19-سبتمبر-2023
أمير قطر

أمير قطر: "لا يجوز التسليم بالظلم الواقع ضد الشعب السوري والأزمة بحاجة لتسوية سياسية شاملة" (Getty)

أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على أن الشعب الفلسطيني لا يجوز أن يبقى أسيرًا لتعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، ورفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حل سياسي عادل وفق مبادئ الشرعية الدولية، وذلك خلال كلمته التي ألقاها اليوم الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأضاف أمير دولة قطر: "الاحتلال الإسرائيلي يتخذ شكل نظام الفصل العنصري في وضح نهار القرن الواحد والعشرين".

وتابع في سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، بالإشارة إلى أن دولة قطر تقدم "الدعم السياسي والإنساني والتنموي للشعب الفلسطيني الشقيق، وتساهم في إعمار قطاع غزة الرازح تحت الحصار، علاوة على مساهمتها المتواصلة في تمويل وكالة غوث اللاجئين، وتواصل تمسكها بالموقف المبدئي من عدالة هذه القضية".

أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على أن الشعب الفلسطيني لا يجوز أن يبقى أسيرًا لتعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني

واعتبر الشيخ تميم بن حمد، القضية الفلسطينية امتحانًا لمصداقية ساسة دول العالم تجاه منطقة الشرق الأوسط.

وجدد أمير قطر تأكيد بلاده، على التضامن الكامل مع المغرب وليبيا عقب كارثة الزلزال والفيضانات.

أمّا على صعيد سوريا، فقد قال: "لا يجوز التسليم بالظلم الواقع ضد الشعب السوري الشقيق، كأنه قدر، والأزمة بحاجة لتسوية سياسية شاملة، من خلال عملية سياسية، تؤدي إلى انتقال سياسي وفقًا لإعلان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن 2254، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها".

وفي لبنان، قال الشيخ تميم بن حمد: إن "الخطر أصبح محدقًا بمؤسسات الدولة في لبنان"، مؤكدًا على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تلبية آمال الشعب والنهوض به من أزماته الاقتصادية والتنموية، ومعربًا عن أسفه في أن تطول الأزمة بسبب المصالح السياسية والشخصية.

وحول النزاع في السودان، قال: "ندين الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في الخرطوم ودارفور وندعو إلى محاسبة مرتكبيها"، ودعا إلى وقف القتال والاحتكام إلى صوت العقل والحوار حول مستقبل السودان، بجيش واحد فقط، يقوم بحماية البلاد ولا يحكمها.

وبخصوص حالة الجمود السياسي في ليبيا، قال أمير قطر: "نؤكّد دعمنا الدائم لمساعي الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا (عبد الله باتيلي) وجهوده لحلّ الأزمة".

وفي اليمن، دعا إلى تسوية الأزمة بموجب قرارات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، ذات الصلة.

وأضاف، من الواضح أن الحل في الدول الشقيقة التي ذكرتها، يكمُن في الإجماع على كيان الدولة والمواطنة.

وفي سياق الحديث عن أفغانستان، أشار أمير قطر، إلى تنسيق الجهود "بما يضمن عدم تكرار أخطاء الماضي والانزلاق نحو أزمة يصعب حلها"، كاشفًا عن مواصلة قطر تنسيق الجهود الدولية لضمان الالتزام في اتفاق الدوحة، المبرم بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة "طالبان".

getty

وقال أمير قطر: "تستمر الحرب في أوروبا، وهي تستنزف إلى جانب روسيا وأوكرانيا، أوروبا بأكملها، وأثرت وتؤثر على العالم بأسره في مجالات حيوية مثل الطاقة والغذاء، وفي غياب أفق لحل سياسي دائم، ولأن لدى الكتل الدولية الكبرى المنخرطة في الحرب بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، القدرة على مواصلتها لأجل غير محدود، أصبح جل ما يتطلع إليه الناس في أوروبا وأنحاء العالم، هو الهدنة طويلة الأمد، وهذا لا يمكن أن يكون أساسًا لاستقرار بعيد المدى".

وكرر أمير قطر، دعوته إلى جميع الأطراف للامتثال لميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول.

وأضاف: "تزخر منطقتنا بالإمكانيات والفرص الهائلة، وشعوبنا شعوب متسامحة ومحبة للخير والسلام، وهو الأمر الذي شوهته القوالب النمطية والأفكار المسبقة، وخلال بطولة كأس العالم 2022 في قطر، سنحت الفرصة للتفاعل بين الشعوب، وأن يرى العالم شعوبنا على سجيتها، ويتعرف على جوانب من ثقافتنا وقيمنا، ومكانة قطر كوجهة عالمية تربط الشرق والغرب".

جدد أمير قطر تأكيد بلاده، على التضامن الكامل مع المغرب وليبيا عقب كارثة الزلزال والفيضانات

وجدد أمير دولة قطر، الدعوة لتوحيد الجهود لمنع إساءة استخدام الفضاء السيبراني وتنظيم هذا الجانب الحيوي، استنادًا لأحكام القانون الدولي، موضحًا: "من واجبنا مواكبة التطور العلمي والتقني ويجب أن تزول الحواجز بين الدول"، مضيفًا القول: "التطور التقني المتسارع يفتح آفاقًا غير مسبوقة للإنسانية نحو الأفضل".

وتحدث أمير قطر عن انعقاد قمة "الويب 2024" في الدوحة، "التي يشكل انعقادها فرصةً هامةً لاستعراض التطور في مجال التكنولوجيا، وخلق فرص جديدة للتعاون في مجال التكنولوجيا لصالح البشرية جمعاء". 

ونبه أمير قطر إلى ضرورة محاربة العنصرية وحملات التحريض على شعوب وديانات وحضارات بأكملها، وأشار إلى حرق نسخ من القرآن الكريم في عدة دول أوروبية، بالقول: "لا يجوز أن يشغلنا معتوه أو مغرض، كلما خطر بباله أن يستفزنا بحرق القرآن الكريم، أو في نذالة أخرى، فالقرآن أسمى من أن يمسه معتوه"، مضيفًا: "لا يجوز أن يكون المس المقصود بمقدسات الآخرين نموذجًا عن حرية التعبير".