20-نوفمبر-2023
يعيش النازحون في جنوب قطاع غزة في ظل أزمة إنسانية كارثية

يعيش النازحون في جنوب قطاع غزة في ظل أزمة إنسانية كارثية (Getty)

ارتفع عدد النازحين في قطاع غزة إلى 1.7 مليون شخص منذ بدء الحرب الهمجية الإسرائيلية عليه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وفق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

يتوزع النازحون على مناطق مختلفة وسط وجنوب قطاع غزة، لكن العدد الأكبر منهم يتواجد في مدينتي رفح وخان يونس، جنوبًا، اللتين طلب جيش الاحتلال من سكان شمال غزة التوجه إليهما بدعوى أنهما "مناطق آمنة" رغم استهدافه اليومي لهما، والذي تصاعد مؤخرًا بالتزامن مع تزايد الحديث عن عملية برية في الجنوب، خاصةً بمدينة خان يونس التي طلب الاحتلال من سكان بعض أحيائها إخلاء منازلهم والتوجه غربًا.

يواجه النازحون في جنوبي قطاع غزة العديد من الأزمات التي تفاقم معاناتهم وسوء أوضاعهم

ويعيش النازحون في جنوب قطاع غزة في ظل أزمة إنسانية كارثية تتفاقم يومًا بعد آخر، ويواجهون العديد من الأزمات التي تتعلق بندرة المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، بالإضافة إلى شح مياه الشرب، وتعطّل نظام الصرف الصحي، وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية بينهم.

ويضاعف هطول الأمطار واشتداد برودة الطقس من معاناة النازحين في مختلف أنحاء غزة، خاصةً أولئك الذين لم يجدوا مأوىً في ظل امتلاء المدارس ومراكز الإيواء الأخرى التي تم تجيزها على عجل، وتفتقد لأدنى مقومات الحياة.

وفي سياق متصل، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الإثنين، المجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وقال المكتب الحكومي، في بيان، إن الحالة الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم وبشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أن: "الأسواق والمحال التجارية باتت تعاني من جفاف المواد الغذائية الأساسية كالطحين والزيت والأرز والمعلبات بأنواعها المختلفة"، وذلك تزامنًا مع التوقف التام لعمل المخابز.

وأوضح المكتب أن أعداد النازحين من محافظات إلى محافظات أخرى، أصبحت: "كبيرة جدًا وفوق الطاقة الاستيعابية، مما أوجد إقبالًا متزايدًا على طلب المواد الإغاثية الأساسية غير الموجودة أصلًا"، ما ينذر بحدوث مجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة في مختلف محافظات قطاع غزة.

وأكد أن صعوبة الوضع الإنساني القطاع: "أنهك بشكل واضح جميع المستشفيات والطواقم الحكومية وغير الحكومية العاملة بشكل مستمر في الميدان"، ناهيك عن ازدياد حاجة النازحين إلى الملابس ومعدات التدفئة بسبب برودة الطقس واستمرار هطول الأمطار.

وختم المكتب بيانه بقوله إن حدوث مجاعة في قطاع غزة نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والأساسية: "يؤكد بأن المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، يرسمون لمخطط خبيث يهدف إلى إفراغ قطاع غزة وتهجير أهله".

وفي وقت سابق، حذّر "برنامج الأغذية العالمي" من أن قطاع غزة مُقبل على "مجاعة واسعة النطاق" نتيجة شح الإمدادات الغذائية الضرورية، التي لم يدخل منها إلى القطاع سوى 10% منذ بداية العدوان قبل 45 يومًا.

وقالت المديرة التنفيذية للهيئة الأممية، سيندي ماكين، إن: "إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليًا في غزة، ولا يصل إلا جزء صغير مما هو مطلوب عبر الحدود".

وأوضحت ماكين أنه: "مع اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمال مباشر للموت جوعًا".