21-سبتمبر-2019

خرج آلاف المصريين للمطالبة بإسقاط نظام السيسي (رويترز)

 إلى نيويورك طار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المزعم عقدها خلال أيام، بينما كانت صورة المظاهرات في الشارع، تعود بعد غياب دام لأكثر من خمسة سنوات إلى المدن المصرية. مئات وربما آلاف استجابوا بشكل عشوائي لدعوة الفنان والمقاول المصري محمد علي، للتظاهر يوم الجمعة للمطالبة بعزل السيسي من منصبه بعد توجيه "علي" للسيسي اتهامات متعلقة بالفساد لشخصه وعائلته وجنرالات مقربين منه. حتى بدا أن السيسي الذي عدل الدستور المصري منذ عدة أشهر للبقاء في الحكم حتى عام 2030، يواجه أولى الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه من سنوات.

الآلاف في القاهرة وفي ميدان التحرير ومحافظات أخرى، سيدات وشباب ورجال من مختلف الأعمار، في مظاهرات اتسمت وفقًا لشهود عيان بالعشوائية وعدم الترتيب من أفراد أغلبهم غير مسيسن أو منتمين لتيارات سياسية

ميدان التحرير

الآلاف في القاهرة وفي ميدان التحرير ومحافظات أخرى، سيدات وشباب ورجال من مختلف الأعمار، في مظاهرات اتسمت وفقًا لشهود عيان بالعشوائية وعدم الترتيب من أفراد أغلبهم غير مسيسن أو منتمين لتيارات سياسية بعينها، وهتافات قديمة قالها المصريون لمبارك وعادت اليوم ضد السيسي، من بينها "ارحل يا سيسي ويسقط حكم العسكر، وهو يمشي مش هنمشي".

اقرأ/ي أيضًا: مصر تترقب..

 لكن القاهرة لم تكن وحدها من شهدت خروج المحتجين، حيث استجابت  محافظات أخرى لدعوة التظاهر، بينما كان أغلب قوات الأمن في العاصمة من الأمن العام لا من قوات الشغب. وفي محافظات أخرى قال شهود إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتشدين.

ووفقًا لما رصدته وكالات أنباء عالمية وشهود عيان، فإن العشرات من المتظاهرين دخلوا إلى ميدان التحرير، عن طريق ميدان عبدالمنعم رياض القريب،  فيما حاولت الشرطة في البداية منع دخول المتظاهرين بغلق المقاهي في محيط الميدان، لكن أعدادهم ارتفعت عقب انتهاء مباراة كرة القدم بين "الأهلي والزمالك"، ورصدت مقاطع مصورة بعض التجمعات في محيط الميدان، واحتشد مئات المتظاهرين أعلى كوبري 6 أكتوبر، وتركز تواجد بعضهم في المنطقة الواقعة بين ميدان التحرير و نادي الجزيرة.

وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المتظاهرين في محيط ميدان التحرير وبعض المحافظات، بعد كر وفر بينهم وبين الشرطة استخدمت فيه الأخيرة العصي. ورصد المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، شكاوى وبلاغات لتعرض بعض المواطنين للاختفاء والاحتجاز في القاهرة، كما تم اعتقال عدد آخر من المدن والمحافظات خارج القاهرة من بينها الإسكندرية ودمنهور ودمياط والمحلة، ورصد المركز 64 حالة تلقى بلاغات بها.

القاهرة والمحلة ودمياط كانت الأكثر كثافة بمئات المتظاهرين، وفي دمياط كان المشهد الأبرز في المظاهرات تمزيق صورة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفقًا للقطات مصورة من مصادر متعددة. كما انتشر فيديو يظهر ضابط يعد المتظاهرين بأنهم لن يقبضوا على أحد، بينما تجمع المحتجون في بعض شوارع المحلة للهتاف ضد السيسي ومطالبته بالرحيل.

وفي ميدان الأربعين بالسويس، حيث كان أول شهداء ثورة كانون الثاني/يناير 2011، تجمع العشرات وفقًا لشهود عيان، وهتفوا للمطالبة برحيل السيسي وتكرر الأمر في الإسكندرية في منطقة القائد إبراهيم وبعض المناطق في محافظة الجيزة، وفي مدينة المنصورة محافظة الدقهلية، ومرسى مطروح ومدن أخرى.

عقب المظاهرات

عقب المظاهرات تصاعد هاشتاغ #ميدان_التحرير ليكون ضمن الأكثر تداولًا على المستوى العالمي. وفي ساعات قليلة كانت نحو مليون و200 ألف تغريده قد استخدمت الوسم. وخرج محمد علي صاحب دعوة التظاهر في فيديو عقب التظاهرات دعا فيه وزير الدفاع الفريق محمد زكي إلى الوقوف إلى جانب الشعب، لحقن الدماء، مطالبًا الوزير بإصدار أمر بالقبض على الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتابع على: "إذا لم يتم القبض على السيسي فسوف أعود إلى مصر يوم الجمعة المقبل، ووقتها سيحميني المصريون". واستجابة لدعوة "علي"، تصاعدت في مصر دعوات للجيش بالانحياز للجماهير عبر هاشتاغ #ندعو_الجيش_بلاش_دم_تاني .

السيسي إلى "شركائه الدوليين" ومنظمات تطالب بتدخلهم

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين، وكان من المتوقع أن يسافر الرئيس السبت بدلًا من الجمعة. ولم يصدر بيان توضيحي لسبب السفر مبكرًا، غير أن أنصار الرئيس تنتابهم حالة من الحزن والفزع، حيث ظهرت إحدى مؤيدات الرئيس المصري وهي في محيط مظاهرة وتصرخ مطالبة الشرطة والجيش بالتدخل ضد المتظاهرين، وانتشر الفيديو على نطاق واسع.

وفي أول تعليق لها على الأحداث، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان لها أمس، السلطات المصرية، بحماية حق الاحتجاج السلمي للشعب المصري، والإفراج الفوري عن المعتقلين، كما طالبت المنظمة من أسمتهم بـ"شركاء مصر الدوليين"، والأمين العام للأمم المتحدة، لدعوة الحكومة المصرية إلى احترام حقوق الشعب في حرية التعبير والتجمع.

اقرأ/ي أيضًا: بواقعية وحذر.. هكذا تفاعل المصريون مع دعوات التظاهر ضد السيسي

وورد في البيان أن تقارير إعلامية، ومقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة، في عدة ميادين في مدن مصرية، من بينها ميدان التحرير في القاهرة استجابة لدعوة محمد على، الذي نشر على مدى الأسبوعين الماضيين مزاعم بالفساد داخل الجيش تتضمن السيسي نفسه. وتابع البيان: "طاردت قوات الأمن بعض المتظاهرين وألقت القبض على بعضهم، وتستخدم الأجهزة الأمنية للرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا القوة الوحشية لسحق الاحتجاجات السلمية".

في أول تعليق لها على الأحداث، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان لها، السلطات المصرية، بحماية حق الاحتجاج السلمي للشعب المصري، والإفراج الفوري عن المعتقلين

وأعلنت بعض الشخصيات العامة تأييدها للمظاهرات التي انتشرت في بعض المناطق في مصر من بينهم الكاتب علاء الأسواني،  حيث غرد قائلًا إن "هذه لحظة فريدة من نوعها في تاريخ مصر.. إن الثورات قد تتعطل أو تتعثر لكنها أبدًا لا تموت. انكسر حاجز الخوف الذي صنعته ماكينة القمع الجبارة . عاد المصريون الى الميادين يا سيسي فأين تهديداتك؟ المجد للشهداء والحرية للمعتقلين . عاش شعبنا العظيم وكل التقدير للزعيم الشعبي محمد على، والدكتور عصام حجي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

#كفاية_بقى_ياسيسي يتصدر عالميًا.. ودعوة لمظاهرات لساعة واحدة فقط!

هل يرحل السيسي اليوم؟