يستقبل إنتر ميلان مساء اليوم الثلاثاء غريمه الميلان في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو قريب جدًا من بلوغ المباراة النهائية، إثر فوزه ذهابًا بهدفين دون رد.
مدرّب الإنتر سيموني إنزاغي: "مواجهة الليلة هي من أهم مباريات الفريق في تاريخه كلّه"
في صيف العام الماضي، وتحديدًا في الـ25 من آب/أغسطس، جرت في إسطنبول التركية مراسم قرعة مرحلة المجموعات من دوري أبطال أوروبا، وقتها اتجهت الأنظار والتخمينات إلى العديد من الفرق التي حضر ممثلوها القرعة، على أن هذه الأندية ستكون لها زيارة أخرى إلى أكبر مدن تركيا، والتي ستستضيف هذا الحدث.
بالتأكيد لم يكن أحد من أولئك يجرؤ على التفكير في إنتر ميلان، ففرصته في العودة إلى إسطنبول غير مطروحة بالمقارنة مع أندية قويّة في تلك الفترة، خصوصًا أن الفريق وضعته القرعة في مجموعة حديدية، ضمّت برشلونة وبايرن ميونيخ، وهما مرشّحان قويّان لنيل اللقب، وربّما يساهم إنتر ميلان في خلط أوراق مجموعته، وقد يفعل ما هو غير متوقّع عند الغالبيّة، ويبلغ ثمن النهائي، ولكن أن يصل إلى إسطنبول فهذا محض خيال.
لكنّ إنتر ميلان قلب التوقعات، وتخطّى مرحلة المجموعات على حساب برشلونة، إلى أن بلغ نصف النهائي، وبات على مشارف الوصول إلى إسطنبول أكثر من أي وقت مضى، نظرًا لفوزه ذهابًا على الميلان بهدفين دون رد، ولا يفصله عن تحقيق ذلك سوى مباراة الليلة في ملعبه جيوسيبي مياتزا.
من أجل ذلك صرّح مدرّب الإنتر سيموني إنزاغي أن مواجهة الليلة هي من أهم مباريات الفريق في تاريخه كلّه، إذ قال في المؤتمر الصحفي الذي يسبق اللقاء: "كمدرب أعامل كل مواجهة بنفس الطريقة، نعلم أن لقاء الغد ضمن الأهم بتاريخ الفريق، كان هناك القليل من خيبة الأمل عندما سحبت القرعة في آب/أغسطس، لم نكن محظوظين لكن في نفس الوقت، ما قلته للاعبين وجهازي الفني هو أنه حتى برشلونة وبايرن غير سعداء بوقوعهما معنا.. نعلم أننا على بُعد 90 دقيقة من تحقيق حلمنا، لقد عملنا بشكل جيد خلال فترة التوقف أثناء كأس العالم حتى لو كان لدينا عدد بسيط من اللاعبين".
كذلك يمثّل وصول الميلان لنصف نهائي دوري الأبطال إنجازًا بحدّ ذاته، لكنّ المدرّب بيولي قامر بمشاركته في المسابقة الموسم المقبل من أجل تحقيق لقب العام الحالي، فبات قريبًا من الفشل في نيل أحد المقاعد الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال بالدوري الإيطالي، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من وداع البطولة الأوروبية، بعدما تعرّض لأولى هزائمه أمام الفرق الإيطالية بدوري الأبطال.
وعلى الرغم من ذلك يصرّ الميلان على القتال حتى آخر رمق، جماهيره احتشدت في شوارع ميلانو لبث المعنويات للاعبيه، وستكون مواجهة الإياب مختلفة جدًا نظرًا لحضور متوقّع نجم الفريق رافائيل لياو، والذي غاب عن لقاء الذهاب بسبب الإصابة، عامل الإصابة هذا أرهق الميلان، وأكّد غياب نجم خطّ وسطه الجزائري إسماعيل بن ناصر حتى نهاية الموسم.
ستيفانو بيولي مدرّب الميلان يصرّ على أن حظوظ فريقه قائمة لبلوغ المباراة النهائيّة، إذ قال في المؤتمر الصحفي: "إنتر ميلان فريق قوي، لكن لو لعبنا بمستوى عال يمكننا مقارعتهم، يمكننا اللعب بشكل أفضل"، وعن احتمال مشاركة لياو في المباراة طمأن المدرّب جماهير الميلان بقوله: "لياو يشعر بتحسن... تدرّب بالأمس وسيشارك منذ البداية إذا كان جاهزًا"، ونوّه المدرّب الإيطالي إلى أهمّية الدقائق الأولى في المباراة المرتقبة، فهي كفيلة في أن تعيد المواجهة لنقطة البداية "علينا أن نرفع من مستوانا، المباراة طويلة ونريد أن نبدأها بأفضل شكل ومحاولة الفوز، سنقاتل ونستغل أخطاءهم، لأنهم يرتكبون أخطاء أيضًا".
الفريقان ابتعدا عن الألقاب الأوروبية لأكثر من عقد، الإنتر هو آخر فريق إيطالي نال لقب دوري الأبطال في عام 2010، والميلان فعلها موسم 2007، وبغض النظر عن هوية الفائز في نصف النهائي الآخر بين ريال مدريد ومانشستر سيتي، فإن حسابات مواجهة أحدهما ستختلف كثيرًا عن لقاء ديربي الغضب بنكهته الأوروبية، والأولويّة الآن بالنسبة للفريقين هو حسم مواجهة الليلة، والتي يعتبر الفوز بها بمثابة لقب بحدّ ذاته، ليس فقط لأنها ستضع فريقًا في النهائي على حساب آخر، بل لأنّه ديربي الغضب.
