30-أكتوبر-2019

يتخوف متابعون من عودة الحرب الأهلية إلى إثيوبيا (رويترز)

يماثل جوهر محمد المعارض الإثيوبي الصاعد مؤخرًا صورة طبق الأصل لرجل عازم بقوة على بلوغ مرماه، وهو قصر منليك، ذلك العرين الرحب للسلطة الإثيوبية، فهو الآن، وبعد زخم الأحداث الأخيرة الدامية بات أقرب إلى نيل لقب المنافس الأبرز لرئيس الوزراء الحالي آبي أحمد، الذي يتشبث بالزعامة الأفريقية، إذ إن كلاهما في عمر متقارب، ينتميان إلى كتلة واحدة، لكنهما يختلفان نسبيًا في الرؤى الملائمة لقيادة بلد يعاني من تعقيدات الهوية.

منذ أيام اجتاحت إثيوبيا موجة احتجاجات دامية ضد السُلطة الحاكمة، سرعان ما تحولت إلى اشتباكات عرقية خلفت نحو 67 قتيلًا في ولاية أوروميا والعاصمة أديس أبابا، بشكل يهدد بعودة العنف مجددًا 

منذ أيام اجتاحت إثيوبيا موجة احتجاجات دامية ضد السُلطة الحاكمة، سرعان ما تحولت إلى اشتباكات عرقية خلفت نحو 67 قتيلًا في ولاية أوروميا والعاصمة أديس أبابا، بشكل يهدد بعودة العنف مجددًا داخل دولة صاعدة تتسارع فيها معدلات النمو والتحديات معًا، إلى جانب مخاوف تشويه صورة القائد الحائز على نوبل للسلام، هذا العام، حيث تطارده اتهامات الديكتاتورية والتنكيل بالمعارضين أيضًا، بشكل محرج أمام العالم، كما يبدو.

اقرأ/ي أيضًا: كيف حصل آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام؟

سياسي مثير للجدل

وبالرغم من أن رئيس الوزراء آبي أحمد تضارع صورته لمعة الرينبو الفرائحي أعلى الهضبة، حيث عاش حياة خالية من التناقضات المرتبطة غالبًا بمعظم السياسيين الإثيوبيين، لكنه ربما يشعر الآن بشكل جاد أن ثمة شخصًا آخر يحظى بشعبية هائلة تهدد رمزيته، وهو جوهر محمد السياسي المثير للجدل، والذي يمتاز بحيوية اجتذبت قلوب شباب إثيوبيا، والأورومو على وجه الخصوص، بعد أن حصلوا على قدر من الثقة للمشاركة في العملية السياسية خلال السنوات القليلة الماضية.

جوهر الذي ولد لأب مسلم وأم مسيحية، حيث يعتبر نفسه مزيجًا من التسامح الديني كان قد اتهم نهاية الأسبوع الماضي قوات الأمن بالتآمر على استهداف حياته، ما جعل أنصاره يتظاهرون في العاصمة أديس أبابا وبعض الأقاليم المجاورة، ونتيجة لذلك نشرت وزارة الدفاع قواتها في سبع نقاط ساخنة لتهدئة الشارع المضطرب.

طريق الاستبداد

يعتبر جوهر محمد المعارض الأبرز حاليًا لسياسات آبي أحمد، وينتمي إلى ذات إثنية الأورومو التي ينحدر منها رئيس الوزراء الحالي، وكان أبرز الداعمين له قبل سنوات قليلة، إذ يعود الفضل لجوهر في تعزيز الاحتجاجات التي أطاحت بديسالين رئيس الوزراء الأسبق هايلي ديسالين في العام الماضي، ومهدت الطريق إلى آبي أحمد إلى الوصول للحكم، إلا أنه مؤخرًا بات كثير الانتقاد لسياسات الحكومة، إلى درجة اتهام صديقه السابق بأنه يمضي في طريق الحكم الاستبدادي، وبالمرة يشعر كل أحد منهما، بأنه صاحب الفضل على الآخر، حيث نال آبي أحمد رئاسة الوزراء وحتى جائزة نوبل للسلام بدعم جوهر، الذي يتطلع الآن أكثر مما مضى نحو المستقبل، سيما وأن تجربته في العمل الطوعي والتحصيل الأكاديمي بالخارج، ساعدته تقريبًا على فهم أفضل لطبيعة العالم المتعددة، وكيف أن الوضع المقلق لبلاده في كثير من الأحيان بحاجة إلى رؤية خاصة عكف عليها لسنوات طويلة قبيل ظهوره الصاخب في الحيز العام.

السياسي الإثيوبي جوهر محمد (رويترز)

أثارت الاتهامات التي وجهها جوهر محمد لرئيس الوزراء الحالي باستهدافه حالة من الاستقطاب والتوتر الأمني في دولة يبلغ عدد سكانها 110 ملايين نسمة. وجاءت الاحتجاجات بعد يوم من تحذير السيد أحمد في البرلمان من أن أصحاب وسائل الإعلام المجهولين يثيرون الاضطرابات العرقية، دون الإشارة إلى جوهر بالاسم، الناشط الإثيوبي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وكان في المنفى بالولايات المتحدة حتى العام الماضي، لكنه عاد مؤخرًا لدعم الديمقراطية في بلاده، ورسم دور مستقبلي له لم ينفك يبارح خياله.

وربما فاجأت هذه الأحداث الأخيرة العالم بالقمع الذي يمارس على الأصوات المعارضة داخل إثيوبيا، عطفًا على التعتيم الإعلامي، إلى درجة قطع الإنترنت في السابق، كما أن الاضطرابات لم تتوقف منذ أشهر، حيث تأخذ كل مرة شكلًا مختلفًا، ما بين الصراع السياسي، إلى ارتفاع الأصوات المطالبة بتعزيز الفدرالية الإثنية، ومن شأن هذه الانقسامات كما يرى البعض تقويض موقع رئيس الوزراء قبيل الانتخابات المرتقبة في أيار/مايو 2020.

تهديد شعبية آبي أحمد

منذ ذلك ورغم التقارب بين آبي أحمد وجوهر في الأفكار إلى أن الأخير يبدو أكثر أصولية، ويحظى بشعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تضم صفحته على فيسبوك أكثر من مليون متابع، يبدو أنه يستطيع تعبئتهم والتأثير عليهم في وقت واحد، وهذا ربما أزعج رئيس الوزراء الذي يفضل السيطرة على كافة الأقاليم الإثيوبية، وفي الوقت نفسه يحاول الاستمرار في إصلاحات سياسية واقتصادية، تمكنه من الفوز في انتخابات 2020 ومواجهة التهديات المصرية إزاء أزمة سد النهضة، إلى درجة التلويح من داخل البرلمان بحشد مليون إثيوبي لمواجهة خيار الحرب، وفقًا لخطابه الأخير.

الصراع على الانتخابات

وكما ما يبدو فإن الخطر على طموحات آبي يأتي من غريمه الجديد، خصوصًا في حالة ترشح جوهر للانتخابات، وهذا أمر بات راجحًا، أي بعد تصريحاته الآخيرة بأن الترشح ضد آبي كان "أحد الاحتمالات"، رغم أنه قال أيضًا إنه يمكن أن يكون مقتنعًا بدعم رئيس الوزراء إذا غير مساره الحالي، وأضاف جوهر "أريد أن يكون لي دور نشط في الانتخابات المقبلة، وبأي صفة لست متأكدًا ولكني أريد أن أتأكد من أن التأثير الذي أمتلكه في البلاد له مساهمة إيجابية".

يرى بعض المراقبين أن حدة الخلاف بين آبي أحمد وجوهر سوف تتسع شيئًا فشيئًا كلما اقتربت الانتخابات، لجهة أن أي طرف يريد خوضها والفوز بها، لكنهما ينتميان إلى إثنية واحدة، وتوجهات متفاعلة في الفضاء العام، ما يجعل الصراع على الاستقطاب الجماهيري عنوان الأزمة بينهما، تحديدًا داخل مناطق أوروميا، مناطق النفوذ الرئيسية، إذ إن آبي أحمد رئيس الوزراء الحالي يحاول تقديم نفسه كبطل قومي، وصل إلى الحكم بالتأكيد في وقت كانت إثيوبيا في أمس الحاجة إليه، كما يردد أنصاره، وقد تعرض في سبيل ذلك إلى محاولة اغتيال، رغم أنه يُظهر ميله إلى السلام بدلًا من الصراع، عطفًا على التقاطعات الحادة بين الرجلين، حيث آبي لإعادة صياغة الحياة السياسية في إثيوبيا، مثل دمج الأحزاب في كتل محدودة قبل الانتخابات، وتجاوز الأطر السياسية بسمتها العرقي، بصورة ربما تهدد الشكل القديم للمواعين التنظيمية.

 لكن جوهر ربما يدرك تمامًا أن أهمية وجود آبي تتمثل في تعزيز الحكم الذاتي وسلطة شعب أورومو التي انسل منها، فالثاني يتطلع إلى سلطة مركزية قابضة، بينما يسعى جوهر للحفاظ على خصوصية القوميات الإثيوبية، وحمياتها من الذوبان، فضلًا عن الصور التي انتشرت خلال الاحتجاجات الأخيرة وهى تظهر حرق كتاب فلسفة "المدمر" الذي دشنه آبي أحمد قبل أسبوع، دون دافع ظاهر، غير أن الدكتور آبي اكتسب شهرته السياسية في الداخل من كونه أحد المؤيدين الرئيسيين لمبادرات الاستيلاء على الأراضي التي اقترحتها الحكومة الحالية لصالح الدولة، بالصورة التي جلبت له العداء مع السكان المحليين.

استلهام تجربة غاندي

بالعودة لسيرة جوهر محمد فهو كما يوصف بالداخل ناشط ومحلل سياسي، شب عن الطوق في بلدة ريفية تسمى دوموغا، تمتاز بالخضرة والجمال والانتماء للديانة الإسلامية، لكنه مع ذلك التحق بمدرسة كاثوليكية في سيلالو لمدة عام تقريبًا، قبل أن يغادر إلى سنغافورة لإكمال دراسته الجامعية في العام 2003. حينها بدأ في إظهار ميله لتطوير معرفته بجميع المسائل ذات الصلة بتراث الأورومو، وقد اندمج كذلك في البيئة الآسيوية الجديدة التي أكسبته مزيدًا من المعارف والثقافات، كما أنه بالمقابل طاف معظم بقاع العالم، وقد عزز حصيلته في معهد التعليم العالي الشهير الذي يدعى جامعة ستانفورد الواقعة في قلب "وادي السيليكون" النابض بالحياة في شمال كاليفورنيا، معقل التكنولوجيا الحديثة، وهو كما سيبدو لاحقًا غرس في نفسه الولع بالتكنولوجيا، إلى حد تأسيس شبكة قنوات تلفزيونية، ونهل في تجربة أخرى بعد أن قرر الذهاب إلى الهند للتعرف على طرق التصويت في الانتخابات واستلهام تجربة الزعيم المهاتما غاندي، خصوصًا المقاومة السلمية المعطونة بملح الكرامة.

التعبير عن الآراء  

ونتيجة لذلك أجاد بصورة هائلة التعامل مع الإعلام الجديد، وطور مهارات فن نشر آرائه، وذلك من أجل الوصول إلى قاعدة جمهوره الضخمة من خلال الاستخدام الخبير للعديد من وسائل الإعلام، التي يدير بعضها، حيث أصبحت شبكة OMN (وسائط أوروميا) مصدرًا ثابتًا للمعلومات لأولئك الذين يأملون في سماع الأخبار، ومشاهدتها من بث تلفزيوني غير مرتبط بالحكومة، وهذا وضعه في منطقة التأثير داخل وخارج إثيوبيا كسياسي أفريقي صاعد بقوة، ومدرك تمامًا لموضع خطواته التالية.

من المهم الإشارة إلى أن جوهر اكتسب لأول مرة مكانة بارزة ككاتب ومتحدث عن السياسة الأورومية والإثيوبية خلال دراسته في جامعة كاليفورنيا والتي كان يباهي بها قائلًا: "كانت محطة استيقظ وعيي فيها على علمي"، قبل أن يعود إلى إثيوبيا في العام 2016 ليبدو بمثابة الملهم الفكري لرابطة شباب أورومو الدولية، وكان بالفعل ناقدًا جريئًا لجبهة تحرير أورومو الأولى، وفشلهم في إحداث تغيير سياسي ذي مغزى في إثيوبيا، كما ظل يردد على الدوام. حينها بذل أفكاره السياسية بوضوح في وقت كانت فيه البلاد تعاني من فراغ القيادة بعد رحيل عدد من الساسة الكبار، وغياب ملس زيناوي تحديدًا، الدكتاتور الذي حكم بلاده بالقوة والحكمة، وهو ما دفع جوهر للانتقال إلى العاصمة أديس أبابا وطرح أفكاره بحرية وجراءة أكبر.

 وقد تخلى قبل ذلك عن لهجته الحادة التي اشتهر بها، إلى درجة أنه تبرأ من تصريحاته السابقة التي اتهم فيها بالتحريض على العنف العرقي والديني، وخاصة نشرمقطع فيديو له في عام 2013 قال فيه: "قريتي مسلمة بنسبة 99 بالمئة إذا تحدث شخص ما ضدنا، فسنقطع حنجرته بمنجل"، لكنه عاد ليجاهر بالقول إن التصريحات مفبركة، وإنه لن يقول شيئًا كهذا لأن والده مسلم وأمه مسيحية.

الاحتكام لنظام غَدا

ظل جوهر محمد وهو يعارض النظام الحالي بصورة خجولة ينظر إلى ضرورة التعايش التعددي الشامل والتعزيز الديمقراطي لشعوب إثيوبيا دون قبضة مركزية، لكنه لم يخف بشكل ما نزوعه الانفصالي في حال لم تتحرك تصوراته للعدالة المنتظرة، مع الاحتفاظ بالمخاوف من تفكك ما يزيد عن 80 مجموعة عرقية، وهو سيناريو من شأنه أن يغمر الجوار كله في الفوضى، كما أن للأرومو مصلحة ومسؤولية في تجنب إثيوبيا هذا المنزلق المروع، ما يحتم، وفقًا لجوهر، الاحتكام إلى ما يعرف بنظام "غَدا" وهو نظام اجتماعي سياسي ديمقراطي لجماعة أورومو ، ظل يمنح طابعًا من المساواة والتعددية.

سحب الحراسة وإطلاق المهاجمين

في تدوينة على صفحته بالفيسبوك كشف جوهر عن التهديد الذي تلقاه نهاية الأسبوع الماضي قائلًا: "حوالي منتصف الليل، توقفت سيارتي، وفوجئت بسحب الحراسة من المنزل، رغم تحذيرات قائد خدمات حماية كبار الشخصيات من مغبة مغادرة الحراسة فورًا". وتساءل جوهر: "لماذا كانوا يحاولون إزالة التأمين الخاص بي في الليل"؟ لافتًا إلى أن الخطة لم تكن إلقاء القبض عليه، وإنما "إطلاق المهاجمين المدنيين على منزله والادعاء بأن ذلك الهجوم من الغوغاء وليس السُلطة"، لكنه لم يتهم آبي بصورة مباشرة بذلك الهجوم، مضيفًا "لا يمكنني القول على وجه اليقين، إن السيد آبي كان مسؤولًا ، لكن من المحتمل أن الموالين في أجهزة الأمن ظنوا أن لديهم ضوءًا أخضر مما كان يقوله في البرلمان".

واتهم جوهر رئيس الوزراء آبي أحمد بأنه يسعى إلى حكم استبدادي بتخويف المعارضين له، قائلًا: "لقد لجأ إلى الدلالات المبكرة للديكتاتورية، ومحاولة تخويف الناس، حتى حلفائه المقربين الذين ساعدوه في الوصول إلى السلطة ويختلفون مع بعض السياسات والمواقف والأيديولوجيات التي يدعو إليها"، فيما أثار آبي اتهامات ضمنية حول جوهر في جلسة البرلمان الثلاثاء الماضية، قائلًا "عندما يكون هناك سلام، فأنت تلعب هنا، وعندما نكون في ورطة ، لن تكون هنا"، في إشارة إلى جنسية جوهر الأمريكية. وأضاف رئيس الوزراء في خطابه من داخل البرلمان: "حاولنا التحلي بالصبر. ولكن إذا كان هذا سيقوض السلام ووجود إثيوبيا، سنتخذ تدابير. لا يمكنك اللعب في كلا الاتجاهين".

من الاحتجاجات التي شهدتها إثيوبيا يوم الخميس 24 تشرين الأول/أكتوبر (رويترز)

ملك الأورومو المنتظر

وبينما دعى جوهر أنصاره للتحلى بالسلمية، وفتح الطرق والسماح لسيارات الإسعاف بالدخول إلى مناطقهم وحمل المصابين، كان أنصاره يرفعون صورًا له وهو يحمل علامة النصر، وبعضها مكتوب عليها "ملكي"، وكان شميليس عبده، نائب رئيس منطقة أوروميا، التي تضم أديس أبابا اعترف في مؤتمر صحفي بأن زيارة الشرطة لمنزل السيد جوهر كانت "خطًا كبيرًا" لا يجب أن يحدث.

فيما أعلن عمدة مدينة اداما بإقليم اوروميا أسقد مولوقيتة ،أنه تم اعتقال 68 شخصًا ثبت أنهم متورطون في الأحداث الأخيرة، التي شهدتها مناطق عدة من إقليم أوروميا. والأفراد المتورطون حسب العمدة الذي تحدث لقناة "أو بي أن" الفضائية، التي تبث باللغة الأورومية، كانوا يشاركون في تظاهرات استغلوها لحراك آخر، ليقوم بتأجيج الصراع الديني والعرقي في المنطقة.

الزوجة المناضلة

"أرفاس جيمدة" زوجة جوهر محمد التي تصغره بسنوات قليلة وتنتمي إلى ذات مكون الأورمو ظلت تتبنى مواقف نضالية ضد النظام الحاكم، أحيانًا مؤيدة لزوجها في مواجهة آبي أحمد. وكتبت أرفاس تدوينة على صفحتها بالفيسبوك أشارت فيها إلى أن فشل الحكومة في حل القضايا الوطنية هو الذي أدى إلى المشاكل الأخيرة، واتهمت رئيس الوزراء بأنه "عندما صعد للسلطة، ركز على القضايا التي تناشد المجتمع الدولي بينما أهمل الداخل"، منددة بما أسمته عمليات القتل والاعتقالات المتواصلة.

 وأضافت قائلة: "ملايين الناس، بمن فيهم خريجو المدارس الثانوية والكلية، لا يمكنهم العثور على عمل لتحسين حياتهم"، مشددة نحو نقطة الخلاف الأساسية بين زوجها ورئيس الوزراء وهي ملكية الأرض، بحيث "تم ولا يزال طرد السكان المحليين حتى يتم تمكين الشركات من العمل وجني الأرباح"، على حد وصفها، وخلصت إلى أن الملايين مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل الحرية.

اقرأ/ي أيضًا: إثيوبيا.. وجهة مترددة بين الازدهار والانقلابات

لا نريد آبي لا نريد آبي

فيما كان بعض السكان في منطقة الأرومو يستخدمون حتى الرصاص والأسلحة الخفيفة بشكل بات ينذر باتساع رقعة العنف، لأسباب متفاوتة، منها الصراع على الموارد، وتقاطعات الجوار، تحديدًا إرتريا التي يبدو أن حماس رئيسها أسياس أفورقي للسلام مع إثيوبيا لم يعد بذات الدافعية الأولى، تحديدًا بعد منح جائزة نوبل للسلام لطرف واحد هو آبي أحمد، وتجاهل الشريك الآخر في الاتفاقية أسياس أفورقي، والأهم من ذلك نزعة أحمد المركزية وسط تشبث القوميات بمكتسبات الفيدرالية الإثنية خشية من الاستبداد الذي كان يحدث في الماضي.

بدأ العنف الذي نشب مؤخرًا في إثيوبيا يتخذ صور الاشتبكات العرقية والدينية، إلى جانب مواجهات ونيران قوات الشرطة الفدرالية

بدأ العنف الذي نشب مؤخرًا وفقًا لشهود عيان يتخذ صور الاشتبكات العرقية والدينية، إلى جانب مواجهات ونيران قوات الشرطة الفدرالية، كما انطلقت هجمات بالمناجل والعصي وأحرقت بعض المنازل، فيما هتف متظاهرون خارج منزل جوهر يوم الخميس الماضي: "لا نريد آبي، لا نريد آبي". وقام بعضهم بنصب الخيام أمام منزل جوهر لتأكيد رغبتهم في الاعتصام لأطول فترة إذا دعى الأمر، أو أضحت حياة زعيمهم مهددة من قبل السلطة الحاكمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما فرص نجاح أول سياسي شابّ في تجاوز تحديات الرئاسة في إثيوبيا؟

 استقالات القادة والحكام.. رمال متحركة تنذر بالربيع الأفريقي