06-أغسطس-2020

لبنانيون يتفقدون مرفأ بيروت يوم 5 آب/أغسطس 2020 (جوزيف عيد/أ.ف.ب/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

بدأت فرق الإنقاذ والمساعدات الطبية والإنسانية الدولية بالوصول إلى مطار بيروت الدولي لمساعدة لبنان على تجاوز الكارثة الإنسانية التي خلفت عشرات الضحايا والجرحى، وخسائر مادية قدرت بمليارات الدولارات. ومن المخطط مسبقًا وصول طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة عاجلة، مدة 5 ساعات تبدأ ظهر اليوم، إلى بيروت يلتقي خلالها الرئيس اللبناني ميشال عون. وظهرت تغريدة "باللغة العربية" على حساب الرئيس الفرنسي مفادها: لبنان ليس وحيدًا. بكلمات ماكرون.

تستمر المستشفيات في العاصمة بيروت وما حولها في محاولة استيعاب الأعداد الهائلة من المصابين في ظل أوضاع صعبة يعاني منها القطاع الصحي المنهك في البلاد

كما وصلت فرق الإنقاذ المؤلفة من عشرات المسعفين ورجال الدفاع المدني الفرنسيين إلى مطار بيروت مساء أمس الأربعاء، تحمل معها 15 طنًا من الأدوات الطبية والمساعدات الإنسانية، بالإضافة لكلاب بحث وإنقاذ مدربة وطائرات مسيّرة. فيما نقل على لسان مسؤول التدريب العسكري للأمن المدني ستانيسلاس روكايرول مخاطبته فريق الإنقاذ قبل صعودهم للطائرات بالقول: "مهمتكم بسيطة، وهي تقديم المساعدة للبنانيين. الضحايا كثر، والضرر كارثي".

اقرأ/ي أيضًا: بعد انفجار بيروت وتعطل المرفأ.. مخاوف على الأمن الغذائي والصحي

أعلنت دولة قطر عن إنشاء جسر جوي من المساعدات مع لبنان بدأته بإرسال مستشفيات ميدانية، وإلى جانب قطر أعلنت كل من دول العراق وإيران ومصر وتونس وتركيا والصين والاتحاد الأوروبي بالاشتراك مع عشرات الدول الآخرى إرسال حزمة من المساعدات تشمل حوامات وفرق إنقاذ ومستشفيات ميدانية، في الوقت الذي أعلنت الحكومة الألمانية عن تخصيص مليون يورو مساعدات، وسط توقعات بوصول المزيد من المساعدات وفرق الإنقاذ خلال اليوم الخميس.

أدّى الانفجار العنيف الذي هزّ لبنان أول أمس الثلاثاء 4 أب/أغسطس 2020 إلى تدمير جزء حيويّ من بيروت، ملحقًا أضرارًا بالغة بالمباني والبيوت المحيطة بالمرفأ، وأدى إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف. وهي أرقام ما تزال مرشحة للارتفاع، حيث البحث ما يزال جاريًا عن المفقودين تحت الأنقاض، وتستمر المستشفيات في العاصمة بيروت وما حولها في محاولة استيعاب الأعداد الهائلة من المصابين في ظل أوضاع صعبة يعاني منها القطاع الصحي المنهك في البلاد، مما دفع السلطات المحلية لإعلان بيروت "مدينة منكوبة".

عامل إغاثة في بيروت (دانييل كاردي/Getty)

وأشارت تقارير صحفية إلى أن الانفجار سيكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد اللبناني المتأزم أساسًا، بالإضافة إلى الواقع المعيشي الحرج، نظرًا لارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية التي يستورد لبنان الجزء الأكبر منها عبر مرفأ بيروت الذي تعرض لأضرار بالغة جراء الانفجار، مما أخرجه عن الخدمة إلى أجل غير معروف. فضلًا عن فقدان لبنان المخزون الاستراتيجي من مادة القمح التي يعتمد عليها اللبنانيون بشكل رئيسي في غذائهم. 

اكتفى صندوق النقد  الدولي بالإعراب عن "الحزن الشديد بسبب فقد الأرواح والإصابات والدمار" في انفجار مرفأ بيروت دون توضيح أثر هذه الكارثة على وضع لبنان التفاوضي 

أما بعد ساعات من الإعلان عن الكارثة التي أصابت بيروت، قال البنك الدولي إنه مستعد للعمل مع شركاء في لبنان لحشد التمويل من القطاعين العام والخاص لإعادة الإعمار، وأضاف في بيان صادر عنه، نقلت وكالة رويترز جانبًا منه، أنه "على استعداد أيضًا لإعادة برمجة الموارد الحالية واستكشاف تمويل إضافي لدعم إعادة بناء الحياة وسبل العيش للمتضررين من هذه الكارثة"، دون أن يشير للموارد التي يمكن إعادة توجيهها إلى جهود التعافي من الانفجار.

اقرأ/ي أيضًا: "كأنها مدينة بلا سماء".. شهادات عن بيروت في لحظات الانفجار

في حين من غير المعروف إن كانت الكارثة الإنسانية ستؤثر على المفاوضات التي يجريها لبنان مع مندوبي صندوق النقد الدولي، وتعثرت في وقت سابق بسبب خلاف المندوبين حول حجم الخسائر المالية للنظام المصرفي اللبناني، واكتفى صندوق النقد عبر مديرته العامة كريستالينا جورجيفا بالإعراب عن "الحزن الشديد بسبب فقد الأرواح والإصابات والدمار"، دون أن يصدر بيانًا بشأن الكارثة أو إن كان هناك دراسة لتخفيف الشروط التي يطالب الصندوق الحكومة اللبنانية بتنفيذها في مقابل الموافقة على منحها قرض مالي لتجاوز الأزمة الاقتصادية.

بينما كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد أصدرت بيانًا من لاهاي أعلنت تأجيل النطق بالحكم في القضية المرتبطة بالتفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، وقالت المحكمة في بيانها إنها أجلت النطق بالحكم إلى يوم 18 من الشهر الجاري، بعدما كان من المتوقع صدوره يوم غد الجمعة، مع تضمين توجيه الاتهامات إلى أربعة رجال بقتل الحريري و21 شخصًا آخرين.

يذكر أن الأرقام الأولية الصادرة عن السلطات في بيروت، تحدثت عن تشريد قرابة ثلث سكان العاصمة نتيجة تضرر مساكنهم، إضافة لاتساع رقعة آثار الانفجار لتصل كيلومترات عدة نحو أطراف المدينة التي فقدت أحد أبرز معالمها الحيوية اقتصاديًا واستراتيجيًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مستشفيات بيروت تفقد قدرتها الاستيعابية ومخاوف من كارثة

بيروت منكوبة: حملات عالمية على السوشال ميديا لدعم لبنان والتضامن مع بيروت