15-ديسمبر-2023
لا يزال لدى حماس آلاف المقاتلين الذين يخرجون من الأنفاق لتنفيذ الكمائن ضد الجنود الإسرائيليين (GETTY)

لا يزال لدى حماس آلاف المقاتلين الذين يخرجون من الأنفاق لتنفيذ الكمائن ضد الجنود الإسرائيليين (GETTY)

اعتبرت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية أن الهجوم الإسرائيلي الحالي سيكون الأخير في إطار العملية العسكرية الواسعة التي يشنها الاحتلال في قطاع غزة.

وبحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية، فإن الضغوط الأمريكية تزايدت مؤخرًا على الحكومة الإسرائيلية، وإن كانت بشكل غير علني.

ونبهت الصحيفة البريطانية، إلى أن الحرب على غزة دخلت أسبوعها العاشر، ولا توجد دلائل تذكر على تراجع حدتها. فقد أرسل جيش الاحتلال فرقة كاملة محمولة جوًا إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة والبلدات التي حولها. في حين لا تزال 3 فرق أخرى من سلاح المدرعات تواصل عملياتها في شمال القطاع.

نبهت الصحيفة البريطانية إلى أن الحرب على غزة دخلت أسبوعها العاشر، ولا توجد دلائل تذكر على تراجع حدتها

وقال أحد المسؤولين الأمنيين: "لقد وصلنا إلى ذروة الانتشار منذ أكثر من شهرين، والمرحلة التالية ستكون حملة متنقلة أقل كثافة".

وتساءلت الصحيفة البريطانية: بالنسبة للجنرالات الإسرائيليين هل هذا التحول سيحبط هدف إسرائيل الرئيسي من الحرب وهو "تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس؟".

بالنسبة للصحيفة البريطانية ليس أمام إسرائيل سوى خيار تقليص هجومها. حيث تصر الولايات المتحدة، حليفتها الرئيسية وموردها للأسلحة، على مستويات أقل من القوة النارية لتجنب المزيد من القتل الجماعي للمدنيين. فقد دمرت الهجمات الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من مدينة غزة، وأدت الهجمات إلى نزوح 1.8 مليون شخص، أي ما يقرب من أربعة أخماس سكان القطاع. بالإضافة للضغوط المستمرة على الاقتصاد الإسرائيلي جراء التعبئة المستمرة لـ 360 ألف جندي احتياطي.

ومع قرب انتهاء أعنف مراحل العملية العسكرية، تحاول إسرائيل إعطاء مواطنيها انطباعًا بأن حركة حماس تنهار، وأن الجيش الاسرائيلي يسيطر الآن على مساحة واسعة في قطاع غزة. ورغم كل ما فعلته لم تحصل إسرائيل على "صورة النصر" التي يطالب بها الإسرائيليون من قادتهم.

وتعتقد "الإيكونوميست" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ربما قد دمر ما يصل إلى نصف قوة حماس التي تقدر قوامها بـ 30 ألف مقاتل. ولكن لا يزال لدى حماس آلاف المقاتلين الذين يخرجون من الأنفاق لتنفيذ الكمائن ضد الجنود الإسرائيليين، حيث قُتل منهم أكثر 100 جندي بحسب الاعترافات الإسرائيلية. ولا تزال حركة حماس تحتجز أكثر من 130 إسرائيلي، وهم في خطر جراء القصف المستمر.

لا تزال إسرائيل بعيدة عن تحقيق أهدافها من الحرب

ولفت تقرير الصحيفة، إلى أن إسرائيل لم تتمكن من القضاء على قيادة حماس، أو تدمير بنيتها التحتية. وإن استطاعت قتل عدد من كبار القادة الميدانيين. لكن يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، ومحمد ضيف، ومروان عيسى، قادة الجناح العسكري، نجوا جميعًا حتى الآن. ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس والتي تمتد لمئات الأميال، والتي فشلت إسرائيل في تدميرها على الرغم من قوتها النارية، وقدرات المراقبة.

يشير التقرير، إلى أنه لا توجد مؤشرات في العلن تذكر على وجود ضغوط أمريكية على إسرائيل. ففي 8 كانون الأول/ ديسمبر، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وامتنعت بريطانيا عن التصويت. وصوت جميع الأعضاء الـ 13 الآخرين لصالح القرار.

وأكد الفيتو الأمريكي على مدى اعتماد إسرائيل على حليفها الاستراتيجي للحصول على الدعم الدبلوماسي. بالإضافة لحاجتها إلى المزيد من الأسلحة الأمريكية. فقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا على إرسال شحنة إلى إسرائيل تحتوي ما يقرب من 14 ألف قذيفة دبابة من عيار 120 ملم، وهي إحدى الذخائر الرئيسية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في عملياته البرية. وهناك نفي من أن تكون إدارة الرئيس جو بايدن قد حددت موعدًا نهائيًا للإسرائيليين لإنهاء هجومهم.

لفت تقرير الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تتمكن من القضاء على قيادة حماس، أو تدمير بنيتها التحتية. وإن استطاعت استهداف عدد من كبار القادة الميدانيين

لكن الصحيفة البريطانية كشفت أن الضغوط الأمريكية تتصاعد في السر. وأكدت عدة مصادر أن وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، أبلغ الإسرائيليين أنه سيتعين عليهم إنهاء هجومهم بحلول العام الجديد. بالإضافة لذلك، أصبحت الخلافات واضحة بين الجانبين حول كيفية حكم غزة بمجرد انتهاء القتال. فقد دعا بايدن إلى "إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية" لتولي السلطة. وفي 12 كانون الأول/ديسمبر، بدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض هذه الفكرة. وأعلن أن غزة "لن تكون حماستان ولا فتحستان".

ربما كان تصريح نتنياهو بمثابة استفزاز لكن خلف الكواليس، تناقش إسرائيل بالفعل مع إدارة بايدن الخطط التي تلعب فيها السلطة الفلسطينية دورًا. ولكن في أي سيناريو قادم، سيستمر الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على وجود كبير في غزة لفترة من الوقت، ومن المحتمل أن تستمر حركة حماس في السيطرة على أجزاء من القطاع.