06-فبراير-2017

يعد فيسبوك أحد مصادر الأخبار الهامة للمستخدمين (Getty)

لا يكاد يمر يوم دون مادة صحافية سلبية أو نقدية عن "فيسبوك"، موقع التواصل الاجتماعي الذي يجذب إليه قرَّاء ومعلني الصحف. من بين الموضوعات التي تم تناولها بشكل نقدي، مؤخرًا، خلاصات الأخبار على فيسبوك، بالتحديد ما يأتي تحت تصنيف "الموضوعات الشائعة (trending topics)" أو المفضلة. يُجادَل أن العملية التي تصاغ وفقًا لها هذه الموضوعات تضيق وتحد من الأجندة الإخبارية لمستخدمي الموقع عبر نصحهم، أو إخبارهم، بما يجب عليهم قراءته. وفقًا لدراسة أعدها مركز بيو للأبحاث، في أيار/مايو الماضي، فإن 66% من مستخدمي فيسبوك يحصلون على الأخبار، حول كافة مناحي الحياة، من خلال الموقع.

وفق دراسة لمركز بيو للأبحاث فإن 66% من مستخدمي فيسبوك يحصلون على الأخبار من خلال الموقع

تُبَلوَر هذه الخيارات عن طريق خوارزميات يمكنها رصد اهتمامات المستخدمين، ومن ثمَّ تزويدهم بما يعتقد أنهم يرغبون في قراءته، واستبعاد المواد التي يفترض أنهم لا يرغبون في الاطلاع عليها. وكما لاحظ أحد الكتَّاب، "الأخبار على فيسبوك هي ما يقول فيسبوك إنها الأخبار". لطالما كان هناك جدل حول السيطرة والتحكم في وسائل الإعلام بكافة أنواعها، الصحف والتلفزيون والراديو والإنترنت، ومَن يحدد ما ينشر، والأهم من ذلك، ما لا ينشر. بالتالي، هل هناك حاجة حقيقية للقلق من فيسبوك على وجه الخصوص؟. كما لاحظت كاتبة أخرى، لقد قام مستخدمو فيسبوك "عن طيب خاطر، بالإفصاح عن قدر هائل من معلوماتهم الشخصية"، التي مكنت الموقع من "بيع إعلانات تستهدفهم بحسب هذه المعلومات".

اقرأ/ي أيضًا: ترامب في "دير شبيغل".. داعشي يذبح الحريات

على النقيض من ذلك، حتى المواقع الصحافية الأكثر تقدمًا ونجاحًا غير قادرة على القيام بشيء مماثل. لا تستطيع هذه المواقع منافسة تلك الطريقة المتطورة في استهداف المستخدمين بحسب ما تمليه بياناتهم الشخصية واهتماماتهم. من هنا تأتي صعوبة توفير ما يكفي من العائدات الإعلانية لتمويل الصحافة. إن زيادة هيمنة فيسبوك على سوق الإعلان تسهم في تسريح الصحافيين، الذين ينتجون، أصلًا، الأخبار التي ينقلها لمستخدميه. ولا يقف الاستنتاج المنطقي لهذه العملية عند تدمير وسائل الإعلام القديمة أو التقليدية أو الرئيسة، لكنه يمتد إلى نهاية الصحافة كما نعرفها. وليس هذا فحسب. يمكن لـ "فسبكة" الأخبار زعزعة استقرار الديمقراطية، عبر: أولًا، السيطرة والتحكم فيما نقرأ من خلال الخوارزميات؛ ثانيًا، تدمير المنافذ الصحافية التي تصنع وتضخ هذه المواد الإخبارية من خلال أخذ الإعلانات منها.

يشكل فيسبوك منافسًا حيًا للصحف التقليدية لما يمثله من مصدر للأخبار

عبر فيسبوك، تم استبدال المحررين البشر، الذين هم من لحم ودم، عن طريق خوارزميات، "روبوتات"، من صنع الإنسان، ، وشجّع الاشتباك السطحي مع الأخبار عبر الـ like والـ share، والاكتفاء بقراءة العناوين. "من المرجح أن حماية الصحافة ليست من أولويات فيسبوك، حيث السلطة في يد المهندسين والحل دائمًا تكنولوجي الطابع"، تقول كاتبة صحافية. وبالتأكيد، يمثِّل فيسبوك حالة نجاح تجاري حقِّقت إلى حد ما في سوق مفتوحة وتنافسية. لكن الصحافة أكثر من مجرد "بيزنس"، لما تمتلكه من أهداف اجتماعية بالغة الأهمية في هذه الحقبة من عدم الاستقرار والسياسات الانعزالية، ولا شك أن مراقبة السلطة والثروة تكتسب اليوم أهمية أكثر من أي وقت مضى.

ترجمة بتصرف. لقراءة المقال الأصلي انقر هنا.

اقرأ/ي أيضًا:

"بريتبارت نيوز".. ترامب صحافيًا

هل يقود الأردن تنسيق الاتصالات الأمريكية السورية؟