شنّت مدفعية جيش الاحتلال وطائراته الحربية ليل الأحد وفجر اليوم، الإثنين، سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في شمال وجنوب قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، والتي راح ضحيتها أكثر من 12.500 شهيد، وزهاء 30 ألف مصاب، وما يزيد عن 6 آلاف مفقود.
يأتي ذلك في وقت لم تعد فيه سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ والدفاع المدني قادرة على تحديد أماكن القصف والوصول إليها لإخلاء الشهداء والجرحى بسبب سوء الأحوال الجوية وانقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في القطاع من جهة ونفاد الوقود من جهة أخرى.
تعرّض المستشفى الإندونيسي بمدينة غزة لقصف عنيف وغير مسبوق منذ بدء العدوان قبل 45 يومًا
وطال القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي الليلة الماضية وفجر الإثنين، أحياء الدرج والزيتون والصبرة ومحيط المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة، ومنطقة الشيخ زايد ومحيط مستشفى العودة وسوق مخيم جباليا شمال القطاع، ومدينة حمد السكنية وبلدة بني سهيلا في خان يونس جنوبًا.
وأسفر القصف الإسرائيلي عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم 11 شهيدًا ارتقوا في قصف استهدف منزلين قرب مشفى النجار شرقي رفح، جنوب القطاع. بالإضافة إلى عدد كبير في المستشفى الإندونيسي بمدينة غزة، الذي تعرض لإطلاق نار بشكل مكثف تزامنًا مع قصف مدفعي عنيف استهدف محيطه.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين فجر اليوم، الإثنين، جراء قصف مدفعي استهدف المستشفى الإندونيسي.
وقالت الوكالة، نقلًا عن مصادر طبية، إن ما لا يقل عن 8 شهداء ارتقوا، وأُصيب آخرون، جراء استهداف مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى ومحيطه بشكل مباشر بالقذائف والصواريخ، ناهيك عن إطلاق الرصاص الحي باتجاه كل من يتحرك خارج باب المستشفى.
وأشارت الوكالة إلى أن مدفعية الاحتلال قصفت الطابق الثاني من المستشفى، ما أسفر عن إصابة طبيبين خلل عملهما وإلحاق أضرار بالغة في المستشفى، الذي يؤوي آلاف النازحين ومئات المرضى والجرحى.
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" في غزة، نقلًا عن شهود عيان، بتقدّم قوات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه المستشفى الإندونيسي تحت غطاء مدفعي وناري كثيف، تزامنًا مع تقدّم الدبابات نحو مستشفى العودة على بعد مسافة قريبة من الإندونيسي.
وقال مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش، في تصريحات صحفية، إن المستشفى الإندونيسي يتعرضا لقصف عنيف وغير مسبوق منذ بدء العدوان، وسط اقتراب الدبابات الإسرائيلية من المستشفى.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال قد يطلب إخلاء المستشفى لأن هدفه هو تفريغ المنطقة من جميع مقومات الحياة، لافتًا إلى أن المستشفى يتواجد فيه أكثر من 650 مريضًا، علمًا أن طاقته الاستيعابية 140 سريرًا فقط.
