17-مايو-2017

كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية (تويتر)

لا غرابة في أن تأتي الأخبار الغريبة من الجامعة اللبنانية. فالغربة التي يعيشها الطالب في كليات الجامعة الرسمية تروي سيرة العذابات التي تبدأ من السنة الأولى ولا تنتهي بالأخيرة.

احتج طلبة الإعلام في الجامعة اللبنانية بعد قرار إدارة كليتهم حرمان ما يزيد عن 400 طالب من الامتحانات النهائية بسبب "الحضور"

قبل أيام نشط على موقع "تويتر" هاشتاغ #كلية_الإعدام. طلّاب معترضون وآخرون متضامنون غرّدوا تحت هذا الوسم، الذي كان الدافع إلى نشره قرار إدارة كلية الإعلام بفرعها الأوّل حرمان ما يزيد عن أربعمئة طالب من الامتحانات النهائية بسبب "الحضور". فبحسب التبرير الرسمي، الذي يُنقل عنه أن عدد المحرومين لا يتجاوز السبعين (ما دحضه الواقع)، فإن على الطالب أن يلتزم بنسبة الحضور اللازمة.. "وإلّا الحرمان". مع العلم أن عددًا من الطلاب "العاملين" يتم التغاضي عن غيابهم باعتبار أن ذلك "بعذر".

اقرأ/ي أيضًا:  غياب الخدمات في الجامعة اللبنانية يشعل حراك الطلبة

المسألة لم تنته هنا. فقيام الإدارة باستدعاء خمسة عشر طالباً شاركوا بالتغريد للتحقيق معهم بتهمة القدح والذمّ وتشويه صورة الكلية على مواقع التواصل الاجتماعي، شكّل صدمة للطلاب الذين هالهم أن تكون كلية الإعلام التي لطالما اعتبروها بوابة التعبير الحرّ تراقب ما يكتبون وتحاسبهم عليه، لا سيما وأن عددًا من أعضاء لجنة التحقيق هم من الأساتذة الإعلاميين. وفي حين اعترض بعض الطلّاب على إجراء الإدارة، فإن آخرين خافوا ورفضوا عند طرح "ألترا صوت" السؤال عليهم الإجابة، وأشاروا إلى أن عدد المطلوبين إلى التحقيق مرشح للارتفاع "فكل ما نكتبه على وسائل التواصل الاجتماعي أو نصرّح به لوسائل الإعلام هو "تحت المراقبة".

من جانبه أوضح مدير الكلية الدكتور رامي نجم أنه "لم تصدر عقوبات بعد، وأنه وفق نتائج التحقيق ستتخذ الإجراءات"، مشيراً إلى أن "القرار لم يشمل كل من اعترض، إنما الذين تطاولوا على الجامعة وتضمنت منشوراتهم شتائم واتهامات تشوه صورة الكلية".

هذا وكان الطلّاب شكَوا في تغريدات على تويتر ومنشورات على فيسبوك حالهم في الكلية مع النظام المتبع ليأتي قرار الحرمان من الامتحان ويزيد همومهم. إحدى الطالبات كتبت: "مين قال إنّو موادّ الصّحافة حفظ وتبليع؟ بلع كورات بدل الفهم والتّطبيق العملي.. #كلية_الإعدام". وآخر قال: "عم نموت مية موتة عالطرقات لنوصل ع جامعتنا الطريق صارت بين الضاحية والأونيسكو أطول من شهر رمضان وإذا جيت مأخر ما بتفوت.. ليش؟! #كلية_الاعدام". وسخرت طالبة من الوضع بالقول: "مضطر إنت كطالب يا تفوت تحضر محاضرة كاملة عن حياة الدكتور ومغامراته وأيام طفولته ومراهقته يا ما تحضر وتنحرم #كليه_الاعدام".

فتحت إدارة كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية تحقيقًا ضد الطلبة المحتجين على مواقع التواصل وهو ما اعتبر تهديدًا للحريات

وعن مظلومية مضاعفة يغرّد طالب: "#كلّية_الإعدام ، بيسأل الطالب (اللي ما غايب) عن سبب حرمانه وإذ بيرد الدكتور وبيقول: اسمك نزل بالغلط، بسيطة منشوفك بالدورة التانية!!"، ويضيف آخر: "طالب حضر أكثر من الدكتور وانحرم #كلية_الاعدام".

وبانتظار ما سينتج عن التحقيقات وما ستتخذه الإدارة من إجراءات بحق الطلاب الذين تم استدعاؤهم، لا شيء واضح حتى الساعة إن كانت الإدارة ستعدل عن قرار الحرمان أو تعيد تعديله وتصويبه والأخذ بعين الاعتبار ما سيلتمسه الطلاب من إعادة نظر في أوضاعهم. وفي غضون كل هذا فإن الدورة الثانية لناظريها قريبة، وإن لم يكن بإمكان الطلاب التغيير عبر الاعتراض فالركون إلى الوضع الراهن والاستعداد للامتحانات لا بديل عنه.

اقرأ/ي أيضًا:

ملف التعاقد في "اللبنانية".. تنفيعات وفضائح

"بلطجة" حزب الله في الجامعة اللبنانية.. لا لفيروز