05-أغسطس-2020

مخاوف بشأن توفر السلع الأساسية في لبنان (أ.ب)

أفاقت العاصمة اللبنانية بيروت بعد الانفجار الذي أحالها مساء الثلاثاء إلى مدينةٍ منكوبة، على مشهدٍ أكثر وضوحًا للدمار الذي طال جزءًا كبيرًا منها، والخسائر المادّية والبشرية التي لا تزال عمليات إحصائها مستمرّة حتّى هذه اللحظة، بالإضافة إلى عمليات معاينة الأضرار التي طالت عددًا من المؤسّسات الصحية والطبية والخدمية، وعلى رأسها مرفأ المدينة الذي بات خارج الخدمة تمامًا بفعل الدمار الكبير الذي طالهُ جرّاء الانفجار الذي انطلق منه.

أفاقت العاصمة اللبنانية بيروت بعد الانفجار الذي أحالها مساء الثلاثاء إلى مدينةٍ منكوبة، على مشهدٍ أكثر وضوحًا للدمار الذي طال جزءًا كبيرًا منها

الدمار الذي طال المرفأ، وخروجه عن الخدمة رسميًّا، سيكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد اللبنانيّ المتأزم أساسًا، بالإضافة إلى الواقع المعيشيّ الحرج، نظرًا لارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية التي يستورد لبنان الجزء الأكبر منها، وذلك من خلال المرفأ نفسه، باعتباره المنفذ الأساسي لها، ممّا يعني أنّ خروجه عن الخدمة، وإلى أجلٍ غير مسمّى أيضًا، قد يؤدّي إلى فقد لبنان في حال لم يتوفّر بديل لسلّته الأساسية من الغذاء، خصوصًا وأنّه بلد لا ينتج ما يستهلكهُ بقدر ما يستورده، الأمر الذي يجعل من فرصه في تعويض خسارته في الاستيراد، ضئيلة جدًا.

0اقرأ/ي أيضًا: "كأنها مدينة بلا سماء".. شهادات عن بيروت في لحظات الانفجار

الحديث عن نهاية مرفأ العاصمة اللبنانية، صاحبهُ حديثٌ آخر عن دمار إهراءات القمح المتواجدة فيه بشكلٍ كامل، وتلف مخزون القمح المتوفّر فيه أيضًا، وهو ما أثار مخاوف الناس من أزمةٍ جديدة محتملة عنوانها "انقطاع القمح وغياب الخبز"، لتبدأ مدفوعةً بهذه المخاوف بالتوافد على الأفران، الأمر الذي قد يؤدّي في حال استمراره إلى خلق أزمة حقيقية تزيد من تعقيدات المشهد الحاليّ، وتصعّب من عملية مواجهة الأزمة القائمة.

رجل أمن لبناني يراقب الأضرار التي أحدثها الانفجار في بيروت (أ.ف.ب)

في المقابل، وردًّا على مخاوف الناس من غياب القمح والخبز، تداولت وسائل إعلام لبنانية مختلفة رسائل طمأنة مفادها أنّ مخزون المطاحن من القمح يكفي لتأمين احتياجات السوق لنحو شهرٍ ونصف تقريبًا، على أن يجري البحث خلال هذه المدّة عن بديل للمرفأ الذي لم يعد قادرًا على استقبال أي بواخر جديدة، منها أربع بواخر كانت على أعتاب المرفأ تنتظر دورها لتفريغ حمولتها المقدّرة بنحو 28 ألف طنّ من القمح.

وتشير أغلب التوقّعات إلى اعتماد الحكومة اللبنانية على مرفأ مدينة طرابلس لإتمام عمليات استيراد القمح مؤقّتًا ريثما يتّضح البديل. وعلى الرغم من عدم امتلاك المرفأ لقدرات تخزينية عالية مقارنةً بمرفأ بيروت، إلّا أنّه يُعدّ المنفذ الوحيد اليوم الذي تستطيع الحكومة من خلاله استيراد القمح وتلبية حاجات السوق خلال الأشهر القليلة القادمة.

امرأة تحمل طفلًا وتسير في شوارع بيروت المدمرة عقب الانفجار (الأناضول)

في سياقٍ متّصل، تؤكّد نتائج عمليات إحصاء الأضرار الأوّلية، أنّ القطاع الطبّي أكبر المتضرّرين من الانفجار حتّى هذه اللحظة، فعدا عن خروج بعض المستشفيات عن الخدمة، ومنها مستشفى الروم والوردية والكرنتينا الحكوميّ، نتيجة تعرّضها لأضرار كبيرة فرضت عليها إجلاء مرضاها، تواجه مستشفيات أخرى حالة استنزاف لما تبقّى من مواردها الطبيّة والاستشفائية.

تؤكّد نتائج عمليات إحصاء الأضرار الأوّلية، أنّ القطاع الطبّي أكبر المتضرّرين من الانفجار حتّى هذه اللحظة

بيد أنّ الضربة الكبرى التي تعرّض لها القطّاع الصحيّ تمثّلت في دمار جزء كبير من مستودع أدوية مخصّصة للأمراض المستعصية في الكرنتينا، يضمّ مخزونًا ضخمًا من الأدوية باهظة الثمن التي تؤمّنها وزارة الصحّة اللبنانية للمرضى غير القادرين على الحصول عليها، مما يعني أنّ عددًا كبيرًا من هؤلاء المرضى ستتوقّف علاجاتهم أيضًا إلى أجلٍ غير مسمّى.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مستشفيات بيروت تفقد قدرتها الاستيعابية ومخاوف من كارثة