18-نوفمبر-2023
نازحون في إحدى مدارس قطاع غزة

يُنذر نقص الإمدادات الغذائية بمجاعة واسعة النطاق (Getty)

حذّر "برنامج الأغذية العالمي" من أن قطاع غزة مُقبل على "مجاعة واسعة النطاق" في ظل شح الإمدادات الغذائية الضرورية التي لم يدخل منها إلى القطاع سوى 10% منذ بداية الحرب الهمجية الإسرائيلية عليه قبل 43 يومًا.

وأشار البرنامج في بيان صحفي إلى توقف جميع المخابز العاملة في قطاع غزة، والتي يقدّر عددها بـ130 مخبزًا، بسبب نقص الوقود.

وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج، سيندي ماكين، إن: "إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليًا في غزة، ولا يصل إلا جزء صغير مما هو مطلوب عبر الحدود".

يُعد انهيار سلاسل الإمدادات الغذائية نقطة تحول كارثية تُنذر بمجاعة واسعة الناطق في قطاع غزة

وأضافت: "مع اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمال مباشر للموت جوعًا".

وأكدت ماكين أنه: "لا توجد طريقة لتلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد قيد التشغيل، والأمل الوحيد هو فتح ممر آمن آخر لوصول المساعدات الإنسانية من أجل جلب الغذاء الضروري للحياة إلى غزة".

وأوضح البرنامج أن نقص الوقود تسبب في عرقلة عمليات وتوزيع المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إيصال المساعدات الغذائية إلى المحتاجين. وكشف أن الشاحنات التي وصلت من مصر وأفرغت الإمدادات في غزة يوم الثلاثاء، لم تتمكن من الوصول إلى المدنيين في الملاجئ بسبب عدم كفاية الوقود لمركبات التوزيع.

وبحسب الهيئة الأممية، فقد دخلت إلى قطاع غزة 1129 شاحنة منذ فتح معبر رفح الحدودي في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، لم يكن بينها سوى 447 شاحنة تحمل إمدادات غذائية.

واعتبر البرنامج أن هذا العدد غير كاف على الإطلاق، فالأغذية التي دخلت إلى قطاع غزة: "لا تكفي سوى لتلبية 7% من الحد الأدنى اليومي من احتياجات السكان من السعرات الحرارية".

كما أن البنية التحتية الغذائية في غزة لم تعد صالحة للعمل، إذ إن 25% فقط من المتاجر التي تعاقد معها "برنامج الأغذية العالمي" لا تزال مفتوحة، بينما: "نفدت المواد الغذائية الأساسية من متاجر أخرى. وأغلقت الأسواق المحلية أبوابها بالكامل، وتباع كميات الطعام الصغيرة التي يمكن العثور عليها بأسعار مرتفعة بشكل مثير للقلق، ولا تكون ذات فائدة تذكر دون القدرة على الطهي، مما يجبر البعض على البقاء على قيد الحياة بوجبة واحدة في اليوم".

بدوره، قال الممثل والمدير القطري للبرنامج في فلسطين سامر عبد الجابر: "يعد انهيار سلاسل الإمدادات الغذائية نقطة تحول كارثية في وضع صعب بالفعل، حيث تم تجريد الناس من الضروريات الأساسية. وبدون الوصول إلى الوقود، فإن قدرتنا على توفير الخبز أو نقل الغذاء إلى المحتاجين قد تدهورت بشدة، مما أدى إلى توقف الحياة في غزة. الناس يعانون من الجوع".

ومنذ الشهر الماضي، كشف "برنامج الأغذية العالمي" عن تقديمه مساعدات غذائية طارئة لأكثر من 700 ألف نازح في قطاع غزة. كما يخطط لزيادة مساعداته لتصل إلى أكثر من مليون شخص خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ومع ذلك، أكد البرنامج أنه لا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال زيادة ممرات الإمدادات المستدامة إلى القطاع المحاصر.