بعيد بها، حسب البعض، إلا أن اللاجئين السوريين في فرنسا يعيشون حالة ترقب وانتظار لنتائج انتخابات، تختلف آراؤهم حولها؛ تلك الآراء التي بنوها على ما سمعوه وما عرفوه مؤخرًا.

يعيش اللاجئون السوريون في فرنسا حالة ترقب وانتظار لنتائج انتخابات تختلف آراؤهم حولها ويخافون انعكاساتها

وبعد اطلاع أغلبهم على برامج المرشحين الخمسة انقسمت الآراء بين عارف ومطلع، غير آبه ومهتم، وبين متخوف ومتفائل. حيث تعتبر هذه المرة الأولى، في نظر الأغلبية، التي يشهدون بها انتخابات رئاسية.

اقرأ/ي أيضًا: ما الذي يجري في الانتخابات الفرنسية؟

يقول محمد، وهو طالب جامعي في جامعة ليون: "لا شك أنها المرة الأولى التي أشعر فيها بمثل هذه الأجواء، نقاشات سياسية حول شخص الرئيس وأخرى للتكهن والانتظار، بعدما كانت الانتخابات في بلادنا محسومة حتى قبل الانتخابات نفسها وكانت النتيجة معروفة. أما اليوم فأنا أرصد ردود أفعال أصدقائي الفرنسيين المختلفة وانقساماتهم حول المرشحين الخمسة، فيبدو لي شيئًا جيدًا أن تكون بصدد اختيار رئيس لبلادك كما أنه قرار مسؤول".

أما الدكتور أيهم، وبعد اطلاعه على برامج المرشحين الخمسة، يقول لـ"ألترا صوت": "في الحقيقة أنا أميل أكثر لبرنامج وشخصية المرشح الأقل حظًا بنوا أمون، وبدأت أتابع صفحته على فيسبوك، صحيح أنه لا ناقة لنا ولا جمل في تلك الانتخابات إلا أنه من المؤكد أن فوز اليمين المتطرف سيؤثر سلبًا على حياتنا".

ويضيف: "كما اطلعت على برنامج مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف. في الحقيقة هو مقلق، والأكثر قلقًا علاقتها القوية مع الروس. لا أريد الخوض في تحليلات سياسية ولكن في إطار بحثنا عن مكان آمن في هذا العالم، نكتشف بأن كل الأمكنة مهددة وخطرة".

هذا وتشير استطلاعات الرأي مؤخرًا إلى تقدم المرشح الوسطي ورئيس حزب "إلى الأمام" مانويل ماكرون على منافسته مارين لوبان، بفارق ضئيل بينمايقبع ممثلو اليسار في آخر ترتيب نتائج الاستطلاع بعد حصولهم على نسب هزيلة.

تلك النتائج التي تقول عنها مريم إنها مفاجئة في الحقيقة بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية. وتوضح رأيها: "كنا نظن أن العالم سيغير رأيه بالأحزاب الشعبوية بعد مجموعة قرارات ترامب إلا أن حصول مارين لوبان على كل تلك الأصوات في نتائج الاستطلاع هو مؤشر محبط لنا كلاجئين في فرنسا. لا أستطيع أن أتوقع النتائج، ففي كل مرة أحاول فيها أن أعرف بماذا يفكر أصدقائي الفرنسيون، أحصل على أجوبة متباينة، لا يحظى اليمين في مدينة نانت بشعبية كبيرة لذا من الصعب عليّ أن ألمس مدى حظوظ لوبان في تلك الانتخابات".

في المناظرة بين المرشحين للانتخابات القادمة، أعرب كل من بنوا أمون وجان لوك ميلانشون عن دعم جهود استقبال ورعاية اللاجئين في فرنسا

في المناظرة التي جرت مؤخرًا بين المرشحين الخمسة وبالذات بما يتعلق بموضوع اللاجئين، أعرب كل من المرشحين بنوا أمون وجان لوك ميلانشون عن دعم جهود استقبال ورعاية اللاجئين، الذين يفرون من حرب بلادهم. حيث قال ميلانشون إن "الموضوع لا علاقة له بالحدود، أوروبا مليئة باليونانيين والإسبان الذين تعاني بلادهم من إجراءات التقشف. لنضع أنفسنا مكان هؤلاء اللاجئين".

اقرأ/ي أيضًا: تصريحات ماكرون تفتح جرح الماضي بين فرنسا والجزائر

ويبدو برنامج مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون هو الأكثر قبولًا بين مختلف السوريين الذين عبروا عن إعجابهم وارتياحهم لما يقوله.

في هذا السياق، يقول أبو محمد: "لم أكن أعرف أيًا من المرشحين الخمسة، تابعت المناظرة الفائتة ولفت نظري مرشحو اليسار فيما يخص اللاجئين، ومن المؤسف بأنني عرفت لاحقًا أنهم الأقل حظًا. يقول جاري الفرنسي إنه إذا فازت لوبان ستكون الأمور أصعب، لكني كلاجئ سوري في فرنسا أرى أنه لم يعد هناك أصعب من الذي مررنا به".

ويستدرك: "أنتظر إجراءات لم شمل عائلتي من الأردن، أتمنى أن لا تؤثر نتائج الانتخابات على مجيئهم، قد تبدو مجرد مخاوف لا معنى لها، إلا أن العالم يزداد تشاؤمًا يومًا بعد يوم".

اقرأ/ي أيضًا:

كيف ينظر المرشحون لرئاسة فرنسا إلى أوروبا؟

السباق نحو الإليزيه.. انشقاقات وفضائح فساد وشعبوية