19-يونيو-2020

أشعل كتاب بولتون السجال في البيت الأبيض (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

في أحدث تصعيد للسجال المتصاعد بين مسؤولي الإدارة الأمريكية على خلفية استعداد دار سيمون آند شوستر طرح كتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون "كنت في الغرفة وحدث ذلك" في المكتبات مطلع الأسبوع القادم، وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتقادات حادة لبولتون أحد أبرز الصقور الجمهوريين واصفًا إياه بأنه "خائن"، بسبب الاتهامات التي وجهها الدبلوماسي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتقادات حادة لبولتون أحد أبرز الصقور الجمهوريين واصفًا إياه بأنه "خائن"

فيما قال بومبيو المعروف عنه التزامه الدفاع الدائم عن سياسة ترامب إنه "لأمر مؤسف وخطير في ذات الوقت أن يكون دور جون بولتون الأخير هو دور الخائن الذي أضر بأمريكا عندما انتهك الثقة المقدسة بينه وبين شعبها"، في الوقت الذي غرّد ترامب عبر حسابه الرسمي على تويتر واصفًا كتاب بولتون بأنه "مجموعة أكاذيب وروايات مختلقة، كلها بهدف إظهاري بصورة سيئة"، لافتًا إلى أن "الكثير من التصريحات السخيفة التي ينسبها إليّ لم أقلها يومًا، خيال بحت.. يحاول فقط الانتقام لأنني أقلته".

اقرأ/ي أيضًا: انقسام جمهوري جمهوري.. هل زاد تسريب كتاب بولتون فرص عزل ترامب؟

وكان ترامب قد أقال بولتون من منصبه في أيلول/سبتمبر الماضي بعد 17 شهرًا تولى خلالها مهامه في الإدارة الأمريكية، نتيجة تعمق الخلاف بينهما على خلفية تباين واضح في نهج الرجلين حيال السياسة الخارجية لواشنطن، انعكس على ملفات التفاوض التي تديرها الإدارة الأمريكية، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أن أسباب الإقالة جاءت لعدم أداء الصقر الجمهوري لوظيفته الأساسية بشكل صحيح، من خلال إظهاره أمام الآخرين اختلافه مع السياسة الخارجية التي يتبناها ترامب.

بينما كانت وسائل إعلام أمريكية قد بدأت بنشر تفاصيل كتاب بولتون بعدما رفعت وزارة العدل دعوى قضائية في محكمة اتحادية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، تشير إلى أن كتاب بولتون المكون من 500 صفحة "مليء بالمعلومات السرية"، وقال المدعون إن بولتون تراجع عن عملية التدقيق الجارية في البيت الأبيض للكتاب.

في السياق، ووفقًا لشبكة CNN الأمريكية فإن مصادرة متعددة من الإدارة الأمريكية تحدثت عن شعور ترامب بالغضب بشكل متزايد من فكرة نشر الصقر الجمهوري لكتابه، مشيرةً إلى أن الرئيس الجمهوري أخبر موظفيه بأنه يريد وقف نشر الكتاب، ويأمل بشكل خاص في مقاضاته لوقفه، وهو تكتيك اعتمد عليه ترامب من قبل عندما كتب المسؤولون السابقون أو المقربون منه كتبًا يعتقد أنها ستنتقده.

أبرز النقاط التي لا يريد ترامب للجمهور الاطلاع عليها

أظهرت التقارير التي نشرت في عديد الصحف الأمريكية مقتطفات من كتاب بولتون الجديد، أن ترامب حاول في الكثير من الأحيان استخدام نفوذه لتحقيق مكاسب شخصية تساعده على الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض خلال انتخابات الرئاسة القادمة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، بما فيها محاولته تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان على مستوى العالم في مقابل تحقيق مكاسب شخصية خاصة.

وجدد بولتون في مقابلة مع شبكة ABC نيوز الأمريكية هجومه على ترامب، معيدًا التذكير بعدم "اعتقاده أنه (ترامب) مؤهل للمنصب، وأن لديه الكفاءة اللازمة لأداء الوظيفة"، وأضاف بولتون موضحًا أنه يميز في "الحقيقة أي مبدأ توجيهي باستثناء ما هو مفيد لإعادة انتخاب ترامب"، وأن الرئيس الجمهوري "كان يصب تركيزه على إعادة الانتخاب إلى حد سقطت معه الاعتبارات طويلة الأمد".

  • طلب مساعدة بكين للفوز بولاية ثانية

قال بولتون الذي استشهد في كتابه بالكثير من المحادثات الخاصة لترامب مع أعضاء إدارته، إن الرئيس أظهر "سلوكًا غير مقبول على الإطلاق على نحو قوض شرعية الرئاسة ذاتها"، وتابع مضيفًا تشديد ترامب على "أهمية المزارعين وزيادة المشتريات الصينية من فول الصويا والقمح، في نتيجة الانتخابات"، قبل أن يضيف موضحًا أنه أراد وضع كلمات ترامب في كتابه بدقة "لكن عملية مراجعة للنشر من قبل الحكومة الأمريكية قررت خلاف ذلك".

تابع بولتون مضيفًا أن ترامب طلب من نظيره الصيني شي جين بينغ المساعدة على الفوز في الانتخابات القادمة، وعلى الرغم من أن الطلب جاء من زعيم دولة تعتبر خصمًا كبيرًا للولايات المتحدة، فإنه جاء بعد ستة أشهر من اتهام الديمقراطيين في الكابيتول هيل لترامب بطلب المساعدة من أوكرانيا في محاولته إعادة انتخابه على حساب منافسه الديمقراطي، جو بايدن.

وبرأ مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون ساحة ترامب من التهم المنسوبة إليه في شباط/فبراير الماضي، بعدما واجه اتهامات بتعليق مساعدات عسكرية لأوكرانيا العام الماضي للضغط على رئيسها فولوديمير زيلينسكي كي يكشف عن معلومات تضر بمنافسه بايدن، وقال بولتون في معرض تعليقه على براءة ترامب من التهم المنسوبة إليه، إنه "لو أنهم ترووا (الديمقراطيون) في التقصي بأسلوب أكثر منهجية في مسلك ترامب في مجمل سياساته الخارجية، لربما جاءت نتيجة المساءلة مختلفة تمامًا".

يأتي الحديث عن طلب ترامب من بكين مساعدته على الفوز بولاية ثانية في الوقت الذي تعمل حملته الانتخابية على جعل الصين قضية مركزية في انتخابات عام 2020، مما يجعل الرئيس يبدو أكثر صرامة مع بكين من منافسه بايدن، ووفقًا لبولتون فإن طلب ترامب من نظيره جين بينغ جاء خلال العشاء الافتتاحي لاجتماع مجموعة العشرين في أوساكا في حزيران/يونيو من العام 2019 بحضور مترجمين فقط.

كما أوضح بولتون أنه بعد الحديث الذي شرح ضمنه الرئيس الصيني لترامب الأسباب التي دفعته لإنشاء معسكرات اعتقال في إقليم شينجيانغ الذي تقطنه غالبية الأقلية المسلمة، فإن ترامب نوه إلى أنه "يجب على رئيس الصين المضي قدمًا في بناء المعسكرات، التي اعتقد ترامب أنها بالضبط الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله"، وأضاف بولتون بأن أحد كبار موظفي الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن القومي في آسيا ماثيو بوتينجر تحدث عن أن "ترامب قال شيئًا مشابهًا جدًا خلال رحلته إلى الصين في تشرين الثاني/نوفمبر 2017".

  • استغلال قضية خاشقجي للتغطية على ابنته إيفانكا

فيما يخص قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، فقد أشار بولتون إلى أن ترامب استغل قضية خاشقجي بقراره أن يدلي بالبيان – الذي يعكس وجهة نظر الإدارة الأمريكية بشأن اغتيال خاشقجي – بنفسه لصرف الأنظار عن أزمة ابنته إيفانكا ترامب المرتبطة باستخدامها بريدها الشخصي في مراسلات رسمية.

حيث واجهت إيفانكا أزمة بعدما كشفت تقارير عن استخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي في مراسلات رسمية في تشرين الثاني/نوفمبر في العام 2018، وهي ذات القضية التي استخدمها ترامب في انتخابات الرئاسة السابقة لتقويض حملة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي أظهرت تقارير استخدامها بريدها الشخصي في مراسلات رسمية عندما كانت وزيرةً للخارجية في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وقال بولتون في كتابه موضحًا ما حدث حول قضية إيفانكا: "لقد ناقشنا إذا كان ترامب يجب إن يقرأ البيان بنفسه من على منصة البيت الأبيض، أم فقط نصدر البيان كنص مكتوب"، مضيفًا أن ترامب اعتبر أن إلقاء البيان بنفسه سيصرف الأنظار عن إيفانكا، وأنه سيقوم بالتغطية" على التقارير المُثارة ضدها حول هذا الموضوع.

تفاصيل أخرى حول إدارة ترامب في البيت الأبيض

جاء من بين التفاصيل التي ذكرها بولتون في كتابه أن ترامب اعتبر قضية شن غزو عسكري على فنزويلا "سيكون أمرًا رائعًا"، رغم أن الحكومة الأمريكية تقول إنها لا تفضل استخدام القوة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو، فضلًا عن أنه خلط بين الرئيس الأفغاني الحالي أشرف غني، والرئيس السابق حامد كرزاي.

اقرأ/ي أيضًا: لهذه الأسباب لن نشهد حربًا أمريكية – إيرانية في سوريا!

وأشار بولتون في كتابه إلى أن ترامب كان يظن بأن فنلندا جزء من روسيا، وكتب في هذا الصدد قائلًا: قبل قمة ترامب وبوتين في هلسنكي، سأل ترامب مستشاريه إن كانت فنلندا جزءًا من روسيا"، وتابع مضيفًا أن ترامب خلال طريقه إلى اجتماع هلسنكي توقف ليلتقي رئيسة الوزراء البريطانية (حينها) تيريزا ماي، وخلال حديثه مع فريق ماي حول قضية تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال في لندن من قبل موسكو، أظهر تفاجئه من قول مستشار الأمن القومي البريطاني بأن بلاده قوة نووية، حيث سأله "هل أنتم قوة نووية؟".

أشار بولتون في كتابه إلى أن ترامب كان يظن بأن فنلندا جزء من روسيا، وكتب في هذا الصدد قائلًا: قبل قمة ترامب وبوتين في هلسنكي، سأل ترامب مستشاريه إن كانت فنلندا جزءًا من روسيا"

وبحسب المقتطفات التي نشرتها الصحف الأمريكية فإن ترامب قال خلال اجتماع عقد بولاية نيوجيرسي صيف العام الماضي، إنه يجب سجن الصحفيين حتى يبوحوا بمصادرهم و"ينبغي إعدامهم"، وهو ما مثل واحدًا من أكثر تصريحاته المثيرة للقلق بشأن خلافه الدائم مع وسائل الإعلام الأمريكية.