28-أغسطس-2022
غلاف كتاب "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي"

غلاف الكتاب

أصدرت "دار تنمية" في القاهرة، حديثًا، كتاب "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي" للباحث المصري كريم جمال، الذي يحاول فيه توثيق دور أم كلثوم السياسي والاجتماعي والوطني خلال المرحلة الحرجة، التي تلت هزيمة حزيران/ يونيو 1967.

يبحث الكتاب في السيرة الوطنية لأم كلثوم التي جندت صوتها بعد النكسة لإعادة بث الأمل والروح في نفوس المصريين والعرب

يبحث المؤلف في كتابه الذي جاء في 600 صفحة من القطع الوسط، وضم 17 فصلًا، في السيرة الوطنية لكوكب الشرق التي يقول إنها جندت صوتها بعد النكسة لإعادة بث الأمل والروح في نفوس المصريين والعرب من جهة، ومساندة الدولة المصرية في تجاوز آثار الهزيمة وتداعياتها، الداخلية والخارجية، من جهة أخرى.

ويقدّم الباحث الشاب متابعة يومية دقيقة لتحركاتها ورحلاتها الداخلية والخارجية بهدف دعم المجهود الحربي في مصر، ورفع معنويات الشعوب المهزومة، إضافةً إلى محاولتها جمع الأمة العربية حول مصر التي كانت علاقتها آنذاك متوترة مع عدد من الدول العربية بسبب سياسات نظام الرئيس جمال عبد الناصر.

دور أم كلثوم في تجاوز آثار هزيمة حزيران/ يونيو 1967

يستعرض جمال تفاصيل جولات أم كلثوم الغنائية في المدن والعواصم العربية والعالمية التي خصصت جزءًا من عوائدها لدعم المجهود الحربي، والمساهمة في إغاثة سكان مدن قناة السويس الذين هُجّروا منها بعد النكسة، إذ يتضمن الكتاب سجلًا ضخمًا يوضّح تفاصيل تلك الجولات، ويقف على ردود الفعل الداخلية والخارجية التي أثارتها، ويبيّن أثرها المادي والمعنوي على الدولة المصرية ومحاولاتها لتجاوز تداعيات الهزيمة.

وإلى جانب ما سبق، يتضمن الكتاب أيضًا جدولًا يستعرض عوائد تلك الجولات، إذ يذكر المؤلف، على سبيل المثال، أن عوائد رحلة كوكب الشرق إلى باريس في تشرين الثاني نوفمبر 1967 بلغت 14 ألف جنيه إسترليني، بينما بلغت عوائد رحلة المغرب في آذار/ مارس 1968 حوالي 36 ألف درهم، فيما جنت 176 ألف جنيه مصري من رحلتها إلى ليبيا في آذار/ مارس 1969، و44 ألف درهم بحريني من رحلة أبو ظبي في تشرين الثاني/ نوفمبر 1971.

غلاف الكتاب

ويسعى الباحث الشاب أيضًا إلى الوقوف على تداعيات الهزيمة، وأثر الخطاب الذي أعلن فيه جمال عبد الناصر تنحيه عن رئاسة مصر، على أم كلثوم التي يذكر أنها طلبت من الصحفي محمد حسنين هيكل، المقرب من عبد الناصر، جمعها بوزير الدفاع المصري آنذاك، عبد الحكيم عامر، لتتأكد من استعدادات بلادها لخوض الحرب أواخر أيار/ مايو 1967.

يوثق كريم جمال في كتابه دور أم كلثوم السياسي والاجتماعي والوطني خلال المرحلة الحرجة التي تلت هزيمة حزيران/ يونيو 1967

لم يقتصر الكتاب على استعراض جهود أم كلثوم ودورها في محاولات تجاوز آثار الهزيمة وتداعياتها فقط، بل أضاء أيضًا على دورها خلال المرحلة التي سبقت الحرب، واستعرض كواليس تسجيلها لأغنيتها الوطنية الشهيرة "راجعين بقوة السلاح".

ويذكر المؤلف أنه استند في تأليف كتابه، الذي استغرق 3 سنوات من العمل، إلى أرشيف الصحف المصرية التي نقلت أخبار أم كلثوم بشكل يومي، إضافةً إلى صحف عربية وعالمية مختلفة.