26-يونيو-2018

انعكس استخفاف الاتحاد المصري لكرة القدم على أداء المنتخب في مونديال روسيا 2018 (EFA)

بعد غياب عن المونديال دام 28 عامًا، وتحديداً منذ مونديال إيطاليا 1990؛ نجح منتخب مصر في الفوز على الكونغو 2-1 في ستاد برج العرب بالإسكندرية، أمام أكثر من 80 ألف متفرج، بعد أن سجل لهم نجمهم الأول محمد صلاح، هدفًا حاسمًا في الثواني الأخيرة. 

تعامل الاتحاد المصري لكرة القدم مع تأهل المنتخب لكأس العالم، بخفة كبيرة وسوء احترافية

انتظر الشعب المصري هذا التأهل طويلاً، الجيل الذهبي الذي لعب في العقد الأول من الألفية، بقيادة محمد أبو تريكة وميدو وأحمد حسن وغيرهم، والذي توّج بكأس الأمم الأفريقية ثلاثة مرات متتالية؛ فشل في بلوغ المونديال. وقد استبشر المصريون خيرًا بالمنتخب الحالي، خاصةً في ظل ضمه لمجموعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا وفي مقدمتهم نجم ليفربول وهدّاف وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لهذا العام، محمد صلاح، إضافة إلى أحمد حجازي ورمضان صبحي ومحمود تريزيغيه ومحمد النني وغيرهم.

اقرأ/ي أيضًا: منتخبٌ لازمه الشقاء.. خسارة صادمة لمصر في كأس العالم

لكن الاتحاد المصري لكرة القدم، أظهر منذ اللحظة الأولى للتأهل، خفة كبيرة وسوء احترافية مع الحدث المنتظر منذ 1990. ومن أولى مظاهر هذا التخبط، ما حدث في نيسان/ أبريل الماضي، عندما وُضع ملصق كبير لمحمد صلاح على الطائرة المخصصة لمنتخب مصر في رحلته المونديالية. 

هذه الصورة أشعلت خلافًا بين الشركة المالكة للحقوق الحصرية لاستخدام صور صلاح، شركة فودافون، وبين الشركة الراعية للمنتخب، شركة المصرية للاتصالات (WE) المملوكة للحكومة، ليوقع الاتحاد المصري نفسه في مأزق كبير، قبل أن يضطر أخيرًا إلى إزالة صورة صلاح عن الطائرة، بعد ضغوط كبيرة، وتهديد من جانب مدير أعمال صلاح بالاحتكام للفيفا، ودعم غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي لمحمد صلاح. أظهر ذلك الموقف كيف أن الاتحاد المصري لكرة القدم يتعامل باستخفاف تام مع حدث يحتاج إلى الاحترافية في التعامل.

وقبل أيام قليلة انتشر خبر جذب اهتمام الصحافة العربية والغربية على حد سواء، كان بطله محمد صلاح أيضًا، حيث قيل إن نجم ليفربول يُلوّح باعتزال اللعب الدولي للمنتخب المصري، وهو لا يزال في الـ26 من عمره، وذلك على خلفية ما تردد عن استغلال المنتخب المصري لنجمله الدولي في أغراض سياسية بالشيشان، من خلال حضور فعاليات نظمها الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، والتقاط صور معه، وهو الرئيس المتهم لدى الغرب بارتكاب ممارسات قمعية عنيفة بحق المعارضة.

الصحف الغربية وخاصة الإنجليزية منها، انتقدت محمد صلاح، فاعتبرت صحيفة التيليغراف، أنه "كان عليه أن يتحلى بالحكمة، وألا يقع في موقف مشابه"، وأشارت إلى أن الرئيس الشيشياني "استغل وجود صلاح في الشيشان لأسباب دعائية".

استغل الاتحاد المصري لكرة القدم محمد صلاح أسوأ استغلال، وعمل على تدمير نجوميته بشكل ممنهج

بدورها رأت صحيفة الإندبندنت، أن اعتزال صلاح من المنتخب المصري "سيكون القرار الصحيح"، معتبرةً أن "الرئيس الشيشاني الملطخة يداه بدماء معارضيه الذين بطش بهم، وصاحب السجل الأسود في حقوق الإنسان، أراد أن يغسل صورته من خلال محمد صلاح".

اقرأ/ي أيضًا: ثقب السياسة الأسود يختطف محمد صلاح وسويسرا في بطولة كأس العالم

يُذكر أن قديروف، اتجه لنفدق إقامة المنتخب، وطرق باب غرفة محمد صلاح، واصطحبه معه إلى الملعب والتقط الصور معه. كما أنه منحه لاحقًا أعلى وسام في الشيشان، وهو وسام المواطنة الشرفية. فيما رأى جمهور محمد صلاح أن نجمهم اُقتيد إلى مصيدة، وتم الإيقاع به.

وأبدى الصحفي المصري محمود رفعت، استغرابه من استقرار المنتخب المصري في مدينة غروزني، عاصمة الشيشان، التابعة للاتحاد الروسي، علمًا بأن المدينة تبعد حوالي 4300 كيلومتر عن ملعب أولى مباريات المنتخب. وقد أقام المنتخب في فندق يملكه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، المقرب من قديروف. واعتبر رفعت أن صلاح حُمل على الظهور جنبًا إلى جنب مع قديروف، ما أدى لإحراجه غربيًا. وتساءل: "هل هذا تدمير ممنهج لنجومية صلاح؟".

في حبن طالب مغردون مصريون بحل اتحاد كرة القدم، واعتبروا أن التصرفات الصبيانية والارتجالية، كالإقامة في غروزني، التي يتردد أنها كانت على حساب الرئيس الشيشاني، في حين أن الفيفا أعطى لكل منتخب ما قيمته حوالي مليوني دولار أمريكي لأغراض الإقامة.. اعتبروها جميعًا تصرفات تستحق إقالة الاتحاد، يُضاف إليها التعامل الخاطئ مع صلاح في موقفين، واستغلاله فيهما، فضلًا عن "وفد النحس"، أو الفنانين والإعلاميين ورجال الأعمال الذين زاروا معسكر المنتخب قبيل مباراته مع روسيا التي انتهب بخسارة المنتخب المصري 3-1.

طالب جمهور المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، بحل الاتحاد المصري لكرة القدم بسبب أدائه الفاشل في إدارة التأهل للمونديال

وتعكس نتائج المنتخب المصرية السيئة، وآخرها هزيمته أمام المنتخب السعودي، الذي كان أقوى المرشحين على تذيل المونديال، بالإضافة إلى الأداء الهزلي لللاعبين في هذه المباراة.. تعكس الأداء الكارثي للقيمين على كرة القدم في مصر، الذين تعاملوا باستخفاف تام مع التأهل النادر للمنتخب إلى كأس العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"وفد النحس".. المصريون غاضبون من زيارة الفنانين لمعسكر الفراعنة!

الغباء المتراكم على هامش فتنة المنتخب المصري