ألترا صوت - فريق التحرير
تعرف العالم على السجائر الإلكترونية في العام 2006، ومنذ ذلك الحين وهذه الظاهرة تثير الكثير من الجدل حول جدواها وآثارها الإيجابية أو السلبية، وما إذا كانت بالفعل تساعد الناس على ترك التدخين التقليدي أم لا، وكذلك عن آثارها في إغراء الآخرين من الصغار خصيصًا بالسجائر التقليدية وتجربتها ما يؤدي بهم إلى الإدمان على النيكوتين.
وجدت دراسة حديثة أن السجائر الإلكترونية وإن كانت أقل ضررًا من السجائر العادية، إلا أنها قد تغري المراهقين بتجربة السجائر العادية
لكن، ووفقًا للتقرير العلمي الأكثر شمولًا حتى الآن في هذا الشأن، والذي أعدته مؤسسة "National Academies of Sciences"، بطلب من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، فإن الإجابة أتت غير قاطعة.
اقرأ/ي أيضًا: مجتمع السجائر الإلكترونية في مصر.. مُبخّرون لا مدخنون
وفقًا للتقرير، فالسجائر الإلكترونية أقل ضررًا على الصحة من السجائر العادية التقليدية، وهنالك بعض المؤشرات التي ترى أن هذه السجائر قد تساعد البالغين على الإقلاع عن حرق التبغ. لكن في المقابل، هنالك أدلة تشير إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يكون سببًا في إغراء الأطفال والمراهقين بالتدخين. كما وجدت الدراسات أن هذه الفئة تنتقل عادة من استخدام السجائر الإلكترونية، إلى تدخين السجائر التقليدية بعد فترة من الزمن.
غير أن هذه الدراسة المطولة، لم تقدم أدلة قاطعة على الكيفية التي ستغير فيها عادات تدخين السجائر الإلكترونية من صحة الفئات العمرية الأقل، لكن مجرد احتمال انتقالهم إلى التدخين التقليدي، يثير الكثير من المخاوف.
وقد واجه مختصو الصحة العامة وضعًا محيرًا، لأنهم في الوقت الذي يجدون فيه أن السجائر الإلكترونية قد ساعدت على تقليل أعداد البالغين الذين يستهلكون السجائر التقليدية، في بعض الظروف على الأقل، إلا أن صحة الفئات العمرية الأقل من حولهم من الأطفال والمراهقين، قد تكون مهددة بسبب عادات التدخين التي قد تتطور لديهم.
فالنتيجة الواضحة تقريبًا في نظرهم، هي أن بعض البالغين سيتركون التدخين، بينما سيتضرر بعض الأطفال والمراهقين لأن احتمالية أن يبدؤوا بالتدخين ستكون أعلى.
هل السجائر الإلكترونية آمنة؟
لا شك أن السجائر الإلكترونية في حد ذاتها، وبمكوناتها، أقل ضررًا من السجائر التقليدية، حسب رأي ديفيد إيتون، العميد ونائب رئيس كلية الدراسات العليا بجامعة واشنطن في سياتل، ورئيس اللجنة المسؤولة عن التقرير.
ولا بد أن نتذكر أننا هنا نقارن بين السجائر الإلكترونية والسجائر العادية، فكلاهما سجائر، والأمر أشبه بعقد مقارنة بين القفز من علوّ 50 مترًا والقفز من علو 10 أمتار، مع أنه يجب أن نسأل هنا عن السبب الذي يجعلك تخاطر بالقفز أساسًا!
وبالنسبة لأولئك الذين يحاولن التخلص من الإدمان على التدخين، فإن الإجابة واضحة بلا شك، فإن كنت غير قادر على التخلص من القفز فعلًا، فإن القفز من علو 10 أمتار أسلم بطبيعة الحال، وهكذا فإن التحول إلى السيجارة الإلكترونية أفضل بالتأكيد من الاستمرار بالتدخين التقليدي.
السيجارة الإلكترونيةقد تكون أقل خطورة من تدخين التبغ، لكن السلامة المطلقة للسيجارة الإلكترونية ليست قطعية حتى الآن
فالسيجارة الإلكترونية ستقلل من خطورة الإصابة بالسرطان (هذا مع التأكيد على أن السلامة المطلقة للسيجارة الإلكترونية ليست قطعية حتى الآن)، كما أنها تقلل الأذى الذي يصل إلى الناس من حولك أثناء تدخينها. في المقابل، فإن هنالك أدلة قوية تشير على أن استخدام السجائر الإلكترونية يزيد من فرصة استهلاك سجائر التبغ التقليدية بين الشباب والمراهقين.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف انتعشت شركات التبغ الأمريكية في مناطق النزاعات؟
فرنسا تحارب ولع شعبها بالتدخين.. فهل تنجح في ذلك؟