24-أبريل-2020

ما زالت الحريات الصحفية في الوطن العربي محل تساؤلات كبيرة (تويتر)

نشرت منظّمة "مراسلون بلا حدود" تصنيفها العالمي لمقياس حرية الصحافة، وفيه حافظت الدول الإسكندنافيّة على الريادة، كأفضل الدول على صعيد الديمقراطيّة وحرّية التعبير في العالم، بينما توزّعت الدول العربيّة بين المستويات الثلاثة الأخيرة، "البرتقالي والأحمر والأسود"، فتصدّرت تونس البلدان العربيّة في التصنيف العالمي لحرّية الصحافة، وجاورتها في المنطقة البرتقاليّة، لبنان والكويت، فيما تمركزت سبعُ دول في المنطقة الحمراء، بينما  احتلّت عشر دول عربيّة مكانها في المنطقة السوداء، والتي تمثّل أسوأ تصنيف لمقياس حرّية الصحافة الذي شمل 180 دولة حول العالم، ونحكي هنا عن دول مثل البحرين والسعودية وسوريا ومصر والعراق وليبيا واليمن.

 استعرض التقرير ممارسات السعودية في حقّ الصحفيين، والتي وضعتها في المرتبة 170 عالميًا، ونوّه إلى أنّهم يخضعون لمراقبة مشدّدة سواء كانوا داخل المملكة أو خارجها، مستشهدًا بواقعة اغتيال جمال خاشقجي

تحت أهوال الحرب

ونوّه التقرير إلى صعوبة العمل الصحفي في البلدان العربية، لا سيّما مناطق الصراع العسكري فيها. ففي سوريا على سبيل المثال، ورغم توقّف العمليات العسكرية بشكل نسبي، إلا أن مهنة الصحافة تمثّل خطرًا دائمًا على الصحفيين والإعلاميين، فهم معرّضون للقتل نتيجة للقصف الذي تتعرّض له مواقع المعارضة، زد على ذلك حوادث الخطف المتكرّرة التي تعرّض لها الكثير من الصحافيين، ويتزامن ذلك مع سيطرة مطلقة على الوسائل الإعلامية في مناطق النظام، فالصحافة الحرّة منعدمة هناك وفقًا لوصف المنظّمة، وتكتفي وسائل الإعلام بنقل ما تنشره الوسائل الحكوميّة، أي لا صوت يعلو على الخطاب الرسمي. وتشير معلومات المنظّمة إلى وفاة مئات الصحفيين في سوريا تحت التعذيب، كلّ ذلك أدى لاستمرار موقع سوريا في المنطقة السوداء فيما يخصّ حرّية الصحافة، فنالت الترتيب 174 في العالم من أصل 180 دولة.

اقرأ/ي أيضًا: استهداف ناشطي "السوشال ميديا" في لبنان.. الأخ الأكبر يراقبك!

دائرة القمع في اتّساع

كذلك استعرض التقرير ممارسات السعودية في حقّ الصحفيين، والتي وضعتها في المرتبة 170 عالميًا، ونوّه إلى أنّهم يخضعون لمراقبة مشدّدة سواء كانوا داخل المملكة أو خارجها، مستشهدًا بواقعة اغتيال جمال خاشقجي في إسطنبول، مفيدًا أن موجة القمع بحقّ الصحفيين واعتقالهم تضاعفت ثلاث مرّات، كما يتعرّض المعتقلون منهم للتعذيب بشكل منهجيّ  حسب التقرير، الذي ذكر أنّه بات يُتهم بالخيانة كل من ينتقد دور المملكة في الحرب على اليمن، أو يدعو إلى التقارب مع قطر، أو يعارض تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولم يغفل التقرير أشكال المضايقات التي تلقّاها حتّى المحايدون في المملكة من قبل ما يُعرف بالذباب الالكتروني، ونوّه التقرير إلى اعتماد المملكة على تقنيات تجسس متطوّرة من أجل ملاحقة الصحفيين في المنفى وتعقّب تحرّكاتهم، واستشهد فيما يخصّ التجسس على الشخصيات المؤثّرة بقضيّة اختراق الجهاز المحمول لجيف بيزوس.

أكبر سجنٍ للصحفيين

 وصف التقرير الصادر عن منظّمة مراسلون بلا حدود مصر كأحد "أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين"،  مبينًا توالي حملات الاعتقال على نحو مستمر، فبعض الصحفيين يقضون سنوات في الحبس الاحتياطي دون أية تهمة، أو حتى المثول أمام محكمة وفق التقرير، بينما يُحكم على آخرين بالسجن لمدد طويلة تصل إلى المؤبد في إطار محاكمات جائرة حسب وصف المنظّمة، والتي نوّهت أنّه منذ  تسلم عبد الفتاح السيسي زمام السلطة، أصبحت مُعظم وسائل الإعلام في البلاد تعزف على نغمة السيسي، فعمدت الحكومة إلى شراء أكبر المؤسسات الإعلامية، وأضحى النظام يتحكم في المشهد الإعلامي المصري بالكامل، إلى درجة فرض رقابة تامة في البلاد.

 وصف التقرير الصادر عن منظّمة مراسلون بلا حدود مصر كأحد "أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين"،  مبينًا توالي حملات الاعتقال على نحو مستمر

ونستعرض هنا ترتيب الدول العربيّة في التصنيف العالمي لحريّة الصحافة، تبعًا للتصنيف الذي نشرته منظّمة مراسلون بلا حدود عام 2020:

  • 1- موريتانيا، 97 عالميًا.
  • 2- لبنان، 102 عالميًا.
  • 3- الكويت، 109 عالميًا.
  • 4- الأردن، 128 عالميًا.
  • 5- قطر، 129 عالميًا.
  • 6- الإمارات، 131 عالميًا.
  • 7- المغرب، 133 عالميًا.
  • 8- عُمان، 135 عالميًا.
  • 9- فلسطين، 137 عالميًا.
  • 10- الجزائر، 146 عالميًا.
  • 11- السودان، 159 عالميًا.
  • 12- العراق، 162 عالميًا.
  • 13- الصومال، 163 عالميًا.
  • 14- ليبيا، 164 عالميًا.
  • 15- مصر، 166 عالميًا.
  • 16- اليمن، 167 عالميًا.
  • 17- البحرين، 169 عالميًا.
  • 18- السعوديّة، 170 عالميًا.
  • 19- سوريا، 174 عالميًا.