09-ديسمبر-2023
غزة على وشك الانهيار الكامل

قال أحد المسؤولين إن وكالات الأمم المتحدة "بالكاد تعمل" (Getty)

تصل الخدمات الأممية في قطاع غزة إلى لحظة صعبة، إذ تحذر الأمم المتحدة من وصول نشاطها إلى "نقطة الانهيار" في غزة، وصلت كارثة إنسانية "لا يمكن دفعها"، مع استمرار القصف الإسرائيلي، وحصار القطاع.

وقال أحد المسؤولين إن وكالات الأمم المتحدة "بالكاد تعمل" وكان الموظفون يحضرون أطفالهم إلى العمل "حتى يعلموا أنهم آمنون أو يمكن أن يموتوا معًا".

وقال آخر إن مجتمع غزة "على شفا الانهيار التام" مع انهيار النظام المدني.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك: "نحن عند نقطة الانهيار. هناك خطر كبير بحدوث انهيار كامل للنظام الإنساني".

وأضاف أن الناس كانوا "يائسين وخائفين وغاضبين" و"يتطلعون إلى الهاوية".

قال أحد المسؤولين إن وكالات الأمم المتحدة "بالكاد تعمل" وكان الموظفون يحضرون أطفالهم إلى العمل "حتى يعلموا أنهم آمنون أو يمكن أن يموتوا معًا"

وحث غوتيريس الأمم المتحدة على دعم قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وقال: "إن عيون العالم وعيون التاريخ تراقب"، وهو القرار الذي فشل بسبب الفيتو الأمريكي.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن هذه كانت "أحلك ساعة" في تاريخ المنظمة.

وفي رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، قال لازاريني: "الأونروا، حتى اليوم، لا تزال تعمل في غزة، ولو بشكل طفيف. ولا يزال موظفونا يديرون المراكز الصحية، ويديرون الملاجئ، ويقدمون الدعم للأشخاص المصابين بصدمات نفسية، حيث يصل بعضهم حاملًا أطفالهم القتلى".

وأضاف: "ما زلنا نوزع الطعام، على الرغم من أن ممرات وساحات مبانينا مزدحمة للغاية بحيث لا يمكن السير عبرها. يأخذ موظفونا أطفالهم إلى العمل، حتى يعلموا أنهم آمنون أو قد يموتون معًا".

وأشار إلى استشهاد أكثر من 130 موظفًا في الأونروا خلال الشهرين الماضيين من القصف الإسرائيلي، كما نزح 70% من الموظفين ويفتقرون إلى الغذاء والماء والمأوى المناسب. موضحًا: "نحن معلقون بأطراف أصابعنا. إذا انهارت الأونروا، فإن المساعدات الإنسانية في غزة ستنهار أيضًا".

ووصف الواقع، بالقول: في الملاجئ المكتظة وغير الصحية، "يستخدم أكثر من 700 شخص مرحاضًا واحدًا، وتلد النساء (بمعدل 25 طفلًا في اليوم) ويعالج الناس جروحهم المفتوحة. وينام عشرات الآلاف في الساحات والشوارع. الناس يحرقون البلاستيك ليظلوا دافئين".

أطفال غزة

وأضاف: "خلال 35 عامًا من العمل في حالات الطوارئ المعقدة، لم أكتب قط مثل هذه الرسالة، متنبئًا بمقتل موظفيي وانهيار الولاية التي من المتوقع مني الوفاء بها".

وجاءت تعليقات مسؤولي الأمم المتحدة في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل غاراتها على غزة، حيث ضربت أكثر من 450 موقعًا في جميع أنحاء القطاع من البر والبحر والجو خلال الـ 24 ساعة حتى صباح الجمعة. وهذا هو أكبر عدد من الغارات الجوية خلال 24 ساعة منذ انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت قبل أسبوع.

وأشار أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن إسرائيل فشلت في الوفاء بوعودها بحماية المدنيين في غزة. وقال في مؤتمر صحفي في واشنطن يوم الخميس: "لا تزال هناك فجوة بين نية حماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض".

من جانبها، قالت الأونروا إن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص –أي أكثر من 85% من سكان غزة– قد نزحوا، والعديد منهم نزحوا عدة مرات. ولجأ أكثر من مليون شخص إلى 94 منشأة تابعة للأمم المتحدة في النصف الجنوبي من القطاع.